المثلث الذهبي / العرب – الفرس – الترك
*******************************
للدكتور معن الجربا (أكاديمي سعودي)
إن المنطقة اليوم ما هي إلا صفيح ساخن ونار تحت رماد , و بوادر تدل على قرب حرب جديدة تطل برأسها ستفرضها أمريكا و إسرائيل على دول المنطقة , هدفها القضاء على إيران و سوريا و لبنان و فلسطين ( محور الممانعة للمشروع الأمريكي الصهيوني ) .
ودول المنطقة اليوم ليس لها إلا خيارين لا ثالث لهما , فالخيار الأول هو الدخول في تحالف عربي إسلامي لوقف هذه الحرب التي ليس لأحد مصلحه فيها سوى أمريكا وإسرائيل , أما الخيار الثاني فهو الدخول في تحالف أمريكي غربي صهيوني والسير في اتجاه حرب لن تبقي ولن تذر , لأنها على الأرجح ستكون حرب دمار شامل خصوصا بعد إعلان العقيدة النووية الجديدة لأمريكا والتي استثنت منها إيران , وذلك بإشارة واضحة لإمكانية استخدام السلاح النووي ضد إيران , وبالمقابل فإن إيران ليست بالدولة الضعيفة والتي لا تستطيع إن ترد بقوة وعنف , لذلك كله فلن تكون هذه الحرب كغيرها من الحروب السابقة .
والمتأمل في التاريخ القديم والحديث للمنطقة سيجد إن العالم الإسلامي مثله كمثل طائر له قلب وجناحين , فالقلب لا يستطيع أن يطير بدون الجناحين , والجناحين لا يستطيعا العيش بدون القلب , فالمنطقة الرئيسية هي القلب المتمثل بالشرق الأوسط العربي والإسلامي ( العراق , الشام , الجزيرة العربية , مصر , إيران , تركيا ) , أما الجناح الأيمن فهو المتمثل بدول آسيا الإسلامية ( باكستان أفغانستان اندونيسيا ماليزيا … ) , و الجناح الأيسر هو المتمثل بالمغرب العربي ( تونس ليبيا المغرب … ) .
وعبر التاريخ قامت العديد من الحضارات الإسلامية الجميلة والرائعة في جناحي العالم الإسلامي الأيمن والأيسر كحضارة الأندلس و حضارات شرق آسيا الإسلامية , ولكن من الملاحظ أنه لم تقم أي حضارة إسلاميه كقوة إمبراطوريه عالميه إلا من منطقة القلب وباتحاد العرب والفرس والترك وذلك كالحضارة الأموية والعباسية والعثمانية .
لذلك فإني افهم جيدا لماذا كل هذه المحاولات المستميتة من الغرب و أعوانهم لمنع التعاون والتوافق والانسجام بين العرب والفرس والترك , ببساطه لان اتحاد هؤلاء يعني قيام قوه إسلاميه عالميه حقيقة يمكن أن تدافع عن مصالح المسلمين وتوقف الظلم الواقع عليهم وتمنع الاستهتار بكرامتهم .
فأعداء هذه الأمة يحاولون جاهدين منع هذه الوحدة , تارة بإثارة الفتنه المذهبية بين السنة والشيعة وإشاعات أكاذيب حول هذا المذهب أو ذاك , وذلك باستخدام أصحاب الهوى من كلا المذهبين لترويج هذه الفتنه و تكفير بعضهم لبعض .. وتارة باسترجاع تاريخ العثمانيين أو العباسيين أو الأمويين وانتقاء أي حقبة مظلمة أو حادثه معينه في هذا التاريخ ثم تعميمها وإقناع العامة من الناس بان الأتراك ظالمين أو أن العرب سيئين أو أن الفرس خائنين .. وفي الوقت نفسه يتم تجاهل و تغييب و تشويه أي حقبه مضيئة أو بصمة ايجابيه جامعه بين هذه الشعوب .
وللأسف فقد نجح الإعلام الصهيوني وبجدارة بالتشويش وتحريك العامة من الناس في العالم العربي والإسلامي , فتراهم يهيجون كما يهيج البحر بلا أدنى ذره من العقل , ويخمدون كما تخمد النار بلا أدنى ذرة من الإرادة . فمثلا عندما كانت مصلحه أمريكا تقتضي أن يكون صدام خائن في نظر الناس انجرف الرأي العام إلى تخوين صدام , وعندما أصبحت مصلحة أمريكا تقتضي أن يكون صدام بطلا في نظر الناس انجرف الرأي العام ليجعل من صدام بطلا , وهكذا وبنفس الطريقة مع أسامه بن لادن وياسر عرفات وغيرهم الكثير … و باختصار فإن الرأي العام العربي والإسلامي اثبت انه سطحي وحاصل على درجة الغباء بامتياز .
عموما أعود إلى آمالي ونظرتي الشخصية , فهذا المثلث بين العرب والفرس والترك في الوقت الراهن هو نواة حقيقة لقوه إسلاميه سوف يحترمها ويهابها العالم , وهي في نفس الوقت تشكل توازن مذهبي وعرقي يضمن عدم طغيان هذا المذهب أو ذاك العرق على الآخر , فإيران قوة ضامنة لحماية المذهب الشيعي و الثقافة الفارسية , وتركيا والعرب قوتان ضامنتان للمذهب السني والثقافتين العربية والتركية , و أعتقد انه لا خوف ولا ريبه من تحالف هذا المثلث لوجود توازن معقول في القوى بين أضلاعه الثلاث .
أذن هو بحق مثلثا ذهبيا ولكن من وجهة نظر العقلاء و الشرفاء فقط , فأمريكا راحلة عاجلا أم آجلا بعد الصفعات و الهزائم التي تلقتها في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين , ولن يبقى بين دول المنطقة إلا الجغرافيا والتاريخ التي لا يمكن تغييرهما .
.. انه مجرد حلم ولكن من حقنا أن نحلم في زمن الإحباطات ..
المقال اهداء من استاذى الحبيب ابو حسام حفظه الله
المصدر: منتديات الموسيقار فريد الاطرش وشقيقته اسمهان- http://freed.arabstar.biz/
اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير
الطف بنا يا لطيف الله لطيفا بعباده يرزق من يشاء
اللهم يا لطيفا بخلقه
يا خبيرا بخلقه
يا عليما بخلقه
الطف بنا يا لطيف يا عليم يا خبير
**************************