من جريده رروزاليوسف
.يروى السعدنى كيف أن الحياة جعلته لصيق الصلة بأنور السادات عندما عملا معا فى جريدة الثورة «الجمهورية» يوم كان القائم مقام أنور السادات رئيسا للتحرير والسعدنى مسئولا عن الشئون العربية وكانت العلاقة على خير ما يرام حتى وقع حادث فرق بين الصديقين وأحال رئيس التحرير.. السادات.. الصحفى المسئول عن الشئون العربية وهو السعدنى إلى تحقيق فورى.. وأصل الحكاية كما رواها السعدنى أنه كتب مقالا عن فريد الأطرش وكان السعدنى من عشاق فن وصوت عبدالحليم حافظ.. وكان يقول عن هذا الصوت أنه صوت أشبه بالصوت الصادر عن كمنجة فلم يتوفر لبشر صوت كما صوت عبدالحليم - فى رأى السعدنى - المهم أن فريد «الأطرش» نال من سخرية السعدنى ما نال، لدرجة أن القبيلة التى ينتمى إليها فريد الأطرش فى لبنان استنكرت السخرية من أحد أبنائها وهى السخرية التى من شأنها الحط من قدر قبيلة الأطرش وكل الدروز فى لبنان.. وهكذا وجد السعدنى نفسه متهما بالإساءة إلى حلفاء مصر خارج الحدود.. ووقف السعدنى أمام السادات ليسأله الأخير.. إيه إللى أنت كاتبه ده يا وله؟!
ويروى السعدنى.. مش عارف يا أفندم سيادتك تقصد أى مقال.. فغضب السادات.. وضرب على مكتبه.. وقال أنت بتشتم فريد الأطرش.. أنت صحفى ولا عربجى ياوله؟!.. ويكتم السعدنى ضحكة كادت تنفجر داخله ويعود السادات والغيظ يكاد يقتله.. أنت مش ناوى ترد ياوله؟.. ويجيب السعدنى: أنا هاجمت مطرب يا أفندم مش قبيلة ولادولة.. فيرد السادات: ما هى دى المصيبة.. أنك شتمت مطرب اسمه الأطرش واتكيت على «الأطرش» دى وهزأت الراجل والدروز مستاءون من اللى أنت عملته.. ويضيف السادات.. أنت مرفوت ياوله.. ويمضى السعدنى خارجا من مكتب السادات.. فإذا بالرجل الذى رافقه رحلة الحياة كلها فوزى عبدالحافظ يجرى خلف السعدنى ويقول له: سيادة القائم مقام عاوزك فيرد السعدنى.. ليه هو فى حاجة تانية أكبر من الرفت ويهدىء فوزى من خاطر السعدنى ويصحبه إلى السادات فيقول له: أنت موقوف ياوله!!
فيرد السعدنى: موقوف ولا مرفوت يا أفندم فيزداد غضب السادات.. أنت عاوز تغيظنى ياوله ما كفاية الكارثة اللى أنت عملتها لى..
أنت موقوف ياوله!!
ويغادر السعدنى المكان ليمضى وقتا طويلا لايكتب حرفا ولا يتولى أى مهمة داخل الجريدة التى كانت لسان حال ثورة 23 يوليو..