سعيد حميدي
يعتقد البعض أن أول دعوة للوحدة العربية فى غنائيات فريد الأطرش ـ بل وفى غنائيات القرن العشرين العربية ـ جاءت فى أوبريت "بساط الريح" الذى قدمه فريد فى فيلم "آخر كدبة ـ 1950"، ولكن الحقيقة هى أن الدعوة الأولى للوحدة العربية سبقت أوبريت "بساط الريح" بعامين، وأطلقها فريد فى أوبريت "غناء العرب" الذى شدا به بمشاركة المطربة صباح فى فيلم "بلبل أفندى ـ 1948"، وفى كل من العملين ـ "غناء العرب" و"بساط الريح" ـ قدم فريد باقة من فنون الغناء العربى فى عدة أقطار عربية.. وحلق عبر شريط السينما فى أجواء العراق وسوريا ولبنان وتونس والمغرب وقبل ذلك وبعده مصر.. ليجمع العرب ـ ولو فى عالم السينما والغناء ـ بعد قرون من الفُرّْقة، وقد عبّر عن حلمه بالوحدة العربية بشكل آخر عندما جمع أعلام الدول العربية فى ديالوج "إحنا لها" الذى قدمه مع المطربة شادية فى فيلم "ودعت حبك ـ 1956"، حيث شكلت لوحات ملونة يرفعها أربعمائة جندى من الجـيش المصرى فى خلفية المسرح الذى يغنى عليه فـريد وشادية أعلام الدول العربية، ولكنه عبر عن حلمه بالوحدة بشكل أكثر تحديدًا، عندما تغنى بكلمات بيرم التونسى فى أغنية "مرحب مرحب" التى قدمها من إذاعة القاهرة فى 24 يوليو 1955 قائلاً:
أسأل الله يبلّغنى كل المقصود
وأشوف الأمة العربية من غير حدود
يمشى العربى فى أملاكه ببساط ممدود
لا تقول وين أوراقك ولا رايح فين