سعيد حميدي
قصة أغنية ..فريد الأطرش.. "حكاية غرامي"
الكثير من الناس لا تسير حياتهم العاطفية كما يرغبون... ويجاهدون لأجل الحبّ الطاهر القوي غير ان الجهاد وهذه الرغبة وهذا التوق الى العاطفة السامية والحب الخالد والصامد في وجه الأعاصير لا تكتمل فصوله فيكون الحرمان والالم والياس والإحباط.
حكاية فريد الأطرش وشادية واحدة من هذه القصص التي لم تكتمل حلقاتها... قصة حب بدأت فصولها الأولى بين عامي 1956 و1957.. مع فيلمي فريد الجديدين في تلك السنوات «ودعت حبّك» و«أنت حبيبي» إخراج يوسف شاهين.. لم تكن المشاعر بين النجمين من طرف واحد.. كان حبّا متبادلا.. لتكون شادية هي المرأة الوحيدة التي طلب منها فريد الزواج صراحة بعد طلاقها من الممثل عماد حمدي.. معها قدم فريد الأطرش أجمل الأغاني والألحان الخالدة منها «يا سلام على حبّي وحبّك».
لكن.. إذا كان هناك من بارك هذا الحب الوليد بين فريد وشادية فإن هناك من اجتهد لنسفه.. وقرّر الاثنان الصمود في وجه كل الأعاصير.. بعد الاتفاق على مختلف تفاصيل الزواج.. وفي خريف 1957 سافر فريد بناءا على طلب الأطباء الى أوروبا لإجراء فحوصات وكان يرسل لها البرقيات اليومية كعادة العشاق، وخلال محادثة هاتفية أجراها فريد الأطرش معها من أوروبا، تمّ الاتفاق على أن تنتظره في الاسكندرية لإتمام مراسم الزواج والعودة معا الى القاهرة.. لكن الألسن الخبيثة اشرعت نبالها في بث الأخبار حول سيرة فريد الأطرش في الخارج وسهره في الملاهي الذي لا حدود له.. وكان أن اشتدّ بها الغضب ليكون قرارها الذي لا تراجع عنه: الانفصال النهائي.. فهي تبحث على بيت هادئ يحتضنها آخر النهار.. فقد ملّت السهرات والصخب.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد فضّل فريد الأطرش أيضا الانسحاب من حياة شادية معلنا القطيعة بعد أن قرأ في الصحف عن محاولات تجري لعقد صلح بين شادية وطيلقها عماد حمدي وظلّ يلوم نفسه لأنه تردّد كثيرا في طلب يدها للزواج.. وتحت ضغط المرض ومرارة الفشل العاطفي قرّر فريد الأطرش اعتزال الفن لكنه سرعان ما تراجع عن قراره هذا استجابة لإلحاح والأصدقاء والجمهور العريض
في 1959 التقى فريد الأطرش مع ماجدة في فيلم «من أجل حبي» في إخراج لكمال الشيخ.. فيلم قدم فيه لأول مرة أغنية «حكاية غرامي» التي روى فيها قصة حبّه مع شادية.. من كلمات مامون الشناوي غناها فريد الأطرش بأحاسيس الملتاع والمتألم.. غنّاها فريد وهو يبكي حبّه الضائع.
حكاية غرامي» إحدى الروائع الطربية الخالدة في مسيرة البلبل الحزين فريد الأطرش.. هي قصة مشحونة بالعواطف الجيّاشة.. هي حكاية الكثيرين من الذين لم يكتمل حبّهم.. الحب الذي بحثوا عنه ولمّا اقتربوا منه.. كان سرابا