فريد الأطرش أسطورة وتراث
فمثلا لم يورد شيئا عن اوسمه المغري اطلاقا و اضاف اعمال بجانب اوسمه ونياشين مثل مايخص جمعيه المؤلفين
وهنا ماورد في صفحه 116 من كتاب لحن الخلود على لسان الموسيقار نفسه بخصوص المغرب وتواجده
وقررت ان اذهب الى الشمال الافريقي في رحله فنيه دعاني اليها المتعهدون
اذكر مثلا ان اذاعه المغرب دعتني الى حديث في ستديوهاتها فقبلت الدعوه ونشرت الصحف في الدار البيضاء هذا الخبر – فتجمع الجمهور على باب الفندق وسد كل الطرقات المؤديه الى الاذاعه وجاءت فرق من الشرطه تحفظ النظام ولم استطع مغادره الفندق وذهبت اعتذر للاذاعه عن الموعد بسبب هذا الحشد فقال لي مديرها
لقد جاءتنا اخبار الحصار المضروب حولك من جمهورك ولهذا ارسلنا اليك عربه الاذاعه مع اجهزه التسجيل ورجالنا
وكانت عندي حفله احييها في المساء فلم استطع مغادره الفندق الا وانا في حلقه من فولاذ بشري صنعها حولي رجال الشرطه ولم يكن الحب والتكريم مشاعر الشعب وحده – كان ايضا مشاعر الملك – جلاه الملك مجمد الخامس الذي تعلقت به قلوب شعبه اذ كان يناضل ضد الفرنسين وهم في بلاده فيحددون اقامته في قصره ولايبالي ويحولون بينه وبين ولي عهده فلا يكترث ويصر على طلب الاستقلال باي ثمن وبكل تضحيه
وحين سمع جلاله الملك عن قدومي استدعاني الى قصره فاخترقت حصار الجنود الفرنسين لالقى منه حفاوه لم يكن تخطر على بال وقال لي جلالته انه كان يود ان يخرج ليسمع سفير الفن من القاهره ولكم الفرنسين يفرضون عليه الا يخرج حتى لاتقوم المظاهرات وتقع المعارك بين الشعب وجنود الاحتلال وكان التاثر باديا في صوته وهو يقول ليانه يتمنى ان يرى كل اشقائه العرب في بلدانهم قبل ان تدركه المنيه- الحمد لله انه عاش وحقق مناه – واردف جلاله الملك قائلا
وسيقيم لك ولي العهد ولدي الامير الحسن حفله شاي مع الاصيل فاذهب الى مقره ولاتظن نفسك غريبا بيننا – انت من القاهره ولكن هذه بلادك وان طال المدى
وخرجت من عنده وفي عيني دموع وعلى صدري وسام ملكي رفيع وحولي فرقتي الموسيقيه تتباين نياشينها واوسمتها من يد الملك الكريم وانتشيت وشددت قامتي واحسست ان راسي يطاول السحاب وانا ادخل الى مقر ولي العهد في الموعد المضروب
اما ولي العهد الملك الحسن الان فقد كان شابا يافعا ولكن حماسه تسبق سنه وكنت اعدد نفسي لاغني له فاذا به يفاجئني بانني المحتفي بي وكانت فرقه القصر قد اتخذت اماكنها في قاعه شرقيه فسيحه ثريه الرياش فعزفت لنا وغنت من فنونها الاندلسيه ما اطربنا واسعدنا وجعل اعطافنا تهتز بالسعاده وغرقنا الى الاذان في سماحه ولي العهد ورقه شمائله واوسمته ونياشينه وسمعت فرنسا بهذا كله ورئت الجماهيرتندفع في جنون الى حفلاتي فاحاطت مسارحنا بمصفحاتها حتى تقمع اي مظاهره تنطلق في اعقابها الى الطرقات وارتجفت اوصال ساميه جمال وهي ترقص في هذا الحصار الحربي وقالت
متى نعود للقاهره وينتهي هذا الخوف
ولم تكن الليله تخلو من هتافات للعروبه والحريه والاستقلال اذكر بها الناس في اغنياتي عباره ونغما ورصدت فرنسا جاسوسا يتتبع خطاي
اما الجاسوس فسرعان ما اصبح صديقا لي ثم صار اقرب الى ان يكون سكرتير يصرف لي شئوني ويحل عقد الرحله من جوازات وانتقالات وحوالات ماليه
وحدث لي في المغرب حادث وضعني في ورطه – وقع الحادث في ليله بعد لقائي مع الملك وولي عهده فبعد ان تلقيت التكريم كله اعتليت خشبه المسرح وبدائت اغني للجمهور اغنيه وطنيه عن جلاله الملك ومراكش وكفاحها وعروبتها وكيف انها ستنتصر في معركه الحريه وتكتب بالدم وثيقه الاستقلال وكان شقيقي فؤاد بين الكواليس يسمع سخط الناس على الاغنيه والمغني فيكاد يجن جنونا من ان يحدث هذا من شعب استقبلني بالمظاهرات ونظر من فرجه الكواليس فشاهد الناس واجمين والغضب مكظوم على وجهوهم – وواتته الجراءه ويسئل احد عمال المسرح
ماذا حدث
فقال له الرجل بعصبيه
هل جاء شقيقك الى هنا لياخذ اموالنا ثم يغني لمراكش بلد الجلاوي الخائن – حدث لبس
فمراكش مدينه في جنوب المغرب وهي بلد الجلاوي ظعيم البربر الذي مالئ الفرنسين وخان قضيه بلاده