ٍٍٍ
Said Hamidi
صمت فريد الأطرش قليلا ثم قال: إن «المواهب التي تنقرض لا تعود والصوت الذي يذهب لا يعوضه صوت أخر جديد وأنا عندي ألحان كثيرة سجينة تريد أن تشق صدري وتخرج إلى النور ولكنها للأسف لا تجد السبيل إلى ذلك»، بحسب ما نقلته عنه مجلة آخر ساعة في 30 مايو عام 1962.
فقال له محرر مجلة آخر ساعة: وكيف السبيل إلى ذلك؟.. فأجاب فريد الأطرش: أعطني أسمهان أعطك أروع ما تسمع أذنيك من الألحان.. ألم يظهر خلال هذه السنوات الطويلة صوت جديد يمكن أن تطلق على صاحبته أسمهان الجديدة؟
فرد فريد الأطرش: يا ريت يا ريت.
قلت: له فيروز مثلا؟.. فقال فيروز: لا تعوض أسمهان
قلت له: كيف؟
فأجاب بدهشة: فيروز تعوض أسمهان يا خبر ده لون تاني خالص.
هل يمكن لك كموسيقار أن تعقد في مقارنة بين الصوتين؟
فقال فريد: أسمهان صوت شرقي أصيل صوت قوي معبر براق يؤدي الألحان الشرقية بحلاوة وإحساس وانطلاق.
فقلت له وصوت فيروز؟
قال: مع احترامي وتقديري وإعجابي بها أقول إن صوتها يؤدي الألحان الغربية أداء حسنًا.
قلت له: ألم تعوض نجاة الصغيرة أسمهان؟
فأجاب: نجاة الصغيرة ذات مستوى سليم تؤدي أغانيها بإحساس صادق غير أن بعض الألحان التي يقدمها لها الملحنون لا تتناسب مع طبقات صوتها ولهذا ألاحظ أنها تضطر في بعض الأحيان إلى الغناء بصوت مستعار.
ولماذا تغني المطربة بصوت مستعار؟
فرد: لكي تصل المطربة إلى الطبقات العالية التي يعجز الصوت الوصول إليها.
.