حكاية المطربة الفرنسية مع فريدالاطرش وعبدالوهاب في ذكراه ال 47

حكاية المطربة الفرنسية مايا كازابيانكا مع فريد الأطرش و عبدالوهاب

اقتباس :

المطربة الفرنسية مايا كازابيانكا التي غنت لـ فريد ( يا جميل يا جميل )

عندما سألوها عن هذه الأغنية قالت :

عمل أبي في السلك الدبلوماسي في القاهرة وحضرنا حفلات وشدني طرب فريد

فوجدت عنده الشرقي المقبول عند الأذن الغربية وأنماط غربية مقبولة عند الأذن الشرقية


س :- نجد عند غيره كذلك أنماط من هذا النوع مثل يا مصطفى لمحمد فوزي ومحمد عبد الوهاب عندما يأتي المساء ؟

ابتسمت مايا وقالت : مصطفى أغنية خواجة في حانة

وأما عبد الوهاب فأخذ لحن للمطرب الفرنسي " تينو روسي" في أغنية : "مارينللا " وألبسها كلمات عربية

ليس هذا النوع الذي أتكلم عنه،أقصد اللحن المبدع الذي يتفاعل معه السامع

أعجبتني هذه الأغنية يا جميل فالوزن غربي ولكن اللحن شرقي خالص

انتقلنا إلى السنغال وفي عطلة الصيف كنت في حفل في باريس التقيت بفريد وعبرت له عن رغبتي أن أغني له

فسر فريد لذلك وقال نختار معاً موضوع الأغنية ونكلف شاعرا نتفق عليه

قلت له العملية ستطول ... المهم تواعدنا أن نلتقي في مقهى الروتاند في "شانزليزيه" ونتغدى معاً ونتفق

في الغد فوجئت بعبد الوهاب في المقهى ودعاني للجلوس معه وأخبرني أن فريد يعتذر وقد ذهب للقاء هام

فقلت طيب ! ... انتظره ولا أظن فريد يتأخر عن الغداء وهذه ليست المقابلة الأولى لي معه

فقال لي عبد الوهاب فعلا لا أظنه يتأخر إلا إذا كان لسبب قاهر

على كل حال أنت تريدين من فريد لحناً

فقلت له نعم تعجبني ألحانه لها طابع عالمي

قال عبد الوهاب فعلا فريد له ألحان كويسه وسريعا ما تسري في الجمهور ولكن لا تبقى تاريخا

وأنت بمحاولتك هذا لا بد لك من لحن يبقى في الشرق والغرب

فقلت فريد له الحان تخلد في تاريخ الموسيقى

قال عبد الوهاب ممكن ولكن لم يخض تجربتك هذه وأنا عندي ألحان جاهزة وعندي أسلوب

كيف تبقى الأغنية خالدة في الغرب والشرق وتليق بك كمطربة كبيرة

حتى جاء فريد وحيانا وسلم أوراقا لعبد الوهاب فقال له : كده بسرعة ؟

وتصور فريد هذا الرجل العظيم لم يجلس حتى دعوته أنا للجلوس ..له أخلاق عالية

واخبرته بكل صراحة ما دار بيني وبين عبد الوهاب

فقال بكل طيبة فعلا الأستاذ عبد الوهاب قادر على ما يقول

فقلت لكن أنا أردتك أنت فتمتم فريد لكن الأستاذ وفي الحقيقة ...

فانفعلت وقلت له خلاص أنا اخترت يا جميل واكتب لها كلمات فرنسية وأغنيها وإذا أردت اشكيني

ووقفت وقلت نلتقي على الواحدة... وبعد تقريبا شهرا التقيت بمطرب جزائري صديق فريد

فرويت له ما وقع وكيف فريد تأخر عني وتركني مع عبد الوهاب فأخبرني أن عبد الوهاب

كلف فريد بمشوار واستحى فريد أن يرفض طلب عبد الوهاب وكنت حاضرا

و أوصلت فريد بسيارتي وعدنا بسرعة وكان يخشى أن تنصرفي

فقلت للسيد الجزائري وكيف عرف عبد الوهاب ما بيني وبين فريد

فقال لي أن فريد حكى له ليلا عن مشروعه معك وفي الصباح التمس عبد الوهاب

من فريد عملا فلم يجرأ على الرفض وطلب منه أن يعتذر لك

وسجلت الأغنية وبيعت بأعداد كبيرة في البلدان الفرانكوفونية وعند العرب

وأخبرت فريد عن الفوائد العائدة له .. فقال لي صبها في الشؤون الاجتماعية لحقوق المؤلفين