Said Hamidi
فريد الأطرش الفنان الذي حول من دموعه ألحان شعبية واستعراضات، إلا أنه لا يؤمن بالتطور والاتجاهات الجديدة في الموسيقى وسمى هذا التطور صناعة خالية من الإحساس والذوق والفن الشرقي.
الصحفي جليل البنداري أكد في أحد مقالاته في مجلة آخر ساعة أن فريد الأطرش يرتدي ملابسه على طريقة أولاد البلد الأمريكان وحديثه مزيج من الألفاظ العربية والفرنسية، لكنه عندما يلحن أو يغني فإنه يجيد الطرب بالألحان الشرقية.
وقد عاتب فريد "البندارى" لأنه لم يجر معه حديثا عن الموسيقي، وقال له أنت لا تتكلم عنى إلا في الحب والغرام وسباق الخيل ولم تتكلم معي مرة واحدة عن الموسيقي، فبادر بإجراء حديثا معه وتم نشره في 30 مارس 1960.
رد جليل: أخشى أن تكون جبانا.
فقال فريد: أنا لست جبانا اسألني وأنا أجيبك بمنتهى الشجاعة.
س/ ما رأيك في الألحان الجديدة الذي يقدمها عبدالوهاب وكمال الطويل والموجي؟
- مع تقديري لجهودهم إلا أن اتجاههم الآن هو اتجاه صناعي بحت يعتمد على التوزيع الموسيقي وإدخال عناصر غريبة كالآلات التسجيل، وهذا الاتجاه يفقد الألحان الجديدة حلاوة الإحساس ومتعة اللون الشرقي.
وأكمل حديثه وقال: إن ألحانهم يبهر الأذان ولكنها لا تدخل إلى القلب، رغم رأيي إلا أنني أعجبت بلحن (مش أنا اللى أبكي).
س/ هل تسمع إلى السنباطي؟
- السنباطي أصبح تابع لأم كلثوم، وهو كملحن يقدم ألحانا من لون واحد، وقف في مكانه لا يتحرك.
واستكمل حديثه وقال: أنا لا أرفض التطور في الموسيقى فأنا أول المشجعين على تطور الموسيقى الشرقية وقد طورت وقدمت أوبريت في فيلم انتصار الشباب، كذلك أنا أول من غنى الرومبا والتانجو من عشرات السنين، لكني لم أتخل عن النوتة الشرقية.
فأنا أشجع تطور الموسيقى الشرقية بشرط المحافظة على اللون الشرقي، وأرى أن عبدالوهاب وأنا فقط من توفر فينا التطور الموسيقي