فريد الأطرش نجم ساطع مازال يتلألأ في سماء الغناء العربي

عدد المساهمات : 378 تاريخ التسجيل : 18/02/2011

فريد الأطرش نجم ساطع مازال يتلألأ في سماء الغناء العربي

إعداد/ روماس عبدالقوي عبدالله

صادف يوم الأربعاء 26 ديسمبر 2007م الذكرى الثالثة والثلاثون لرحيل الموسيقار والفنان الكبير فريد الأطرش، الذي رحل عن دنيانا الخميس 26 من ديسمبر 1974م، مخلداً وراءه ثروة هائلة من الأعمال الفنية، التي لاتزال تشع في سماء الفن وعالم الغناء العربي، ورغم مرور 33 عاماً على رحيل هذا الأمير الفنان والموسيقار الفذ المرموق، هاهي ذكرى رحيله تعود علينا مجدداً في مثل هذا اليوم من كل عام، ليستعيد عملاق الموسيقى الشرقية والغناء العربي ذكراه على ألسن النقاد والفنانين الكبار والملايين من عشاق فنه ومحبيه في أقطار الوطن العربي قاطبة، ليسطع نجمه المتلألئ دوماً رغم مرور على مايزيد عن ربع قرن من الزمان على رحيل هذا الهرم الغنائي الشامخ.

لقد أثرى فريد الأطرش الموسيقى الشرقية وأضفى عليها ألواناً متعددة ذات رونق خاص، اشجى بها نفوس الملايين من عشاق فنه خلال أعوام خلت الى يومنا هذا، فلولاه ما كانت الموسيقى الشرقية تطورت وارتقت ووصلت إلى هذا المستوى الراقي، فقد تميز عن غيره من فناني عصره الذهبي في أربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي بأسلوب مغاير، حيث ادخل الجديد والحديث على الموسيقى الشرقية، لاسيما الأوبريات الغنائية الضخمة و(الدويتو) الغناء الثنائي كأول فنان في عهده، ومزج الإيقاعات الغربية مع النغمات الشرقية فكانت خير برهان جلي لهذا الموسيقار الكبير، الذي انفرد بهذا الأسلوب التحديثي على موسيقانا الشرقية، فكانت نتيجة هذا الإبداع الذي حصد به ثمرة نجاحه وعلوه وتربعه على عرش الغناء العربي بأدءه الرائع الذي ميزه عن غيره، فخطف به قلوب الملايين من جمهور الساحة الغنائية بألحانه الشجية وموسيقاه الساحرة وعذوبة صوته الهادئ الرنان، فظلت أعماله مخلدة إلى يومنا هذا.

وموسيقى فريد الأطرش يصوغها كما يصوغ الشاعر قصائده بالوحي والإلهام، فهي ليست نتيجة تعليم أو دراسة، لأنه لم يدرس الموسيقى دراسة منتظمة ، وإنما أخدها بالفطرة والسليقة والاستعداد والموهبة التي ولدت معه، فوجد نفسه منذ الصغر يغني ويعزف على آلة العود، وفي الواقع أن السينما أفسحت مجالاً لمواهب فريد من خلال أقلامه التي كانت من إنتاجه او غيرها، فكان يضع لها الموسيقى التصويرية والغنائية والراقصة، وانتقل فريد من موسيقى التخت إلى الموسيقى الحديثة حيث أدخل الهارموني على موسيقانا العربية في أغانيه مثل: (يازهرة في خيالي) و(حبيب العمر) و(لحن الخلود) و(حكاية غرامي) وغيرها من الأغاني، وهذا ما أظهر موهبة الموسيقار العبقري في تجديد الموسيقى الشرقية، وإدخالها في نمط جديد من الموسيقى الحديثة المتطورة في بادرة تعد الأولى من نوعها في زمن الفن الجميل ، وستتعجب – عزيزي القارئ – بعد ذلك وأنت أمام هذه الثروة الهائلة من الألحان الجميلة والرائعة التي وضعها فريد.. عندما تعلم أنه كان يلحن بالسماع دون أن يكتب موسيقاه التي كان يسجلها بواسطة فرقة أوركستروا ضخمة مكونة من مئة وثلاثين عازفاً بعد أن كان يغني بمصاحبة العود فقط.

ومن ذلك تلمس أن فريد يصوغ ألحانه بالفطرة والسليقة كما يسوغ الشاعر الموهوب الذي لم يتعلم الشعر في مدرسة قصائده، وقد ساعده على ذلك استعداده الشخصي وموهبته التي خلقت معه، إلى جانب عذوبة صوته الذي كان يفصل عليه ألحانه بعد أن فتح أمامه صوت أسمهان آفاقاً واسعة في التلحين جعلته بعد احتجاب هذا الصوت القوي الرنان يفصل لصوته ألحاناً ليبلغ بها عمق صوت أسمهان، وأما ما امتاز به من حرارة صوت ودفء نفس طويل، كما حاول ذلك في أغنية الختام في (لحن الخلود) وبالأخص في نهايتها بصوت أسمهان وهو يدوي بالرنين مع صوته في أوبريت الختام.

لقد نال فريد الأطرش شهرة واسعة في أقطار العالم العربي فهو يعتبر من أحب مطربي العرب، ولا تفوته فرصة دون أن يغني فيها الألحان العربية التي يخاطب بها جميع الشعوب العربية، فكانت هذه الألحان خير رسول بينه وبين جمهوره في تلك الأقطار، ولا تفوته أيضاً فرصة الغناء في المناسبات الرسمية والدينية والأعياد القومية، والغناء أمام ملوك ورؤساء وأمراء العرب، كما أنه كان يعتز كثيراً بصداقته لملوك ورؤساء وأمراء العرب.

ورغم القلب المريض الذي أخد من الموسيقار فريد الأطرش نضارة الشباب، وجعل بينه وبين جمال شكله الذي زال بحكم المرض سداً منيعاً، ولكنه لم يستطع أن ينتزع منه دماثة الأخلاق الرفيعة العالية، التي كان يتمتع بها والكرم وخفة الروح والصدق والوفاء لجميع محبيه وأصدقائه وعلاقته الكبيرة بجمهوره الكبير، الذي أحبه من القلب إعجاباً وتقديراً لفنه الذي عاش له وتفانى في ميدانه ولم يلتفت إلى سواه، رغم كل المغربات التي تقدمت له وصادفته طوال حياته، لقد عاش فريد الأطرش لفنه ولم يحسب حساباً لغير الفن.

ويتدخل القدر بتاريخ 26 من كانون الأول (ديسمبر)1974م ليحطم قلوب المحبين وينتزع من دنيا العرب فناناً عبقرياً موهوباً عاش ومات له، فبكت الملايين وحملته على الراحات إلى البقعة التي اختارها من ارض الكنانة، حيث ترقد شقيقته خالدة الصوت (أسمهان) مودعة إياه الوداع الأخير مخلداً اسمه وفنه مدى الحياة.. صارخة من الأعماق، في رحاب الخلد يافريد.. ياحبيب العمر.. ياحبيب الملايين.

الأخت الفاضلة الأستاذة
**** بنت الأصول ****
اقدم لك تحياتي الأخوية
مع الشكر الجزيل والامتنان
والثناء والتقدير
على هذا المقال الأكثر من رائع
عن ملك النغم الشرقي الموسيقار الخالد
******* فريد الأطرش *******
الذي اعده الأستاذ
روماس عبد القوي عبدالله
والذي تضمن الحقائق والتحليل المهني المنصف
ونأمل منك الحضور المميز الدائم
كما تعودنا سابقا
وننتظر المزيد من مشاركاتك البديعة
وسلمت الايادي

المقال رائع جدا ومنصف للموسيقار وكاتبه انسان فاهم وواعى له كل الشكر
شكرا اختى بنت الاصول وبانتظار جديدك

عدد المساهمات : 378 تاريخ التسجيل : 18/02/2011

شرفت بحضرتك استاذى ابو وحيد وشرفت بردكم العظيم
شكرا جزيلا لحضرتك

عدد المساهمات : 378 تاريخ التسجيل : 18/02/2011

اخى الكريم حبيب العمر شكرا على ردكم الجميل اخى الكريم

في رحاب الخلد يافريد
ياحبيب العمر ياحبيب الملايين
مقال رائع جدا عن موسيقارنا
الخالد فريد الأطرش
وكاتبه إنسان منصف وصاحب
ضمير حي وقد أحسن في
تعداده لمناقب الفريد وأعماله
مشكورة جهودك الطيبة أختي
الفاضلة والفريدية المبدعة
الأستاذة بنت الأصول
بانتظار إبداعاتك القادمة ياغالية
وتقبلي أحلى تحياتي وأطيب أمنياتي

عدد المساهمات : 378 تاريخ التسجيل : 18/02/2011

نورت اخى الكريم استاذ ابو امجد
شكرا لحضرتك

عدد المساهمات : 378 تاريخ التسجيل : 18/02/2011

نورت اخى الكريم استاذ ابو امجد
شكرا لحضرتك

شكرا اختى بنت الاصول على المقال

عدد المساهمات : 378 تاريخ التسجيل : 18/02/2011

نورتى اختى بسمه امل
شكرا على ردك الجميل

و فعلا كان نجم الموسيقار الكبير ساطعا و سيبقى كذلك دائما و ابدا.
ألف شكر لك أختي الكريمة بنت الأصول على الموضوع الجميل و تقبلي تحياتي الخالصة

» فريد حد ث مهم في تاريخ الغناء العربي
» فريد الأطرش رائد السكويبتون في العالم العربي
» فريد الأطرش أمير الغناء
» فريد الأطرش واحد من عمالقة الغناء
» فريد الأطرش ابن الأمراء الذى احترف الغناء