رامى وباكثير.. ماذا قال كبار الشعراء فى رثاء أسمهان؟
أميرة الطرب الجميلة أسمهان التى رحلت عن عالمنا فى 14 يوليو من عام 1944 وهى فى أوج شبابها وجمالها وشهرتها، فى حادث غامض مزق قلوب محبيها وعشاق فنها، وصدم الجميع، ومنهم كبار الشعراء الذين نظموا قصائد شعر حزينة يرثون فيها الأميرة الجميلة.
ومن بين الشعراء الذين كتبوا قصائد لرثاء أسمهان الشاعر الكبير أحمَد رامي، الذى كتب عنها:
يا ضَياعَ الْمُنى عَلى أَسْمَهان..ذَهَبَتْ في شَبابِها الرَّيّان
أَنَّةٌ في الْفَضاءِ ضاعَ صَداها.. كَعَبيرٍ يَشيعُ في الأكْوان
كما كتب عنها الأديب والشاعر الكبير عليّ أحمد باكثير قصيدة جميلة مؤثرة نشرها فى مجلّة «الرِّسالة» بتاريخ 24 يوليو 1944، بعد عشرة أيّام فقط بعد مصرع أسمهان، وقال فيها:
غرِقتْ ؟ كيف يغرَق النُّورُ والْحُسْنُ وفنُّ الْخلودِ في شِبرِ ماءِ ؟
ما تقولون ؟ هل تَجِدُّنَّ أم تَلْهونَ أم هل يَجِدّ صَرْفُ الْقَضاءِ ؟
لَوْ حَواها الْبحرُ الْعريضُ لَضاق الْبحرُ ذَرْعاً عن روحِها الشَّمّاءِ
أوْ حَوَتْها الصّحراءُ لانْتفضت ظِلاًّ وماءً في جَنّةٍ خضْراءِ
لِمَ لَمْ تغرَقِ الْكواكِبُ والشُّهْبُ وشَمسُ الضُّحى وبَدرُ السّماءِ ؟
صوتُها الْعبقريُّ قد كان يُغْني عن ضِياءٍ يُنير في الظَّلماءِ
مَنْ شَدا بعد أسمهانَ بِلحنٍ فَالأُذنٍ عن لحنِه صَمّاءِ
ما عَزائي من بعدها بنشيدٍ أو غِناءٍ ولاتَ حينَ عَزاءِ ؟
ضَلّةٌ قيل أنّها بلبلٌ أو كَرَوانٌ أو عَندليبُ غِناءِ
أين مِن صوتِها حناجِرُ طيْرٍ أو أرانينُ آلَةٍ خَرساءِ
صوتُها الصَّوتُ لِلْخلودِ ولِلْفردوسِ لا لِلدُّنيا لا لِلْفَناءِ
أسْمَعَ اللهُ منه لِلنّاسِ حيناً لِيَحْنوا شَوْقاً لِدار الْجَزاءِ
لِيَرَوْا أنَّ ما على الأرضِ فانٍ والنَّعيمَ النَّعيمَ في الْفَيْحاءِ !
ليت عينيَّ تذهبان ويُضحي خَطْبُها كاذِباً مِنَ الأنْباءِ
شهرَ يوليو مَن يَردُّك أبريلََ وأعْطيه مُهْجَتي ودِمائي ؟
شهرَ يوليو لا كنتَ يا شهرَ يوليو أنت شهرُ الدُّموع والأرزاءِ
آهٍ يا أسمهانُ ! يا بهجةَ الدُّنيا وأغنيّةَ السَّنا والسَّناءِ
خرَستْ بعدكِ الْبلابلُ في الرَّوْضِ وجفَّت جداولُ السَّرّاءِ
وظِلال الْفَنِّ الرَّفيع اضْمحلَّت وتولَّت بَشاشَةُ النُّدماءِ
كنتُ أبْكي – إذا سمِعتُكِ تَشْدينَ – بدمعٍ يَندى على أحْشائي
صِرتُ أبْكي – إذا سمِعتُكِ تَشْدين – بدمعٍ مُوَرَّدٍ بالدِّماء
فاذْهَبي كالرّبيع .. كالكوكبِ الْهاوي .. كساري النَّسيمِ .. كالأنْداءِ
واخْلُدي في الْقلوب ما خلَد الْفَنُّ وداشتْ بلابِلُ الشُّعراءِ
وارْقُدي في ثَرى الْكِنانةِ واقْضي ما تشائين من هوىً ووفاءِ
نضَّر اللهُ بالنّعيم مُحَيّاكِ وأوْلاكِ مَنْزِلَ الشُّهَداءِ