فريدالاطرش والعشق الفني بقلم وجيه ندى

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فريدالاطرش والعشق الفني

بقلم وجيه ندى

برحيل الموسيقار الكبير فريدالاطرش فقد الوطن العربي أحد أعمدة الغناء والموسيقا العربية الأصيلة ـ لقد وهبه الله موهبة التلحين إلى جانب ، موهبته الصوتية ، وهذا

مكنه من أن يكون أحد أعلام الموسيقا والغناء العربي خلال نصف قرن . من المؤكد والثابت ان فريد الاطرش ومهما تكاثرت النساء حوله ومهما بلغ دلال بعضهن فان

قلبه مشغول بثلاث عشيقات لا يستبدلهن حتى بحوريه خلعت عليها السماء مسحه من جمال ألهات الاغريق وكان دائما القول خطواتى الاولى فى دروب الفن حب

الموسيقى و لهذا الابداع يمكن تقسيم رحلته في الموسيقى إلى أربع

مراحل حياته
المرحلة الأولى :وهي ما تعتبر المرحلة التمهيدية التي أدخلته باب الشهرة . وفيها غنى : بحب من غير أمل ، عشك يا بلبل ، إمتى تعود ، من يوم جفاك . أما أغنية يا

ريتني طير ، فهي من ألحان الملحن الفلسطيني وكان رئيسا لاذاعة القدس يحيى اللبابيدي ) وهناك أغنيتان من تلحين مدحت عاصم وكان المسؤل عن الموسيقى والغناء

منذ نشات الاذاعه المصريه فى موسم1934 هما : كرهت حبك ، ومن يوم ما حبك .

المرحلة الثانية : وتميزت بتلحين الأوبريت ، والتوزيع الأوركسترالي واستخدام الكورال لأول مرة في الحانه - المرحلة الثالثة ومن سمات هذه المرحلة : الأغاني

الكلاسيكية الطربية ذات المقدمات الموسيقية ، مثل : أغنية حبيب العمر وأغنية الربيع التي تعتبر سيموفونية الموسيقا العربية وملحمة النغم ، لما فيها من غنى في الألحان

والمقامات ، إلى جانب تأكيده على صيغة الأوبريت والاستعراض مثل : الاسره العلويه خلال احداث فيلم غرام وانتقام وبساط الريح ، والحب قسمة ونصيب ، الشرق

والغرب ، مع استمراره في تقديم الأغاني الراقصة في ألحانه للأغنيات القصيرة . المرحلة الرابعة : وتعتبر امتداداً لما سبقها في الأغاني العاطفية والموال والاستعراض ،

وإن تميزت بتقديم اللحن ذي الطابع القومي ، من خلال الأناشيد ، حيث أدخل عليها الآلات النحاسية بطريقة المارش ، لتساير الهدف اللحني . هذا بالإضافة إلى تلحين

القصائد مثل : لا وعينيك ، وعدت يا يوم مولدي لكامل الشناوي ، وأضنيتني بالهجر ، للأخطل الصغير .ولحياة الفنان مجموعة اجتهادات من شخصه ولحبه للموسيقى

والذى زرعته داخله الوالده عاليا المنذر وعندما تقدم فريد الأطرش لامتحانات القبول في معهد الموسيقى العربية عزف قطعة على العود من تأليفه ، وبدأ رياض السنباطي

يعلمه أصول العزف على العود ، وسعت اليه الشهرة ولم يسع إليها ، فموهبته وحدها هي التي أدخلته الإذاعة المصرية ، فعندما زار مديرها مدحت عاصم المعهد

الموسيقي قادته مسامعه إلى صوت عزف على العود ينبعث من إحدى غرفه ، فاتجه نحوه ، وكان فريد يعزف ، فتوقف عن العزف ، فأشار إليه أن يستمر ، فأعجب به

ودعاه إلى العزف في الإذاعة ، فكان يعزف مرتين في الأسبوع على الهواء مباشرة . وتطور الأمر إلى الغناء ، وأعطاه مدحت عاصم لحنين كما ذكرت ، وكان قبل ذلك

يعمل راقص للتابلوهات الغنائيه ويشارك بديعه ايضا الرقص وبعد فتره عمل كمطرب في المسرح بجوار اهل الطرب ابراهيم حموده ومحمود الشريف وعبد الغنى السيد

واحمد شريف وانضم بعد ذلك للفرقه المطربين محمد عبد المطلب واحمد عبد القادر ، وشارك المبدع الفنان في تلحين العديد من الأعمال الاستعراضية ، إلى جانب عزفه

اليومي في إذاعات الياس شقال وايضا الامير فاروق الأهلية وكان يطلق عليه (فريد بك الاطرش ).وذلك قبل الغاء تلك الاذاعات الاهليه لتعاون الخواجه ماركونى فى

تاسيس اذاعه مصريه و غنى في الحفل الساهر الذي أقامته الإذاعة الحكومية بمناسبة افتتاحها ، كتب عنه أحد الصحفيين : ( نحن أمام موهبة موسيقية ذات شرقية أصيلة

، فإذا كان احمد صبرى النجريدى وداود حسني ، ومحمد القصبجى ، وكامل الخلعي ، وزكريا أحمد ، يضعون الألحان الشرقية التي شق فنان الشعب سيد درويش الطريق

إليها ، فإن فريد الأطرش جاء لينفرد بلون يجمع فيه إلى شرقية مصر ، شرقية لبنان وسورية وكل قطر عربي

وأول أغنياته بالإذاعة لحن : بحب من غير أمل ،من مقام نهاوند وقدمت الرائعه من نظم يوسف بدروس مساء السبت 21 مارس 1936 ثم قدم أغنية يا ريتني طير من

نظم ايليا بيضا والحان يحيى اللبابيدى ومن مقام بياتى ولاول مره فى 29 يوليو 1936 وحققت ارباحا كبيرا وبيع منها 10 آلاف اسطوانه ، وطبعتها شركة( بيضا

فون ) التي يمتلكها اللبناني ميشال بيضا ( شقيق مؤلف العمل ) واستمر الفنان المبدع فى مشواره النغمى .عام 1939 وضع فريد كل الألحان الموسيقية والغنائية لفيلم

انتصار الشباب الذي جمعه بأسمهان شقيقته والتى غنت ياللى هواك شاغل بالى – يابدع الورد – يا ليالى البشر وغنى الفنان المبدع الشمس غابت انوارها وايدى فى ايدك

و الحب عز وبهدله وذلك بخلاف فيلم غرام وانتقام الذي اقتسم ألحانه مع رياض السنباطى ومحمد القصبجى وحتى خصمه التقليدي محمد عبد الوهاب صرح انه يقف

طويلا أمام فريد الأطرش كرائد من الرواد الأوائل ، وعلم من أعلام اللحن والغناء ، لم يحد يوماً عن فنه العربي الأصيل . - إن الموسيقار الكبير طور الموسيقى الشرقية

، وساهم في تطوير الإيقاع والميلودي ، خلال الأربعين سنة الماضية ، من كان يتوقع أن يضع فنان لحناً مثل لحن ( ليالي الأنس ) في العهد الذي ظهرت فيه هذه

الأغنية ؟ هذا اللحن خلد فريد وأسمهان الفالس العربي وحتى أم كلثوم قالت : إن فريد اسم على مسمى ، كان وسيظل درة في تاريخ الغناء العربي ، من خلال ما أعطى

، وما أكثر ما أعطى .

إن الفنان المبدع أعطى الموسيقا الشرقية أفكاراً جديدة متطورة وممتازة وجريئة ، لم يعطها أي ملحن آخر معاصر لقد صرح محمد عبد الوهاب إنه كان مستعداً أن يمنح

فريد الأطرش خمس سنوات من عمره ، لو أن فريد أعطاه مطلع لحن أغنيته المعروفة ـ أنا واللي بحبه ؟

لقد ابدع الفنان فى لحن أغنية ـ يا زهرة في خيالي ـ أول لحن عربي يجتاز الحدود العربية إلى العالم ، حيث غنى هذا اللحن مطرب سوفييتي ، وطبعه على أسطوانات ،

وانتشرت هذه الأغنية فيما بعد في كل أنحاء أوروبا - عام 1962 أجريت مسابقة في تركيا لاختيار أحسن العازفين على الآلات الشرقية ، وقد حجبت الجائزة عن آلة

العود لتمنح لفريد الأطرش حتى دون أن يشارك في المسابقة وهذا هو حقه الفنى .في عام 1964 قدم الموسيقي العالمي فرنسي الجنسية فرانك بورسيل ، ومن خلال

شركة عالمية اسطوانة ضمت 4 مقطوعات موسيقية لفريد الأطرش ، وعزفت من قبل أوركسترا كانت تعد الأكبر عالمياً آنذاك ، وكانت المقطوعات والروائع : حبيب

العمر ، نجوم الليل ، ليلى ، وزمردة وفي عام 1965 غنّت المطربة العالمية مايا كازا بلانكا أغنية ياجميل ، بعد ترجمتها إلى اللغة الفرنسية ، مع الإبقاء على كلمة

ياجميل بالعربية . وكان الفنان المبدع فريد الاطرش قد غناها قبل عشر سنوات في فيلم قصة حبي .لقد ترجمت أغنيات فريد الاطرش إلى سبع لغات حية هي : الفرنسية

، الإنكليزية ، الألمانية ، التركية ، الفارسية ، اليابانية ، ايضا في سبتمبر 1995 أقيم في عاليه بلبنان مهرجان لتكريم فريد الأطرش بحضور وزيري الثقافة في سورية

ولبنان ، ونقيب الفنانين السوريين ، والدكتور وليد غلمية مدير الكونسرفاتوار اللبناني ، والمستشار الثقافي المصري ، وعدد كبير من الفنانين والفنانات ، وقدم من سورية

وفد يمثل أسرة الفقيد ، فريد الأطرش كان أحد نجوم عاليه التي تضيء لياليها الساهرة التي كانت تضم أبناء الوطن العربي . إننا نحيي ذكرى فريد الأطرش ( طوال

حياتنا ) لأن صاحب الذكرى له قيمة فنية وإنسانية ووطنية ، ولأن إحياء ذكراه إحياءُ للأصالة والتراث وهذا حقه علينا – لقد وثق لنا فى حياتنا تلك العلاقه بين المقدمة

الموسيقية لااغنياته وبين النص الموسيقي للأغنية ككل ، وهو أمر شبه مفقود عند غيره من ملحني عصره .ايضا إن العبارات والجمل اللحنية عند فريد عصره، مترابطة

ضمن إطار إيقاعي وكذلك ضمن مقاييس وثيقة من التوازن .الموسيقى

ـ الفنان المبدع فريد الأطرش هو الأبرز بين معاصريه في إمكانيات ترجمة أعماله الغنائية لكي تعزف أوركستراليا ً ، وإن أغنياته بعباراتها وجملها اللحنية هي الأكثر

قبولاً وطواعية لتحويلها إلى عمل موسيقي أوركسترالي ، وهو الأمر الذي حصل فعلاً بواسطة فرانك بورسيل ، ورود غودوين- ايضا منحته لجنة مهرجانات عاليه ،

وقررت إطلاق اسم فريد الأطرش على شارع البيسين في عاليه الذي كان فريد يغني فيه .

بالإضافة إلى الأعمال الموسيقية والغنائية التي خلدته ، فقد كان مطرباً لكل العرب ، حمل 4 جنسيات عربية هي : المصرية ، اللبنانية ، السودانية ، إضافة إلى جنسيته

السورية الأصلية .نال العديد من الأوسمة منها :وسام الاستحقاق اللبناني المذهب .وسام الاستحقاق المصري .وسام الكوكب الأردني برتبة فارس .قلادة النيل

المصرية .وسام الأرز الوطني اللبناني من رتبة ضابط ، وذلك بعد وفاته .نال ميدالية الخلود من فرنسا عام 1975 .كرمته نقابة الفنانين اللبنانيين بتسميته رئيساً لها مدى

الحياة .نال جائزة الفنون والآداب المصرية من الدرجة الأولى .انتخب رئيساً لجمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى المصرية منذ عام 1962 وحتى وفاته .

غنى الفنان المبدع الكثير من الأغاني الوطنية والقومية ،

ومن اعماله الخالده أوبريت بساط الريح يعد أول عمل يحمل مضموناً قومياً يرقى إلى الدعوة للوحدة العربية . وكذلك فإن أغنية مرحب مرحب مرحبتين تتضمن موالاً

يقول فيه : أسأل الله يبلغني كل المقصود - وشوف الأمة العربية من غير حدود - يمشي العربي بأملاكه ببساط ممدود - لا تقولو وين أوراقك ولا رايح فين وغنى أيضاً

أغنية المارد العربي ، وأغنية بورسعيد قبلة الشعب العنيد وهى من الحان مدحت عاصم عام 1956 وغنى من أجل فلسطين ، وردة من دمنا ، ولحن للوحدة بين سورية

ومصر : من الموسكي لسوق الحميدية ، وحموي يا مشمش ، من نظم مرسى جميل عزيز اللتين غنتهما صباح .

لقد لحن فريد الأطرش وغنى حوالي مائتي وخمسين لحناً ، غير الألحان التي أعطاها لغيره .

وكان دوره الكبير مع السينما حيث دخل من أوسع أبوابها ، فقد نجح فيلمه الأول ( انتصار الشباب ) ودام عرضه سبعة أسابيع ، في حين كانت أفلام محمد عبد الوهاب

وأم كلثوم تعرض بين 3ـ4 أسابيع ، وقالت الصحف والمجلات والمحرر الفني لمجلة الصباح عام 1941 : صادف الفيلم نجاحاً أكثر مما كان يتوقعه الكثيرون ، وعرف

رأي الجمهور من مظاهر الإعجاب والتصفيق التي حيّا بها أسمهان والفنان المبدع في نهاية الفيلم حيث كانا حاضرين بين المتفرجين لقد قام ببطولة واحد وثلاثين فيلماً

ناجحاً ، وهو أول من أدخل فن الأوبريت والاستعراض إلى السينما المصرية .: كان فريد الأطرش ذو موهبة صوتية ولحنية أدخلته سجل الخلود . عاش كريماً عزيز

النفس لم يرخص ولم يسف في علاقاته الاجتماعية ، كان صديقاً لكثير من الرؤساء والملوك العرب ، وإن شخصيته كفنان هي امتداد لشخصيته كإنسان ، لقد عاش فنان

يعيش بنفسية أمير . كان محباً وشهماً وكريماً إلى أبعد الحدود ، فهو لا يستطيع تناول طعام الغداء لوحده ، ولا بد من وجود أصدقاء وضيوف معه على المائدة وكان أينما

يسهر يحيط به عدد من الأصدقاء ، حتى تساءل الناس : متى يجد وقتاً للتلحين ؟ كما أنه كان يجود بسخاء على المعوزين والفنانين والمرضى أو العاطلين عن العمل

بأساليب تحفظ كرامتهم ، وكان بيته في القاهرة وبيروت بيتاً للضيافة يقصده الأصدقاء ، وإن الكثير من الزعماء العرب كانوا يجعلون من بيته آخر محطة لهم قبل توجههم

إلى المطار . ومن القصص التي تروى عن كرمه أنه عندما توفيت والدته توجه عدد من أصدقائه إلى بيته في لبنان لتعزيته ، فقال لهم : لا أحب إن أرى الحزن على

وجوهكم ، أشكركم أيها الأحباء ، وطلب من أخيه منير أن يحجز لهم طاولة في أحد المطاعم الشهيرة لتناول طعام العشاء ، وأصر عليهم حتى نزلوا عند رغبته .كان له

نبل الفارس ، ورقة الفنان ، ومن خلال رئاسته لجمعية المؤلفين والملحنين قدم الكثير للدفاع عن حقوق زملائه ، وكان ماله الخاص حلاً سحرياً لكل مشاكل الروتين ، فقد

أثث الجمعية من جيبه وكان كرمه الحاتمي حديث الجميع ، في حياته وبعد مماته . كان كريماً ، مائدته العامرة مضرب الأمثال ، وهو يحب العطاء ، ولا يقبض يده في

عون أو غوث . لهذا كان الموسيقيون يختارونه نقيباً لهم ، لأنه يعطي من جيبه فوق ما تعطي الخزانة من حصيلتها ، وله آيات لا يعرفها أحد من مرتبات مرصودة ، أو

رعاية لطلبة غير قادرين ، أو شيوخ أقعدهم المرض .لقد عاش فريد الاطرش حياة الغربة عن وطنه منذ صغره ، فقد رافق والده إلى إزمير حيث كان يشغل منصب

متصرف لواء ، وعندما قامت الثورة العربية ، أعفي والده من منصبه ، فانتقل مع عائلته بالباخرة إلى بيروت ، وفي الطريق ولدت ايميلى ( اسمهان ) . واستقروا في

بيروت حتى قامت الثورة السورية الكبرى ، فحاول الفرنسيون القبض على الوالد ، ولكنه فر إلى الجبل . وذات مساء جاء ضابط لبناني يخدم في الجيش الفرنسي ليخبر

الوالدة بأن الفرنسيين ينوون القبض عليها ، فهربت في سيارة كانت تمتلكها إلى حيفا في فلسطين ، وهناك باعت السيارة ، وسافروا بالقطار إلى مصر ، وعلى الحدود فى

القنطره شرق لم يسمح لهم بالدخول لأنهم لا يحملون أوراقاً رسمية فطلبت من ضابط الجوازات أن يتصل بسعد زغلول وكان رئيساً للوزراء فاتصل به وأمر بدخولهم بعد

أن عرف شخصياتهم ا .وفي مصر كان على فريد أن يعمل مع أخيه فؤاد في أماكن مختلفة لتأمين لقمة العيش ، كما شاركت الأم في العمل بشغل مناديل نسائية (

أبوأوية ) لبيعها والمساهمة في مصروف الأسرة . وانتسب فريد وأخوه إلى مدرسة ( الفرير ) الفرنسية باسم عائلة كوسا ، وكانت الثورة مشتعلة في سورية ، ولما

عرف مدير المدرسة حقيقة أمرهم ، وبانتسابهم إلى أسرة قائد الثورة سلطان باشا الأطرش فصلهم من المدرسة ، فعرفهم الصحفي السوري حبيب جاماتي إلى شيخ العروبة

في مصر أحمد زكي باشا الذي كان قد سعى لإقامة حفلة لمناصرة الثورة السورية فقدم فريد ليغني في الحفلة ثم سهل دخوله إلى مدرسة أخرى ثم إلى معهد الموسيقى

وعاش فى صراع نفسى لشعوره بالغربة متمثلاً في الكثير من أغانيه وحياته ، فعندما سافرت شقيقته أسمهان إلى سورية غنى : يانسمة تسري إلى ديار الحبيب إحكي له

سري وكيف أحيا غريب قال عن نفسه في إحدى المقابلات التلفزيونية : إن ألحانه تخرج إلى النور من ذكرياته التي حفلت بالآلام .على أن المأساة الكبرى في حياته

كانت فقده لشقيقته أسمهان في 14يوليو1944 ، فقد توأم روحه وفقد صوتاً عظيماً يمكن أن يستوعب ألحانه العظيمة كانت أمنيته أن يجد في صوت أم كلثوم بديلاً

لأسمهان يفرغ بواسطته شحنات عبقريته في التلحين ولكن هذا لم يحدث والذين قربوا بين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب لم يفعلوا ذلك بالنسبة لفريد الاطرش وبقي التلحين

لأم كلثوم أمنية لم تتحقق .
وقد رثا شقيقته بعدة الحان : فهي زهرة في خياله ، رعاها في فؤاده ، ولكن الليالي جنت عليها ، وأذبلتها الأيادي ، وشاغلتها العيون ، فمات سحر الجفون .وايضا انشد

غنى يا منى روحي سلاما من غريبِ يرسل النجوى إلى دار الحبيــبِ - حكم الدهــر علينا بالنــوى وغدا الحزن على الماضي نصيبي ومن جوانب مأساته أنه بقي طيلة

عمره عازباً فقد فشلت مشاريع زواجه من كل من ساميا جمال ، وشاديه، وناريمان صادق التي أصبحت فيما بعد ملكة مصر بعد أن اختطفها منه الملك فاروق . وبعد

تركها لفاروق ـ بعد خلعه عن عرش مصر ـ أعاد علاقته معها ، وأخذ يتردد على بيتها ، ولكن مقابلة صحفية أجراها الصحفي موسى صبري أفسدت كل شيء . فقد

أجرى مقابلة مع والدتها وأشار إلى تردد فريد على بيتهم فاتهمت فريد بأنه لم يفهم معنى الصداقة .وعندما طلب موسى صبري الرد من قبل فريد أجاب بكل لباقة وأدب

كان يشرفني أن أصاهر هذه الأسرة ولكني لم أطلب يد ناريمان أبداً، وبعدها سقط في غيبوبة وكانت النوبة الأولى التي تصيب قلبه ، والذبحة الصدرية الثانية أصيب بها

من جرّاء العمل المتواصل رغم نصيحة الأطباء له بالراحة والثالثة بعد مهاجمة الصحافة له لتربيته الخيول ، وكُتب : أن خيول فريد أسعد حالاً من أناس كثيرين لا

يجدون قوت يومهم .وعندما حاول الاعتزال حفاظاً على صحته ، انهالت عليه الرسائل والمكالمات الهاتفية ، حتى بلغ بأحد المعجبين بأن يقول له : إذا اعتزلت سأقتلك

وهكذا قرر العودة إلى العمل ، فكان يصاب بالإغماء وتورمت قدماه بسبب ضغط القلب ، وسقط مرة في الحمام وأصيب بجرح في ذقنه ، استوجب خياطته ، فعاد متنقلاً

بين القاهرة ولندن وأميركا . وقال له طبيب القلب المشهور الدكتور دبغي : يلزمك عملية جراحية ، ولكن كي تنجح العملية يجب أن ترتاح راحة تامة لمدة تسعة شهور

قبل العملية ولكن فريد بعد عودته من أميركا عاد للغناء والسهر وإكمال الفيلم الذي بدأه قبل السفر وهو ( حكاية العمر كلّه ) ولكن رحلة الموت بدأت في لندن فقد تعب

قلبه وأعيد إلى بيروت وهناك فارق الحياة ونقل الجثمان إلى القاهرة حسب وصيته .

لقد شهدت القاهرة أكبر جنازة في تاريخها بعد جنازة جمال عبد الناصر ، فقد حاول المشيعون اختطاف التابوت ليطوفوا به شوارع القاهرة وشوارع بعض المدن المصرية

، وبصعوبة استطاعت السلطات تخليص التابوت وحمله إلى المدفن . لقد كرم على المستوى الشعبي أما على المستوى الرسمي ، فقد أطلق اسمه على شارع بحي المطرية

وهو حي قديم ، كما أطلق اسمه على مسرح يحتل ركناً من أركان المعهد الموسيقي ، ويحتل الركن الثاني مسرح باسم محمد عبد الوهاب ، وهناك نية لإزالة ركن فريد

الأطرش لحاجة المعهد إليه ، ولم تجد بعض المقترحات والحماس لتكريمه بشكل أفضل على أن مأساة فريد تستمر بعد موته فقد دفن في غرفة يشغل قسماً منها قبر

أسمهان ، هذه الغرفة تخلو إلا من شاهدين يشيران إلى اسمي الراقدين وقد وصف احد المهتمين هذه الغرفة بأنها ، غرفة متواضعة يعلوها الغبار يوصل إليها طريق

ترابي . وهنا يظهر عمق المأساة خاصة إذا علمنا أن لكل من محمد عبد الوهاب وأم كلثوم متحفاً باسم كل منهما يضم مجموعة من تراثهما الفني والشخصي .وإننا نتساءل

الآن : أين تراث فريد الاطرش أين أعواده الثمينة ؟ أين عمارته ؟ أين شقته في القاهرة التي كانت تضم الكثير من التحف الشرقية وأمتعته الشخصية وأوسمته؟ أين

عوامته الشهيرة التي كانت ترسو فوق مياه النيل ؟ أين شقته في بيروت وما كانت تحتويه من أرشيف وتسجيلات لبروفات على الأغاني ؟ . هل أصاب فريد الاطرش أم

أخطأ بوصيته أن يدفن في مصر ؟ لقد سبق منذ سنوات قليله ان تم حرق الغرفه بطريقه كلها تعمد مما احزن الكثيرين وانا واحد من يزوروه كل عام فى ذكرى وفاته مع

جمعية فريد الاطرش بالاسكندريه برئاسة الفنان سعد طه ومنذ ايام قليله كنا نحى ذكرى وفاته رحمه الله واسكنه فسيح جناته وعوضا الله خيرا المؤرخ والباحث فى التراث

الفنى وجيــه نــدى

المصدر: منتديات الموسيقار فريد الاطرش وشقيقته اسمهان- http://freed.arabstar.biz/

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الاستاذ وجيه ندى اعلامى رائع وشجاع ويقول كلمه الحق وكثيرا ما انصف الموسيقار فريد الاطرش

وهذا مقال جميله مع الشكر لحضرتك استاذ وليد علبى الفريدى المبدى

المصدر: منتديات الموسيقار فريد الاطرش وشقيقته اسمهان- http://freed.arabstar.biz/

اللهم يا لطيف نسألك اللطف فيما جرت به المقادير
الطف بنا يا لطيف الله لطيفا بعباده يرزق من يشاء

اللهم يا لطيفا بخلقه
يا خبيرا بخلقه
يا عليما بخلقه
الطف بنا يا لطيف يا عليم يا خبير
**************************

مشاركة منصفة للاديب وجيه ندى واسمح لي ان اضم صوتي الى صوتك

شكرا لحضرتك استاذي القدير منعم

وتفضل بقبول فائق التقدير

المصدر: منتديات الموسيقار فريد الاطرش وشقيقته اسمهان- http://freed.arabstar.biz/

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» فريدالاطرش والمؤرخ الفني وجيه ندى
» مقال بقلم وجيه ندى
» جانب من مقالة بقلم وجيه ندى عن الموسيقار
» فريد الاطرش والسباحه فى افلامه رقم 10 بقلم: وجيه ندى
» فريد الاطرش وحكايات تنافسيه فنيه بقلم:وجيه ندى