كاتب مسلسل «أسمهان» الأصلي ممدوح الأطرش: سلاف فواخرجي لا تتناسب مع شخصية أسمهان والمخرج شوقي الماجري لم يدرس نص العمل!

كاتب مسلسل «أسمهان» الأصلي ممدوح الأطرش: سلاف فواخرجي لا تتناسب مع شخصية أسمهان والمخرج شوقي الماجري لم يدرس نص العمل!

أكّد المخرج ممدوح الأطرش كاتب نص مسلسل «أسمهان» الأصلي في حديث لـ «سيدتي» أن العمل الذي يخرجه التونسي شوقي الماجري، قد وقع في هفوات كثيرة وسقطات تاريخية كبيرة، مبدياً عدم رضاه عن أداء الممثلة سلاف فواخرجي لدور أسمهان، حيث وصفه بالمنكسر وغير المناسب مع الشخصية الأصلية. في حين وصف أداء الممثلة صابرين لدور أم كلثوم بأنه كان أكثر إقناعاً وتأثيراً. ويواجه المسلسل عدة دعاوى قضائية، تتّهمه بالإساءة للفنانة الراحلة أسمهان ولتاريخ عائلة الأطرش... المخرج ممدوح الأطرش يتحدث في هذا الحوار عن أهم إشكاليات مسلسل «أسمهان» الذي عرض على عدد من القنوات الفضائية خلال شهر رمضان المبارك. وكانت مداخلة إعتراضية على العمل من كل من رفعت الهادي، أحد كتّاب المسلسل أيضاً ونزيهة الأطرش إحدى قريبات الفنانة الراحلة أسمهان على الأخطاء الواردة في العمل حسب رأيهما:
.

دمشق ـ علي محمد طه

كنت منذ البداية ممن ساهموا في صياغة مشروع نص مسلسل «أسمهان»، كيف تقيّم العمل كما رأيته عبر بعض القنوات العربية؟
ـ في الواقع، إن مشاكل هذا العمل تتشابه تماماً مع مشاكل حياة أسمهان، منذ بداية إعدادي للمشروع الأول للمسلسل وحتى مرحلة كتابة النص وجمع الوثائق والمعلومات التاريخية، وتقاطعها مع بعضها للوصول إلى صيغة أولية للنص، بالتعاون مع الكاتب رفعت الهادي. بعد ذلك اعترضت الرقابة السورية على بعض خطوط العمل المصاغ من قبلنا، فكلّفت الكاتب قمر الزمان علوش بإعادة صياغة بعض نقاطه بما يتماشى مع الرقابة السورية. وفعلاً أعاد صياغة النص. ثم تنازلت عن إنتاجية العمل للفنان فراس إبراهيم الذي بدوره كلّف المخرج نبيل المالح بكتابة الحوار والسيناريو وإعادة صياغة النص، فكلّف من مصر الكاتب بسيوني عثمان بكتابة بعض خطوطه المصرية. والعمل مرّ بعدة كتّاب. وفي بعض مراحله، خرج عن خطوطه الأساسية الدرامية المحدّدة له من قبلنا.

تاريخ مغلوط

> ما ملاحظاتك على العمل؟
ـ النص يتحدث عن قصة حياة أسمهان من ولادتها حتى وفاتها. وهي شخصية إشكالية ارتبطت بمرحلة زمنية هامة، وبشخصيات وطنية كبيرة. وهي منذ ولادتها، عايشت أحداثاً هامة بدأت بالثورة العربية ضد الأتراك إلى الصراع ضد الإحتلال الفرنسي ـ البريطاني.
وكان من أفراد عائلتها القادة والأمراء وقيادات الثورة، ومن مشاهير الفن والثقافة. وأسمهان تاريخياً ولدت عام 1918، والعمل في أولى حلقاته سقط سقطة كبرى حينما تحدث عن ولادتها في العام 1917. وهذا سقوط ومغالطة ومطب تاريخي كبير، والكل انتقد هذه السقطة غير المبرّرة. ولا أعلم أي من الكتّاب وقع في هذا المطب التاريخي الخطير، وهو إلغاء دور آل الأطرش الهام في نضالهم ضد المستعمر التركي، وهروب عائلة أسمهان من تركيا إلى لبنان بعد ملاحقة الأتراك لهم، ثم لجوء والدة أسمهان علياء المنذر إلى مصر. وكل ذلك كان بسبب خوف العائلة من مطاردة المستعمر الفرنسي لها، إثر ثورة الجبل ضدها حينها، حيث أرادوا الإنتقام منها ومن أبنائها. ولذا فضّلت العائلة الهروب بهم إلى مصر للحفاظ عليهم. وهذا كله لم يصوّر بطريقة جيدة في العمل وظهر مشوّهاً لدرجة كبيرة، مما أساء للحقيقة التاريخية وللبعد الدرامي للعمل. وفي مصر،عاشت العائلة لمدة ستة أشهر في كنف الزعيم سعد زغلول إلى أن مات، حيث شرّدت الأسرة وانقطعت المعونة عنها مما اضطر علياء المنذر للعمل في صناعة المناديل، وكانت أيضاً تغني في الأفراح لكي تعيل أسرتها. أما فريد فكان يعمل في أحد المحال التجارية. كان يوصل الطلبات إلى المنازل. وفؤاد كان يعمل في مختبر لصناعة الأسنان، وأسمهان كانت صغيرة.

غياب الدراسة التاريخية

> وماذا عن الوالد؟
ـ العمل أغفل خطاً درامياً مهماً وهو التركيز على أن الإستعمار والضغط والقهر، هي أمور حالت بين لقاء الأب فهد الأطرش الذي كان ثائراً في الجبل وبين أسرته، التي تنقّلت من تركيا إلى لبنان وفلسطين فمصر. وظلّ فهد الأطرش لفترة طويلة بعيداً عن أسرته، ولم يكن يعلم أنها هربت إلى مصر. والعمل أغفل هذه الحقيقة وأظهرها بشكل خاطئ. وللآن هناك مغالطات كبيرة في نص العمل، تختلف عمّا قدّمناه نحن في النص الأصلي.
> هل تعتقد أن العمل أساء لنساء آل الأطرش وصوّرهن بشكل مسيء كما يقول أقارب أسمهان حالياً؟
ـ لا شك أن العمل فيه مشاكل. ولم تكن هناك دراسة تاريخية درامية توثيقية لما يقدّمه من أحداث فحياة الراحلة كانت إشكالية بحد ذاتها. وأنا كمشرف فني على هذا النص، أعترف بوجود أخطاء تاريخية فيه، ولكنني معترض على طريقة إخراجه. حيث قدّم بشكل باهت. والمخرج شوقي الماجري لم يتعمّق بأجواء العمل ولا ببيئته الجبلية ليقدّمه بشكل أقرب للحقيقة والواقع. ولم يفهم بنية شخصيات العمل التي تتحرّك في فلك النص، ولذا ملاحظاتنا عليه كثيرة. وفي نظري العمل لم يسئ لآل الأطرش على الرغم مما فيه من مغالطات تاريخية.
> بما أنك من صنّاع العمل، فلماذا لم تلفت نظر المخرج شوقي الماجري لما يحتويه من مغالطات قبل عرضه؟
ـ هنا تكمن المشكلة، وكما قلت سابقاً لقد ألّفت النص مع رفعت الهادي كمعلومات، قمنا بجمعها من وزارة الخارجية البريطانية ومن مصر وفرنسا ولبنان وتركيا وسورية ومن رواة الحدث. والحقيقة أن جمع هذه المعلومات إستغرق معي مدة خمس سنوات من البحث الطويل والمضني. نحن كتبنا وألّفنا نصاً درامياً كاملاً بناءً على وثيقة تاريخية. ولكن بعد ذلك قمت ببيع النص، وتعاقب الكتّاب أضرّ به كثيراً. وللأسف إن المخرج لم يدرس النص تماماً ولم يعش أجواء العمل كما هي في الجبل. وكان من المفترض أن يحصل حوار بيننا حول العمل وطريقة إخراجه، ولكنه لم يدعني.

الفرق بين أسمهان وسلاف

> يقال إنك لم تكن راضياً عن قيام سلاف فواخرجي ببطولة العمل وأداء دور أسمهان فيه؟
ـ كان يجب أن تتوفّر في من ستلعب شخصية أسمهان ثلاثة عوامل، منها عامل السن، حيث يجب أن تكون في العشرينات، بينما سلاف أصبحت في الأربعين وعمرها لا يتناسب مع الدور. وأنا أتحدث من منطق درامي، فمن كانت ستلعب الدور كان ينبغي ألا يتجاوز عمرها الثالثة والعشرين، لكي تصل إلى الستة والعشرين عاماً وهو عمر وفاة أسمهان. أيضاً تملك أسمهان عمقاً في عينيها وهو متوارث، ولديها كاريزما خاصة. ومن خلال بحثي عنها، علمت أنه لم ينظر رجل إليها إلا ووقع أسير حبها أو الإعجاب بها. وكيفما نظرت إليها ستجد فيها شخصاً مختلفاً، فهي طيبة وأيضاً قد تكون شريرة وقوية الشخصية وجميلة جداً وهي فارسة وتجمع كل التناقضات. وسلاف فواخرجي من الحلقة الأولى وجدتها إنسانة مكسورة. ولم تكن أسمهان المتمرّدة التي كسرت كل العادات والتقاليد، والتي تمرّدت على ذاتها. أين هذا من سلاف؟! لم أره فيها أبداً. فقد ظهرت مكسورة وضعيفة ووقعت في مخاض صعب وهي تتصارع مع نفسها في هذا الدور. كذلك إن جسد أسمهان مختلف تماماً عن سلاف، حيث إن أسمهان كانت نحيفة لدرجة كبيرة وكان يضرب المثل في دقة خصرها وجمالها.
> هل أداء الممثلة صابرين في مسلسل «أم كلثوم» كان أفضل من أداء سلاف في مسلسل «أسمهان»؟
ـ كأداء بالتأكيد كان أفضل. وكانت أصدق وأقرب إلى القلب من سلاف فواخرجي. بالإضافة إلى أن أداء من جسّد دور فريد الأطرش في العمل كان جيداً على الرغم من قلة شبهه بفريد في الواقع. وكذلك أداء الفنان فراس إبراهيم في شخصية الأمير فؤاد كان جيداً، بالرغم من أنه طغى أحياناً على شخصية أسمهان في بعض الحلقات، وحجب الإهتمام بها. وبالرغم من أهمية شخصية الأمير فؤاد، إلا أنه لم يكن ينبغي أن تثير الجدل وأن تطغى على شخصية البطلة الأساسية في العمل. وهذا مطب درامي خطير.

ليليا الأطرش هي الأقرب

> يقول البعض إن العمل لم يلق النجاح المطلوب، فما ردّك؟
ـ حسب معلوماتي هو متابع بشكل جيد، ولكنني لا أعرف حجم تلك المتابعة.
> لو كنت مخرج العمل، من كنت ستختار للقيام بدور أسمهان؟
ـ بالتأكيد الممثلة ليليا الأطرش، فهي الأقرب إلى أسمهان وتملك مميزات تناسب الدور. وهي فنانة جيدة.
> ما قصة منع العمل من العرض في سورية إذاً؟
ـ العمل لم يمنع في سورية. ولكن بعض وسائل الإعلام هي من كتبت وروّجت لذلك. وهذا كلام غير صحيح، ووزير الإعلام السوري كان قد أمر بعدم تصديره أو عرضه قبل مشاهدته، إلا أنه لم يمنع عرضه في سورية. والعمل لم يعرض في الفضائية والتلفزيون السوري لأنه وصل إليهم قبل يومٍ واحد من شهر رمضان، فكان وصوله متأخراً. ولهذا لم يجد له مكاناً ليعرض في شهر رمضان وقد يعرض بعده.
> هل تتوقّع أن تثار دعاوى جديدة ضد العمل حالياً؟
ـ سأعقد قريباً مؤتمراً صحفياً أتحدث فيه عن كل شيء بصراحة تامة. وحالياً هناك دعاوى كثيرة تحرّك ضد العمل من قبل كتّاب شاركوا فيه لم ينصفوا ومن قبل آل الأطرش. والبعض ممن تربطهم بشخصيات العمل صلة قربى، رأى في العمل إساءة كبرى لآل الأطرش، ولهذا هم ممتعضون منه.

تشويه صورة أسمهان

من جهة أخرى، قالت نزيهة الأطرش التي عايشت الأمير فؤاد كونها شقيقة زوجته، إنها مفوّضة من عائلة الأطرش، بطلب إيقاف عرض المسلسل الذي أساء ليس فقط لشخصية أسمهان بل لوالدتها علياء المنذر، ولكل نساء آل الأطرش اللواتي صوّرهن العمل بلا أخلاق، على حد قولها، وكأنه تجاهل أنهن من أسرة عربية تعيش حياة الإمارة ولهن ظروفهن الحياتية التي تحيط بهن. أضافت: «العمل فيه أخطاء كثيرة لا يمكن السكوت عنها. فالنص كما كتبه ممدوح الأطرش كان متماشياً بشكل صحيح مع الحقيقة، ولكن تمّ بيعه لشركة فراس إبراهيم وإيكال إعادة كتابة بعض نصوصه للكاتبين قمر الزمان علوش والمصري بسيوني عثمان. ومن خلال هذه الكتابة، تمّ تشويه صورة أسمهان ونساء آل الأطرش من خلال عمل لا يمتّ للحقيقة بصلة». وأكّدت نزيهة الأطرش: (تجدر الإشارة إلى أننا أجرينا الحوار مع نزيهة الأطرش قبل أيام قليلة من انتهاء شهر رمضان) «إذا لم يتم إيقاف العمل عبر القنوات التي تعرضه، فسنرفع دعوى لإيقافه عبر القانون، وذلك لأنها تسيء لنا من خلال عرض عمل غير موثّق، وفيه مغالطات كثيرة، أولها أن أسمهان ولدت عام 1918 وليس في عام 1917 كما قال العمل».

العمل ظلم والدة أسمهان

وتتابع نزيهة الأطرش قائلة: إن علياء المنذر والدة أسمهان، لم تكن فقيرة لتعمل في البيوت في بيروت ومصر، كما عرضها العمل. فهي جامعية وتخرجت من الجامعة الأميركية، وكانت من القلائل في زمنها ممن استطعن شراء وقيادة السيارة. بينما عرضها العمل فقيرة معدمة تخدم في البيوت ومحبّة للمال ومستعدّة لدفع ابنتها لكي تعمل أي شيء مقابل الحصول على المال، وهذا غير صحيح. والعمل كذلك قدّم أسمهان، وكأنها تعرّفت إلى الكثيرين وربما لها علاقات مشبوهة بهم. ويكاد يقول إنها كانت على علاقة بالمستعمر الفرنسي والبريطاني، وأنها كانت تمضي وقتاً في الملاهي الليلية وهذا غير صحيح. وأظهر الأمير حسن الأطرش بأنه على علاقة بالفرنسيين، بينما هو كان في الصحارى يجهّز لمقاومتهم ومحاربتهم. وكان ممن أشعلوها ناراً تحت أقدامهم عند دخولهم إلى سورية.
كما ظهر فؤاد عاشقاً لفتاة يهودية، وهذا أيضاً لم يحصل

بين أسمهان وأم كلثوم

وعن رأيها بأداء الفنانة سلاف فواخرجي للدور قالت نزيهة الأطرش: «هو أكبر منها وهو سقطة في حقها، لأنها لم تؤدّه بشكل جيد. وقد أظهرت سلاف أسمهان أنها فتاة دلوعة، بينما هي جدية لدرجة كبيرة وليست كما قدّمها العمل. إن الدور لم يكن مناسباً لسلاف فواخرجي ولم تنجح به. وحتى تفاصيل جسد سلاف الممتلئ لا تتشابه مع تفاصيل جسد أسمهان، وبالتالي لم يكن اختيارها موفّقاً لأداء هذا الدور الذي يحتاج لفنانة من نوع خاص لكي تقوم به». ولا تشكّك نزيهة الأطرش أن هناك جهات قصدت من خلال مسلسل «أسمهان» الإساءة لها، وتقول: «كيف تعرض شخصية كبيرة كأسمهان بهذا الشكل السيئ، وكأنها فتاة عادية وليست أميرة وإبنة لحاكم ولاية ديمرجي التركية الأمير فهد الأطرش؟ بل ويحاول العمل إظهارها بأنها فتاة تركض وراء المال والشهرة. وهذه كلها أكاذيب يعرفها كل قارئ حقيقي لحياة أسمهان. هناك استياء حقيقي في سورية وفي جبل العرب، من الصورة السيئة التي عرض فيها العمل شخصية أسمهان. وأكدّت نزيهة الأطرش أنها خاطبت عدداً من الفعاليات اللبنانية والقنوات العربية لإيقاف عرضه. وتضيف متسائلة: «لماذا قدّمت الفنانة الكبيرة أم كلثوم قبل عدة أعوام وكأنها ملاك لا يخطئ في مسلسل مصري بينما تتعّرض أسمهان، التي قدّمت الكثير عبر سنوات عمرها التي لم تصل للثلاثين، للإساءة البالغة من قبل أشخاص لم يقدّموها بالصورة الحقيقية التي عرفها الناس بها؟

كاتب آخر مستاء

من جهته، أكّد رفعت الهادي، أحد كتّاب مسلسل «أسمهان» لـ «سيدتي» نيته رفع دعوى عاجلة ضد المسلسل. وقال إن العمل المعروض، قد أُسقط إسمه منه مع أنه أحد كتّاب النص والباحثين منذ البداية عن حياة الفنانة الراحلة أسمهان. وقال: «لقد دهشت من تصرف الشركة التي قامت بشراء النص من الكاتب ممدوح الأطرش، الذي شاركته بكتابته منذ البداية، حيث أقصت اسمي فيما ذكرت اسماء كتّاب لا يعرفون شيئاً أصلاً عن حياة الراحلة، وما هم إلا ناقلو معلومات عنها فقط. فقد كتبت منذ عدة سنوات عنها بالتعاون مع الكاتب ممدوح الأطرش. ونظراً لما اعترض العمل من صعوبات تسويقية، قرّر بيعه لشركة فراس ابراهيم التي وفّرت له التمويل اللازم لإنتاجه». وقد صرّح رفعت الهادي بأنه سيرفع دعوى، للتعويض عمّا لحق به من ضرر معنوي جراء إقصائه من لائحة كتّاب نص المسلسل