أسمهان
أسمهان .. أسطورة .. وستظل أسطورة .. صوتها .. وحياتها .. وكل ما يُقال حولها .. ويكفينا أنّها شقيقة ملك العود .. والنغم .. والطرب.. وقد قمت بزيارة لفؤاد الأطرش .. رحمه الله .. في أوائل التسعينات .. ودخلت شقة فريد عقب رحيله عن الدنيا بحوالي خمسة عشر عاما أو أكثر.. وكم كنت أحلم بدخولها إبان حياته وأنا شاب في السابعة أو الثامنة عشر من عمري ! وحاولت بالفعل .. وفشلت للأسف، لكن الخادمة أعطتني رقم تليفونه السري مكافأة لي علي محاولتي. كان الرقم : 802825 ، وطبعا تحدثت معه رحمه الله أكثر من مرة في أكثر من مناسبة. المهم أني حين دخلت شقته لزيارة فؤاد، فتح فؤاد بنفسه لي ولأخي المرحوم معاذ الذي سبق له في ذلك الوقت أن كان مدرسا خصوصيا للغة الإنجليزية لنجله الصغير فيصل الأطرش، وكان معاذ يحب فريد بجنون .. وبدرجة لم أرها علي مخلوق آخر غيره .. المهم عندما فتح فؤاد باب شقة فريد الذي علي يمين السلم في عمارته المطلة علي النيل في الجيزة، كانت صورة أسمهان الكبيرة للغاية المُلونة هي أول شيء تقع عين الداخل للشقة عليه من ذلك الباب ، إذ أنها كان لها بابا آخر يسار السلم مباشرة، ذلك الذي أعطتني منه الخادمة الرقم السري لتليفون فريد قبل ذلك بأكثر من ثلاثين عاما. أما الشقة ذاتها فهي نفس الشقة التي ظهرت في كثير من أفلام فريد .. منها " مليش غيرك" و " شاطئ الحب " التي شدا فيها برائعته الخالدة " يا قلبي كفاية دق " ، والحقيقة أنّ كل ما شدا به فريد كان روائع خالدة .. لأنه كان فنا أصيلا فريدا يستحيل أن يتكرر. أما الشقة ذاتها فكانت أطلالا.. بعد أن رحل عنها فارسها .. طبعا تأملت كل متر فيها .. النافورة الساحرة .. أصبحت بلا نقطة ماء .. ووضع فيها فؤاد بعض الصور لفريد .. وأفلامه .. وفوقها كانت هناك صورة في حجم شاشة تليفزيون 14 بوصة أو أقل قليلا لفريد وأسمهان وبينهما الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول مُعلقة علي الحائط . والعجيب أنني لم أسأل فؤاد عن مناسبة التقائهما بهذا الرئيس الفرنسي الأسطورة هو الآخر .. كانت الصورة إذا تجمع ثلاثة أساطير بالفعل دفعة واحدة.
تلك كانت خواطري عند قراءة المقال عن ساحرة الصوت الذهبي .. فقيدة الفن العربي الأصيل .. شقيقة عبقري الصوت والنغم .. حبيب العرب أجمعين .. حبيبنا فريد الأطرش.
-------------------------