يمر اليوم 79عاما على وفاة أميرة الفن الحسناء أسمهان التي رحلت عن عالمنا في حادث مأساوى في مثل هذا اليوم الموافق 14 يوليو من عام 1944 بعد حياة حافلة بالفن والطرب والإثارة والأحزان والحب والمجد، جعلتها أسطورة في عالم الفن ، وظلت حياتها وقصة وفاتها لغزاً يحير الملايين دون أن يجد إجابة طوال هذه السنوات.
ولدت الأميرة إيميلى الأطرش التى عرفت باسم آمال الأطرش ثم أصبحت بعد دخولها عالم الطرب والفن أسمهان فى 25 نوفمبر ، واختلفت المصادر حول سنة ميلادها فبينما أشارت بعض المصادر إلى أنها ولدت عام 1912 تشير مصادر أخرى إلى إنها من مواليد 1917.
امتلأت حياة أسمهان القصيرة بالعديد من الأحداث الساخنة ، فالأميرة التي ولدت لعائلة درزية كريمة الأمير فهد الأطرش ابن آل الأطرش في سورية الذين كان فيهم رجال لعبوا دورًا بارزًا في الحياة السياسية في سوريا والمنطقة، أبرزهم سلطان الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي.
ولدت أسمهان في البحر على متن باخرة كانت تقل عائلتها من تركيا بعد خلاف وقع بين والدها والسلطات التركية ، وانتقلت أسمهان مع أمها وشقيقيها فؤاد وفريد الأطرش إلى مصر بعد وفاة والدها ونشوب الثورة الدرزية وعاشت الأسرة حياة فقيرة صعبة حتى لمع اسمى فريد وأسمهان في سماء الفن ، ورغم ذلك لم تكتب الراحة للأميرة الحسناء التي امتلأت حياتها بالإثارة والأحزان ، ومرت بين محاولات الانتحار والقتل.
حاولت أسمهان الانتحار بتناول كمية كبيرة من الأقراص المنومة مرة فى جبل الدروز خلال فترة زواجها من ابن عمها ووالد ابنتها الوحيدة كاميليا الأمير حسن الأطرش بعد مشكلات معه وإحساسها بالملل والرتابة، كما حاولت الانتحار مرة ثانية فى فندق مينا هاوس بسبب الديون المتراكمة عليها فى الفندق وأنقذتها صديقتها مارى قلادة التى لقيت فيما بعد مصرعها معها فى نفس الحادث الذى توفت فيه أسمهان.
وعاشت أسمهان طوال حياتها أسيرة لنبؤة قديمة سمعتها من سيدة تقرأ الطالع ، حيث نظرت العرافة فى خطوط يدها الرقيقة وظهرت ملامح القلق على وجهها وقالت أن الأميرة الجميلة ستلقى مصرعها فى شبابها ضحية حادث قريب من الماء وسيكون لها ثلاثة أولاد لن تعيش منهم سوى ابنة واحدة .
وكانت أسمهان توقن بأن هذه النبؤة سوف تتحقق خاصة وأنها بالفعل فقدت اثنين من أبنائها ولم يبق سوى ابنتها الوحيدة كاميليا .
أما النبوءة الثانية فى حياة أسمهان فترتبط بمدينة رأس البر التى كانت الأميرة الجميلة من عشاقها، ومهما كانت مشاغلها كانت تحرص على أن تقضى فيها بعض أيام الصيف، وروت إحدى صديقات أسمهان أنها كانت تجلس معها ذات صيف فى رأس البر، وانطلقت النجمة الكبيرة لتتحدث عن جمال المدينة وعشقها لها، ثم قالت لصديقتها: تعرفى أنا أتمنى إيه، أتمنى إن حياتى تنتهى هنا فى راس البر".
فردت صديقتها: "يا شيخة حرام عليكى بعد عمر طويل"، ولكن لم يمر سوى عامين وتحققت أمنية أسمهان لتموت فى ريعان شبابها، بعد أن انقلبت سيارتها فى الترعة وهى فى طريقها إلى رأس البر، وماتت النجمة على مدخل مدينتها المفضلة كما تمنت في حادث غامض قيل أنه مدبر ولكن لم يت اكتشاف الجانى حتى الأن وتبايبنت الشكوك بين ضلوع أجهزة المخابرات البريطانية وبين زوجيها السابقين أحمد سالم والأمير حسن الأطرش وشقيقها فؤاد الأطرش والملكة نازلى ، ولكن لم يتم حسم هذه الشكوك حتى الأن ليظل لغز وفاتها سراً حتى الأن.