بقلم ابو الياس
مأمون الشناوي : شريك فريد الأطرش في خط الأعمال الكلاسيكية الكبرى والطرف الثاني في واحد من أشهر الثنائيات في تاريخ الغناء العربي
إذا سألت أي عاشق لفن فريد الأطرش عن أنجح شاعر تعاون مع الموسيقار ، لاشك سيجيبك بدون تردد إنه مأمون الشناوي ، فتكفي الإشارة إلى أن أهم وأرقى ما غناه فريد الأطرش وأكثره قيمة من الناحية الموسيقية كان مع مأمون الشناوي : الربيع ، أول همسة ، بنادي عليك، جميل جمال ، حبيب العمر، حكاية غرامي ، نجوم الليل ، ياقلبي يامجروح حتى قيل إن مأمون الشناوي كان شاعر فريد الأطرش الملاكي لأنه ببساطة خصه بأجمل أشعاره .
مأمون الشناوي في سطور :
ولد مأمون الشناوى فى 28 يناير 1914 في حي السيالة بالاسكندرية لأب يعمل قاض شرعي دائم التنقل بين محافظات مصر إلى أن استقر به المقام بحي السيدة زينب ، سارمأمون على درب التثقيف الذاتي أو الثقافة العصامية، حيث انكب على قراءة ما كانت تزخر به مكتبة والده ودار الكتب بباب الخلق في التراث والفقه والأدب والتاريخ. ثم جاءت ولادته كشاعر أعقاب ولادة شقيقه وذيوع صيته وانضم مثله إلى الشعراء الرومانسيين من جماعة ابولو. وبينما اخذ شقيقه كامل طريقه إلى الشعر العمودي كان انخراط مأمون في الحياة الفنية مدعاة إلى نظم الشعر الغنائي باللغة العامية حتى صار واحد من رواد الشعر الغنائى فى مصر فى القرن العشرين وكرم العام 1998 من طرف مهرجان الأغنية بالقاهرة ضمن ثماني شخصيات أثرت الأغنية العربية ، بدأ فى كتابة الأغنيات فى الثلاثينات من القرن الماضى مع الموسيقار محمد عبد الوهاب و استمر فى ذلك حتى بعد رحيل معظم عمالقة التلحين والطرب حيث كتب لعزيزة جلال وهاني شاكر، التقى بالموسيقار فريد الأطرش في بداية الأربعينيات وكتب له أجمل أغنيات أفلامه ، تأخر لقاء كلماته بصوت كوكب الشرق أكثر من عشرة أعوام بعد أن كانت أم كلثوم ستغنى أغنية الربيع و لكن مأمون الشناوى رفض تعديلاتها لكلمات الأغنية وأعطاها لفريد الأطرش ، توفى فى 27 يونيه من عام 1994 عن عمر تجاوز الثمانين.
الثنائي مأمون الشناوي فريد الأطرش
عرف الغناء العربي ظاهرة الثنائي الغنائي بين الشاعر والملحن ، وكانت الصداقة الإنسانية والفنية والتجاوب الوجداني والروحي من أبرز العوامل التي ساهمت في نجاح هذه الثنائيات وإستمراريتها ، و كان من أشهرها أحمد رامي / رياض السنباطي ، بيرم التونسي / زكاريا أحمد ، حسين السيد / محمد عبد الوهاب ثم بالخصوص مأمون الشناوي / فريد الأطرش فقد كانا بالفعل صاحبي واحدة من أكبر وأطول الصداقات في الحقل الفني توجت بتعاون طويل إبتدأ من مطلع الأربعينات مع لافرحت يوم وياك حتى أوائل السبعينات مع سنة وسنتين ، كتب مأمون الشناوي لفريد الأطرش جميع الأشكال الغنائية ؛ فمن الأعمال الكلاسيكية : الربيع ، أول همسة ، بنادي عليك، حبيب العمر، حكاية غرامي ، نجوم الليل ، يا قلبي يامجروح و أعطاه في التانغو انا واللي بحبه و انا كنت فاكرك ملاك وفي الأوبريت : فارس الأحلام ، متقولش لحد وفي الثنائيات الغنائية كتب له : الحب لحن جميل ، تقول لأ ، بجانب جملة من الطقاطيق الخفيفة أشهرها بدون منازع جميل جمال ثم عمل وطني واحد هو سنة وسنتين .
أشعار مأمون الشناوي لفريد الأطرش
بلغت الأشعار التي كتبها مأمون الشناوي لفريد الأطرش 31 نظما صاغها فريد الأطرش لحنا بمختلف الأشكال التلحينية وهي :
إنت اللي كنت بدور عليك
الربيع
اهوى
آه من عينيك
انا واللي بحبه
انا وانت والحب
انا كنت فاكرك ملاك
اول همسه
الحب لحن جميل
القلب قلبي
فارس الأحلام
أوبريت متقولش لحد
بعد اللي كان
بنادي عليك
بحبك انت
تقول لأ
جميل جمال
جــاني
حبيب العمر
حفضل احبك
حبني قد ماتقدر
حكاية غرامي
خليها على الله
سنه وسنتين
ليه دايما
لافرحت يوم وياك
مقدرش اقول آه
نجوم الليل
يا قلبي يامجروح
يا خوفي بُعده
يا حبيبي طال غيابك