«زهرة تسقط»! - الفصل السّادس من «دموع... فريد الأطرش» – نعيم المامونلم تعُد تفصِلنا عن الجمعة 26 دجنبر.. يوم الذّكرى الأربعين لرحيل «حبيب العمر».. سوى ثلاثة أيّام.. وإسهاماً في الاحتفاء بها.. إليكم اليوم الفصل السّادس من كتاب «دموع فريد الأطرش».. لمؤلِّفه فوميل لبيب.. مع إحدى صور الكتاب.. وقراءة ممتعة!..
تغمّد الله "الفريد" بواسع رحمته.. وإلى غد بحول الله.. مع موضوع آخر..
******
«ها هي زهرة القافلة تسقط من فوق غصن الحياة ورائحة الرّبيع تتضوّع منها.. لقد تنبّأ لها أحد العرّافين بأنّها ستموت في ريعان الشّباب غريقة.. وها هو قد عرف أنّ سيّارتها انقلبت في ترعة.. فهل ينفذ العرّافون إلى الغيب ويقرأون المجهول؟ وتمنّى لو كذب العرّافون وإن صدقوا».. لقد كانت أسمهان «إلف الرّوح، وقسيمة المجد، وشريكة الكفاح، فمن يملأ فراغها؟ ومن يستطيع أن يصدح بأغانيه كالبلبل الغرّيد بعدها؟ يا خسارة الفنّ فيك يا أسمهان!»..
«ومشت القاهرة مع فريد وراء جثمان الفقيدة! وأحسّ فريد أنّه يواري الثّرى كيانه وروحه وخفق قلبه... وصارت لياليه بعد أسمهان ظلاماً بلا شموع، ويأساً بلا رجاء، تبدأ تلك اللّيالي بالدّموع وتنتهي بالدّموع... وصورتها توشّي أحلامه كلّما اختطف لعينيه ساعة من قبضة الأرق!»..
وكانت سامية جمال قد دخلت قلب "الفريد" قبل رحيل شقيقته.. فبدأ «يحوّل طاقة عواطفه في اتّجاه السّمراء الطّيّبة القلب الّتي أحسّ تفانيها في حبّه، ومباهاتها بكلّ لمسة حنان منه!»..
غير أنّ «المقامرة أصبحت جنوناً بعد موت أسمهان».. وخسر "الفريد" كثيراً حتّى إنّه لم يجِد ما يسدّد به إيجار البيت.. فقرّر «مقاطعة المائدة الخضراء وسباق الخيل على الفور».. وباع الحظيرة.. وبذات الوقت قرّر إنتاج فيلم.. ووقع اختياره مع صديقه هنري بركات على قصّة «دعاء الكروان» لعميد الأدب العربيّ الدّكتور طه حسين.. «فقابلاه ليتّفقا، وحرّر المرحوم نجيب الهلالي صيغة العقد، ووقّعاه!».. غير أنّ بطل القصّة كان «شرّيراً ولا يمكن أن يكون مطرباً يشدو بأغانٍ تلمس القلب».. ومن ثمّة تمّ الاتّفاق على قصّة «حبيب العمر» لأنّ رأسمال "الفريد" صوته وألحانه.. وكانت هديّته لسامية جمال في عيد ميلادها عقد بطولة أوّل فيلم من إنتاجه..
ونجح الفيلم نجاجاً كبيراً.. «وأسعد النّجاح فريداً فسدّد كلّ ديونه، وعوّل على أن يمضي في الإنتاج بلا توقّف، وكان يخرج من فيلم إلى ثانٍ إلى ثالث، والبطلة دائماً سامية جمال، فقد اعتاد الجمهور هذا الثّنائيّ العاشق».. فقفز اسمها إلى القمّة.. وأراد بعض المنتجين أن تشتغل معهم فبدأوا يوسوسون في أذنها أنّ فريد «أمير من أسرة الأطرش، ولا يحبّ أن يتزوّج راقصة!».. ولم يكتفوا.. بل حاولوا إقناعها بأنّها سبب نجاح أفلامه.. غير أنّه كان يؤمن بأنّ «الزّواج يعطّل الفنّان عن رسالته!».. فلوّحت له بالفراق.. ثمّ أعلنت له زواجها من أمريكيّ.. «وخرجت من حياته.. وكانت دموع الباكي الحزين... مداد السّطر الأخير في القصّة الّتي استغرقت سبعة أعوام... غير خمسة أعوام في فصل التّمهيد!»..
روابط مباشرة: المرجوّ انتظار ظهور الصّور
http://im49.gulfup.com/HEnuXA.jpg
http://im49.gulfup.com/v3hNBf.jpg
http://im49.gulfup.com/2pNjd0.jpg
http://im49.gulfup.com/7IqZ62.jpg
http://im49.gulfup.com/ROMU95.jpg
http://im49.gulfup.com/x9AnQn.jpg
http://im49.gulfup.com/nqzxpE.jpg
http://im49.gulfup.com/vdWOgN.jpg
http://im49.gulfup.com/lpOHOo.jpg
http://im49.gulfup.com/czVheN.jpg
http://im64.gulfup.com/Bv1NJ2.jpg
http://im64.gulfup.com/JGA8HA.jpg
http://im64.gulfup.com/uMYBVA.jpg
http://im64.gulfup.com/z6Q4cs.jpg