قصيدة "لا وعينيكِ" جعل الموسيقارالمبدع فريد الاطرش لحرف "لا" متسعاً من الوقت وهو ينطقه مترنماً في مطلع القصيدة، ثم يرددها وهو على مشارف الانتهاء من القصيدة بشكل مُصوَّر، إذ أنه ردّدها أكثر من مرة، وكان في كل ترديدة، يرافقه صوت (صول) لآلات الكمان ، حتى لكأنه يشير إليك بسبابته ذات اليمين وذات اليسار، في إشارة موحية منه بالنفي، كما يفعل الواحد منا إذا أراد نفي أيِّ أمر كان، بعد أنْ فرش ومهّد بآلته الموسيقية (العود) تقسيماً اذ سيبقى السولو الخالد في مقدمة قصيدة «لا وعينيك» شاهداً على جدارة هذا العازف الكبير الذي منح هذه الآلة تقنيات جديدة كان لها في هذه القصيدة سحراً شرقياً باهراً، يأخذ بتلابيب العقل والأذن والعين إلى حدّ الجنون، خصوصاً عندما يلتحم صوت أوتارالعود مع الإيقاع وآلتي القانون والكونترباص تحديداً عندما يترنم بالبيت الذي يقول فيه على لسان الشاعر وخيالي الذي سما بك يوماً.. يا له اليوم من خيال كسيح... لنستمع ونستمتع بهذه الاغنية التحفة