صديقاتي اصدقائي عشاق فن الموسيقار فريد الاطرش الكرام...فريد الاطرش الانسان يرتقي وبكل المقاييس الى فريد الاطرش الفنان...قصةٌ رائعة تعود الى الخمسينات يشرفني ان اهديها لكم متمنياً ان تلقى استحسانكم وتقدم قيمة مضافة الى مسيرة موسيقارنا العالمي الكبير... في الخمسينات كان لبنان احدى المحطات المركزية الابداعية في مجال الازياء ... كما كان مستشفى الشرق وجامعة الشرق وساحة الحرية والاحرار في الشرق... جسّد ايضاً مركزاً رئيسياً ابداعياً في عالم الازياء والموضة حيث لعبت بيروت دوراً رئيسياً في تصدير الذوق الخلّاق في عالم الموضة والخياطة كوجه حضاري على اعلى المستويات الى العالم العربي والى الشرق وصولاً الى اوروبا وشمال افريقيا... وكانت مدام رئيفة صالحة وكانت تعرف ب ( مدام صالحة ) الوجه الابرز في ابتداع احدث الازياء واروعها وارقاها... وكانت تملك مركزاً للموضة العالية المستوى haute couture ... في بيروت... فمجرد ان تقول هذا الثوب الملوكي المبهر تلقائياً سيأتي توقيع مدام صالحة التي ادهشت كل المجتمع في تلك الايام واصبح اسمها مرادفاً لوجه لبنان الحضاري... وكانت تربطها صداقات رائعة باهم شخصيات ذلك الزمن الفنية والاجتماعية والسياسية...ومن اهم الذين البستهم كوكب الشرق ام كلثوم وفيروز وصباح و الاميرة لمياء زوجة الامير عبدالله العلوي نجل ملك المغرب والاميرة ثريا زوجة شاه ايران واهم نساء ذلك العصر.... وهنا نصل الى قصتنا التي تجسد موضوع هذا البوست...عند زيارتنا الى بيت المرحوم الاستاذ رياض الريس في بيروت ... تفاجأت بسجادة مدهشة ونادرة.... وتفاجأت ايضاً بابنة مدام صالحة الاستاذة منى زوجة المرحوم رياض الريس تقول لي : عند معرفتنا بزيارتكم صممت على اعلامك بخبر سيفاجؤك ... والخبر هو هذه السجادة هي هدية من الموسيقار فريد الاطرش لانني على علم بمقدار ما تحبه وتحترمه ...واخبرتنا الاستاذة منى عن قيمة ومستوى الصداقة التي كانت تربط فريد بوالدتها مدام صالحة ومن بعدها بمدام منى ....
والذي سحرني في هذه القصة هو هذه السجادة التي لا تقدر بثمن وتحمل توقيع الموسيقار... ومن اروع ما قاله فريد للعائلة الصديقة : انا عليل القلب اذا اعطاني الله عمراً نراها دائماً اثناء زيارتكم الكريمة واذا غلبني المرض ورحلت عن هذه الدنيا تذكروني عند رؤيتها... كلنا زائلون وتبقى هذه السجادة عربون صداقة وذكرى....ومما يجدر ذكره ان مدام صالحة وفي احصاء علمي قامت به احدى المؤسسات اختيرت من بين اهم ١٠ شخصيات نسائية مؤثرة في العالم العربي... وكان ترتيبها السادسة.... كانت مناسبة جميلة مشاهدتنا لهذه السجادة وهي تحمل ذكرى فريد الانسان الكريم المعطاء الخلوق والمشهور عنه بتشجيعه لكل موهبة عربية متميزة... والحمد لله ان الاستاذة منى الريس ابنة مدام صالحة أكملت الطريق وبنفس المنهجية والابداع وحافظت على القيم والمستوى الذي كانت تؤمن به والدتها مدام صالحة...... رحم الله فريد ... رحم الله مدام صالحة... Mona Rayes