أميرة حسناء ذات عيون ساحرة وصوت ملائكى، لا يزال يتردد في الآذان بمجرد ذكر اسمها، رحلت بعد رحلة قصيرة مع الحياة ولكنها مليئة بالأحداث والحكايات، إنها الجميلة "اسمهان"، التي رحلت في مثل هذا اليوم 14 يوليو من عام 1944، بعد أن خطفت قلوب وعقول الكثيرين بجمالها وصوتها الملىء بالبهجة والشجن، فمن لا يتذكر صوتها وهى تغنى لليالي الأنس التي عاشتها فى فيينا، فتجد كل من حولك يرقص ويشع بهجة وفرحة من حلاوة هذا الصوت.
استطاعت اسمهان في سنوات قليلة أن تحفر اسمها في تاريخ الفن، منذ بدايتها مع أخيها فريد الأطرش، والذي كانت علاقتها به في غاية الحب والود والتفاهم، وكان هو اول من دعمها فنيا، حتي أنها بدأت تشاركه فى الغناء فى صالة ماري منصور فى شارع عماد الدين منذ 1931 بعد تجربة الغناء مع والدتها علياء المنذر فى حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وذاع صيتها فى عالم الفن والغناء.
بدأت تنافس كبار نجوم زمن الفن الجميل مثل أم كلثوم، وفتحت لها أبواب الشهرة، ولم يقتصر عملها علي أخيها، بل استطاعت بموهبتها أن تقنع كبار ملحنين العصر بالتلحين لها، ومنهم : محمد القصبجي والذي لحن لها أغاني رائعة مثل "يا طيور، كلمة يا نور العين، فرق ما بينا الزمان، فرق ما بينا الزمان، كنت الاماني، امتي هتعرف امتي، انا اللي استاهل"، ورياض السنباطي في "يا لعينك، أيها النائم، بنت النيل"، كما قدمت من تلحين محمد عبد الوهاب "مجنون ليلي، محلاها عيشة الفلاح".
كما جذبتها أضواء السينما، ومثلت أول أفلامها "انتصار الشباب" عام 1941 مع شقيقها فريد الأطرش، وشاركته أغاني الفيلم، وفى خلال تصويره تعرفت علي المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته، ثم في سنة 1944 مثلت فيلمها الثانى والأخير "غرام وانتقام" إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدى ومحمود المليجي وبشارة واكيم وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، ولكن يبدو أن الحظ خالفها وكتب القدر نهايتها مع نهاية الفيلم، وهي في سن الـ32 عاما.