تحلّ يوم الاثنين المقبل.. 14 يوليو 2014.. الذّكرى السّبعون لرحيل توأم روح "الفريد".. شقيقته الأميرة السّاحرة أسمهان.. ولدى رحيلها الفاجع.. رثاها الكثير من الشّعراء.. رثاها أحمَد رامي.. وممّا قال: يا ضَياعَ الْمُنى عَلى أَسْمَهان ***** ذَهَبَتْ في شَبابِها الرَّيّان أَنَّةٌ في الْفَضاءِ ضاعَ صَداها ***** كَعَبيرٍ يَشيعُ في الأكْوان ورثاها الأديب الكبير الشّاعر عليّ أحمد باكثير.. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ورثاها الشّاعر الكبير بشارة الخوري – الأخطل الصّغير.. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وحتّى لا ننسى.. واحْتفاءً بذكرى «الصّوت الملائكيّ».. إليكم اليوم «قصيدة أسمهان» للشّاعر نور الدّين جودت.. وهي من أروع ما قرأت.. - 1 - كان يا ما كان في ماضي الزّمانْ مُهرة شقراء سمراء حَرونْ رَبْعة القامة خضراء العيونْ اِسمُها بين الأسامي أسمهانْ... - 2 – ذات ليلة، من ليالي حرب تركيا الحزينة مخضتها الظّلمة الصّغرى على ظهر سفينة وسْط بحر كان في عزّ الجُنونْ فتلقّتها بأهداب الجُفونْ كلّ جنّيّاته: من (فِرْتَنى) حتّى (الرَّبابْ) وأتت (مُرجانة) كَرمى لها بأعاجيب عُجابْ واستماتت (لؤلؤة)، فارْعوى البحر.. وثابْ وتابْ بل وأدنى مَرفَأهْ إذ رأى في ذلك الخدّ علامَة هي في قاموس أهل الشّام شامة وعلى ذاك الجَبينْ بين إكليلَيْن من غارٍ ورَنْدْ كُتِبَت آياتُ رسْت ونَوى ... ومَقاماتُ صَبا... ونَجاوى نهوندْ...! - 3 - ثمّ شبّت.. فأطارت ألف آهْ من أصيل الطربِ علّت الآذانَ منها والشفاهْ رقرقاتُ العُرْبِ ونَداواتُ القَرارْ وحَلاواتُ الجَوابِ!.. - 4 - وصَحَوْنا.. فتناقلنا البِشارة: قد رُزِقنا اليومَ (ديڤا) عربِيّة! - 5 - اِسْقِني تلك الأغاني يا نَديمْ اِسْقِنيها ذَوْبَ حبٍّ وهُيامْ ومُدامٍ وغَرامْ أنا من ألحانها صُغْتُ الكَلامْ وملأتُ الكأسَ من آهاتِها حتّى الجُمامْ! اِسْقِنيها فهي من روح شقيقة حملتْ أنفاسُها للنّفس أصداءَ الحقيقة أَوَلا تسمع في ترجيع غنّات السّرورْ رنّةَ الحزن العميقة ؟ اِسْقِني تلك الأغاني.. اِسْقِنيها.. هي في أعماق أعماقي حَنينْ وأنينْ من قديم من بدايات الزّمانِ منذ سجن الروح في ماء وطينْ! - 6 - آهٍ يا (آمال) يا بِدْعَ الإلهْ يا ابنةَ الرّقّةِ والشّجْوِ وأشواقِ الحياهْ نحن لا نحيا ولكنّا نعيش كلّنا في مَحبِسَيْنِ اثنَيْن: كونٍ وجسدْ للأبدْ ما عدا المرأةَ زيدتْ آخرَيْن مُحكَمَيْن منذ عهد الأزلِ: خَلْقُها أنثى... وحُكمُ الرّجلِ...! ألِهذا كلِّه مُتِّ انْتقاماً مثلما عِشتِ انتقاماً لم تُراعي فيكِ جسمًا وعظاماً وتهاويتِ فَراشاً... مُستهاماً لم يَنلْ بالنّار من نورٍ سوى وَمْضٍ تراءى وتلاشى؟ ليته ما شاء عاشا... ثم ناما نوم حلم كنتِه فينا... تنامى عالياً ثمّ هوى في لُجَّة الماء هَوِيّاَ تاركًا في مَسمَع الدّنيا.. وفي الصّدر دَوِيّاَ.. - 7 - يا عَروسَ النّيلِ ماءُ النّيلِ في أعْيُنِنا صار ضِراماَ فبماذا نُطفِئُ الحُرقةَ في القلبِ ومَن يُحْيي الكلاماَ...؟ أيَظنّ الرّبُّ تَمّوزُ بأنّي سوف أسْلو أو أُراحْ إنْ جلا لي سرّ ذَيّاك الصّباح؟ قال لي: كنتَ وإيّاها العطاءْ... والرّجاءْ ثمّ عمّ الكونَ - كلَّ الكونِ - ليلُ الجَدبِ والحَربِ وأضّحى لا مَناصْ... فانْتُدِبْنا للخلاصْ: كنتُ لِلأرْضِ وكانت لِلسّماءْ!... - 8 - بعد سِتّينَ تَوَلَّيْنَ على قصْفِ الشّبابْ وانْكِسار النّفْسْ أتقرّى نعشَك السّاري بِلَمْسِ أتُرى ذاك الغيابْ كان أمسِ...؟ - 9 - قبل أن تُشرِقَ فينا أسمهانْ خيرُ وصفٍ لجمالِ الصّوتِ كانْ: (هو صوتٌ من ذهَبْ! ) ولَدى أن صدَحت... صاح الزّمانْ: (يا لَثاراتِ الذّهَبْ! ) غير أنّي اليومَ إذْ أهْفو إلى صافي الطّرَبْ في بلادي يَتوَلاّني الغضَبْ .. والنَصَبْ... ... ثمّ يَحْدوني التّمَنّي فأنادي (ليْت لِلبرّاقِ عيْنًا فترى): خلَتِ السّاحةُ من صوتٍ سَماويّ خُلُوَّ السّاحِ من سيفٍ يَمانيّ لم أعُدْ أسمعُ إلاّ صخَبًا فوق صخَبْ فوق جلَبْ قد تشكّت منه أوْتارُ الكمانِ واسْتغاث العودُ وانْشقّ القصَبْ وأراني... بعد أن غاب العِيار الأسمهانيّ... أتَعزّى... بالذّهَبْ! ومن أجل متعة الرّوح.. تعالوا نستمع إلى رائعة «ليت للبرّاق عيناً».. وهي للشّاعرة الجاهليّة ليلى العفيفة (توفّيت نحو عام 483 م).. أمّا الألحان فللموسيقار محمّد القصبجي.. وكانت المطربة حياة محمّد قد غنّتها عام 1936 في فيلم «ليلى بنت الصّحراء».. غير أنّه أبى إلاّ أن يعيد تقديمها عام 1938 بصوت «قيثارة السّماء» كما ينوّه بذلك د. سعد الله آغا القلعة في برنامج «أسمهان»..
عدل سابقا من قبل نعيم المامون في 23/7/2014, 14:28 عدل 2 مرات
صاحبة الجلالة
عدد المساهمات : 971 تاريخ التسجيل : 07/07/2010
موضوع: رد: «قصيدة أسمهان»! 10/7/2014, 21:58
الف شكر لحضرتك استاذى القدير استاذ نعيم المامون الفريدى المبدع شكرا على طرحكم الرائع جدا
أبو وحيد ضيف شرف
عدد المساهمات : 12345 تاريخ التسجيل : 25/12/2010
موضوع: رد: «قصيدة أسمهان»! 10/7/2014, 22:17
كل الشكر والامتنان والثناء والتقدير لك استاذنا المتميز القدير @@@ نعيم المأمون @@@ على هذه القصيدة الرائعة بهذا التصميم الرائع عن قيثارة الشرق الملائكية ((((( اسمهاااااااااان ))))) في اسبوع ذكراها العطرة السبعين وما زال شذاها ينعش الافئدة رغم مرور الزمن كما اشكرك على الأغنية الخالدة ₪₪ ليت للبراق عينا ₪₪ وعلى عطائك الكبير وتغطيتك البديعة لهذه الذكرى دمت ذخرا للموسيقار وشقيقته القيثارة رمزا للوفاء والتألق والعطاء مع وافر الود واطيب الاماني
كل الشكر والامتنان والثناء والتقدير لك استاذنا المتميز القدير @@@ نعيم المأمون @@@ على هذه القصيدة الرائعة بهذا التصميم الرائع عن قيثارة الشرق الملائكية ((((( اسمهاااااااااان ))))) في اسبوع ذكراها العطرة السبعين وما زال شذاها ينعش الافئدة رغم مرور الزمن كما اشكرك على الأغنية الخالدة ₪₪ ليت للبراق عينا ₪₪ وعلى عطائك الكبير وتغطيتك البديعة لهذه الذكرى دمت ذخرا للموسيقار وشقيقته القيثارة رمزا للوفاء والتألق والعطاء مع وافر الود واطيب الاماني
الفريديّ الأصيل المتميّز.. أخي الحبيب الأستاذ أبو وحيد حضورك الجميل ينوّر صفحتي المتواضعة.. وثناؤك العطر يزيدني إصراراً على مزيد البذل والعطاء.. فألف شكر لحضرتك على ردّك البديع.. ولا عدمت دعمك وتواصلك الرّاقي.. دمت بألف خير.. وتقبّل صادق نحبّتي وتقديري
زهرالحب أميرة المنتدى
عدد المساهمات : 4400 تاريخ التسجيل : 16/02/2012
موضوع: رد: «قصيدة أسمهان»! 21/7/2014, 13:59
الف شكر استاذنا الفاضل والمتألق نعيم المأمون على القصيدة الرائعة في هذا التصميم البديع تسلم الايادي الكريمة وشكرا على الاغنية الجميلة -ليت للبراق عينا وعلى تواصلك الجميل في احياء الذكرى ال70 لرحيل القيثارة بارك الله فيك ودمت ذخرا لمنتدانا الحبيب