فريد الأطرش في مسلسل تلفزيوني ...هل تصيبه لعنة أسمهان?
فضائيات
الأحد 3/2/2008
أديب مخزوم
بمناسبة مرور ثلاثة وثلاثين عاماً على رحيل الموسيقار الكبير فريد الأطرش, خصص برنامج (أنغام مصرية) الذي يبث على الفضائية المصرية, حلقتين متتاليتين, للحديث عن مسيرته الفنية الريادية, التي أطلقت العنان للأحلام الرومانسية والوطنية, المفتوحة في كل الاتجاهات, على إيقاعات النغم الخالد والقادر دائماً على الإبهار والإدهاش والبقاء في الذاكرة الشعبية والوجدان العام.
ولقد استضاف البرنامج في حلقته الأولى المطرب السوري المقيم في العاصمة المصرية مجد القاسم والكاتب الناقد رفيق الصبان, وقدمت في البرنامج فقرات حوارية وفنية متنوعة, أعادتنا إلى زمن الفن الجميل وأيقظت فينا الإحساس الإنساني المفقود في موجة أغاني الزمن الراهن.
ولقد صرح المطرب مجد القاسم في البرنامج أنه سيلعب دور فريد الأطرش, في المسلسل الذي تقرر تصويره في الأماكن التي عاش فيها الموسيقار الراحل, الذي أثرى الغناء والموسيقا بأعذب الألحان, ووصل إلى العالمية من أوسع الأبواب, بعد أن قدمت بعض أغانيه بثماني لغات, وعزفتها أشهر الأوركسترات الأجنبية,في مدن الفن الكبرى (باريس, فيينا, جنيف, لوس أنجلوس, موسكو وغيرها(, الشيء الذي مهد لوضع اسمه في سجل الفنانيين الخالدين (الموسوعة الفرنسية- الانسيكلويدي).
ولأجل الوصول إلى هذه الصورة النموذجية المتكاملة في مسلسل يحمل إبداع وفن فريد الأطرش, ويزمع عرضه في رمضان القادم, من المفيد أن يعود كاتب المسلسل إلى مذكرات فريد الأطرش, التي كتبها بنفسه ونشرها في مجلة الموعد اللبنانية على حلقات في نهاية الستينيات من القرن الماضي, إنها ملاحظة لابد من الإشارة إليها, حتى لا يقع المسلسل أسير الاجتهادات والتأويلات والافتراضات والمصادر الخاطئة, فلا أحد يعرف التواريخ والمراحل والتنقلات أكثر من صاحبها.
فالسيرة الذاتية التي يكتبها الكبار, هي الضمانة الوحيدة التي تعطي العمل التوثيقي مشروعية واستمرارية ومصداقية وقدرة على الإقناع الكلي والتام.
بالطبع سيثير المسلسل حوله نقاشاً حاداً, لأن فريد الأطرش, كان ولا يزال اسطورياً في جماهيريته, ولقد وصل بفنه إلى نهاية إيقاع متناغم لحلم جماعي على جميع الأصعدة كافة (القومية والوجدانية والإبداعية).
كما اعتمد في أعماله السينمائية على عنصري الإبهار والتشويق والانتقال من مشهد غنائي راقص, إلى آخر دون توقف, حيث أدخل الاستعراضات الضخمة والباهرة كعناصر أساسية في لعبة التناغم والتوليف الغنائي والموسيقي الراقص.
والمعروف أن أفلامه وأغانيه لا تزال تبث وبشكل يومي على الفضائيات والمحطات الإذاعية. إضافة إلى مواقعه المنتشرة على شبكة الانترنت الدولية, الشيء الذي يعمل على توسيع وترسيخ صورته كفنان خالد ومستمر في عصرنا وفي العصور القادمة.
إن تقديم حياة وفن الموسيقار الخالد فريد الأطرش, في حلقات تلفزيونية, سيكون عملاً غنياً ومتشعباً بالابتكار وبالأحداث, حتى أن أحد المتصلين ببرنامج (أنغام مصرية) أشار إلى أن تخصيص ثلاثين حلقة لفريد الأطرش لا يكفي, وأضاف: مسيرته الحياتية والفنية تحتاج إلى أكثر من مئتي حلقة تلفزيونية.
نأمل أن نرى الحقيقة مليئة بالتفاصيل المفيدة في مسلسل فريد الأطرش, وألا تصيبه لعنة مسلسل اسمهان, الذي لا يزال يتعثر في الحصول على موافقة الورثة.ولاسيما أن الأمير عماد الأطرش بن منير الأطرش شقيق الموسيقار الراحل, قد وجه إلى مجد القاسم ورفيق الصبان بياناً تحذيرياً عبر مجلة روتانا عدد 85 شباط 2007 بصفته وريثاً شرعياً بقرار من المحكمة ومما قاله في المجلة
أنا المخول بالتحدث عن شؤون العائلة, وعاداتنا وتقاليدنا لا تستباح على الشاشات الفضائية, وأضاف: أحذر القاسم والصبان وسأقاضيهما).
المقال منقول
مع تحياتي فؤاد منصور