موضوع: اذان الرحيل في الذكرى ال46 21/12/2020, 23:28
Said Hamidi
أحيا الفنان فريد الأطرش آخر حفلاته فى بيروت مساء السبت 31 أغسطس 1974، حسب الدكتور نبيل حنفى محمود فى كتابه «فريد الأطرش ومجد الفليم الغنائى»، مضيفا: «غنى ليلتها بأغنيتيه» زمان ياحب» و«ياحبيبى ياغاليين» حتى فجر الأحد، وأمطرت السماء ليصاب بالتهاب رئوى بعدها لتتحرج حالة قلبه أكثر، وعندما عاد إلى بيروت فى الأيام الأخيرة من ديسمبر 1974 بعد رحلة علاج فاشلة فى لندن، دخل مستشفى حياك بضاحية «سن الفيل»، وتوفى عصر الخميس 26 ديسمبر 1974، أثناء العرض الأول لفيلمه الحادى والثلاثين «نغم فى حياتى» فى دور السينما اللبنانية. تأكد فريد أن لحظة رحيله حانت بعدما تعرض لموقفين، يذكرهما نبيل سيف فى «مجلة الأهرام العربى - القاهرة - 7 سبتمبر 2016».. الأول، ليلة وفاته، حينما حلم بوالدته ترتدى السواد، وهى تحضنه.. والثانى حدث قبل شهرين من رحيله، حينما ضاع منه المصحف الذهبى الصغير الذى أهدته له الفنانة «سامية جمال»، وظل معه 25 عاما فى جيب بنطلونه لا يفارقه، وكان يشعر بأنه يعطيه قوة جبارة، حتى ضاع منه خلال تمثيل آخر أفلامه «نغم فى حياتى»، فشعر بقرب نهاية أجله. بناء على وصيته بدفنه بجوار شقيقته أسمهان بالقاهرة، تقرر نقل جثمانه لمصر، ويذكر «سيف»، أن طائفة الدروز فى لبنان اعترضت، وحضر منهم 400 شخص بالمدافع الرشاشة، فأقنعهم شقيقه فؤاد بأنها وصية فريد نفسه، وتم تحنيط جسده فى المستشفى بلبنان طبقا لطقوس الدروز، وفى صباح 27 ديسمبر، انتقل الجثمان إلى مطار بيروت وسط حشد هائل، وعلى الطائرة كانت معه سكرتيرته «دينيز»، وخطيبته «سلوى القدسى»، حيث وصل الجثمان لمطار القاهرة ومنه إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، وفى اليوم التالى تم نقل الجثمان إلى مسجد عمر مكرم، ولكن الحشود الهائلة وطوفان البشر تسببا فى إلغاء الجنازة، وخرج الجثمان من باب البدروم فى عربة رأسا إلى مدافن البساتين، وسط هتافات هيستيرية: «الله أكبر.. الله أكبر مع السلامة يا فريد». كانت وصيته بدفنه فى القاهرة ختاما لحياة عاشها فى مصر بآلامها وآمالها