أسمهان عجيبة القرن العشرين ما وراء الزرقة.. خلود أسمهانيكتبت جريده الرياض :-
أحمد الواصل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تتوالى المقالات السنوية عن أسمهان في الصحف العربية من بعد أن تم نشر أكثر من سيرة تدعي أنها سيرتها الشخصية بداية من فوميل لبيب ومحمد التابعي وصولاً إلى سعيد الجزائري الذي بنى كتابه على إرث (مخلوط) من كتابات لبيب والتابعي مضافاً إليها مقالات إلياس سحاب حتى كتاب آخرين كان بعضهم يركز على تصعيد جانب فضائحي أو مركزتها فيه سواء في خانة مخابراتية أو بورنوغرافية. وفي مقال جميل في وجدانيته اطلعت عليه مؤخراً عبر موقع: السويداء نت، كتب محمود مسعود من الولايات المتحدة الأمريكية مقالة: ما وراء الصوت والصورة، طارحاً ما وراء المطربة والسياسية وكل الصور الدنيوية الملصقة بها، فهو يحلل صورة رآها فيقول: "صورتها تعطي انطباعاً بأنها شخصية عالمية تضارع جمالاً ونبلاً شخصيات أشهر نساء الدنيا على مر التاريخ. والذي يتأمل في تقاطيع وجهها ونظرتها الساهمة البعيدة يبصر أطيافاً متلاحقة ويقرأ معاني كثيرة وكبيرة".
ويرى منطلقاً من مفاهيم روحانية بما يخص علوم الروح وعلاقتها بالعوالم الأخرى بأنها: "أتت من شاطئ أثيري بعيد وظلت دائمة الشوق والتحنان إلى موطنها الأصلي، وقد سدت ذلك الشوق العارم بتلك الأغاني الشجية النابعة من روح لم تتأقلم كلياً مع هذا المستوى الأرضي". ويدلل على ذلك مسألة النخبوية في أعمالها ما بين بعد تجريبي على مستوى الصوت والتعبير في أغنيات: الجنينة وتغريد البلابل، وعلى مستوى الغناء الدرامي جماعياً في مغناة: انتصار الشباب أو ليالي الأنس في فينا، وعلى مستوى فردي: أيها النائم وليت للبراق وأنا اللي أستاهل، وكذلك البعد المفارق فيما غنته من أعمال تتصل بتقاليد الغناء العربي المتقن والرصين إلا أنه اتخذ الطابع الأسمهاني في ارتقائه وعظمته: هل تيم البان، وأسقنيها، وكذلك ما له صلة بمستوى التفاعل مع الآخر بالانفتاح عبر طرق ومناخات إيقاعية راقصة كالتانغو: امتى ح تعرف والرومبا: يا حبيبي تعال.
وربما عانق تلك تجربة العناء الروحي عندها قصيدة كتبها فيها الشاعر أحمد فتحي: حديث عينين (يا لعينيك ويالي!)، فهو رأى في تلك العينين الفيروزيتين حالة دفعت (تسابيح خياله) في ذكريات الليالي، ورأى في صورتها الأمل الحزين برغم جمال الوجه، وحالة الفتور من اللوعة والألم، والحيرة في سؤال الوجود الصامت، وشقاء الروح ما بين صراع الهادئ وعتاب المدل: "عَبَرَاتُ الأمَلِ المَسحُور في دُنيَا الجَمَالِ.. وفُتُورٌ مِن ضَنا اللَّوعَةِ وَالسُّقم ** بَدَا لي، يَا لَعَينيكِ وَيَا لِي مِن تَسَابيحِ خَيَالي، وَ ذُهُولُ الشَّاعِرِ الهَاربِ مِن حُلمِ وِصَالِ، وسُؤالٌ يَعبُرُ الأفقَ إلَى رَدِّ السُّؤَالِ، يَا لَعَينيكِ وَيَا لِي مِن تَسَابيحِ خَيَالي، وَشَقَاءُ الرُّوحِ يَسمُو نحوَهَا طَيفُ مَلالِ، يَا لَعَينيكِ وَ يا لِي مِن تَسَابيحِ خَيَالي، وَ حَديثٌ طَالَ في صُحبَةِ أيَّامٍ طِوَالِ، وَ صِرَاع في هُدُوءٍ..وَ عِتَابٌ في دَلالِ، وعَذَابٌ كَعَذَابي.. يَا لَعَينيكِ وَيَالي.. مِن تَسَابيحِ خَيَالي".
وفي تكرار: يا لعينيك ويالي، ذلك النداء المشوب بالحسرة والتعب لهو يلخص كما في اللحن حال موكب شرفي يمضي ولا يعود إلى طريق مجهولة شارد فيما يذكر في لحظات أن الغناء سلوة الغريب في وحشته كما كانت أسمهان تعلو فوق شعر فتحي ولحن السنباطي. وفي حوار أجراه المخرج محمد سويِّد مع إحدى سيدات الزمن المعاصر لأسمهان، وهي ممثلة سينمائية كبيرة خانها الزمن نفسه، قالت عن أسمهان:"الأميرة بنت الأمراء ماتت مظلومة. لم تحلم بأكثر من مكان صغير في جنة الطيور وما جاءها من الناس إلا الغدر وتلويث سمعتها بشائعات الهتك والخيانة والعمل لحساب الاستخبارات البريطانية" (جريدة النهار، 17شباط2002).
لم تكن أسمهان فيما غنت حيادية إلا قليلاً إلا لضرورات تقنية ولم تكن تفتعل شعورها وعاطفتها فهي المرأة المتحرقة شوقاً (رجعت لك يا حبيبي) والمتجاوزة لأحزانها (نويت أداري آلامي) والموجوعة بهوانها من الفراق (فرَّق ما بينا ليه الزمان؟) والمألومة بخسارتها (أنا اللي أستاهل) وذات الكبرياء الكبير عندما غنت الأسرة العلوية (موكب العز) وذات العاطفة الروحانية (عليك صلاة الله وسلامه). وما نذكره من قول تلك السينمائية المجهولة: "أسمهان مشكلتها أن أحاسيسها سبقت فنها ولم تعش وهم الحب خارج أغانيها. تركت وهم الحب للشعراء وكتاب الأغاني. أحبت كثيراً ما العيب؟". وربما نغني مع ما قدمه أخوها فريد الأطرش، وهو لسان حال كثيرين، من مغناة: تقليد الفنانين (ح أغني يا دنيا)، من فيلمه بلبل أفندي - 1948الذي وضع فيه تصنيفه لفناني عصره العظام: محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وأسمهان من خلال المقطع الأخير من المغناة دامجاً صوت أسمهان من تسجيل أغنية لها: "للخُلءدِ حَ انشِد بصُوت أسءمَهَان، وأعيد لِلَّيَالِي ابتِسَام الزَّمَان، وأشاركهَا في آهَاتهَا، وأسأَلها في جَنِّتها، (فرَّق ما بينا ليه الزمان؟.. دا العمرِ كُلُّه بَعدَك هَوَان)".
ولعله لم يفوّت الفرصة ليوجه رسائل مضمرة لينال وينتقد كلاً من أم كلثوم بأخذه مقطعاً من أغنية محمد القصبجي: إنت فاكراني وإلا نسياني؟ ربما ليعاتبها أو يهاجمها لسوء تصرفها مع محمد القصبجي بسبب أسمهان، ومحمد عبد الوهاب بأخذه مقطعاً من الأغنية التي سبق أن غنتها معه في فيلم: يوم سعيد، وهي أغنية: محلاها عيشة الفلاح، وربما فيها إشارة إلى الخلاف بين محمود بيرم التونسي شاعر الأغنية وعبد الوهاب وفيها إدانة للأخير لكونه أبدل تسجيل أسمهان بتسجيله. وربما كان عالم الخلد يؤكده صاحب المقالة الذي قال عنها: "أسمهان أتت من عالم روحي يزخر بالانطباعات الرقيقة وبدائع الفن السامي، ولا بد أنها كانت على دراية بذلك المنشأ العريق، وقد تركت لنا برهاناً صوتياً قاطعاً بأنها كانت نفحة من نفحات الأنس ونسمة من نسمات الفردوس تماوجت لفترة قصيرة بين ظهرانينا ثم عادت من حيث أتت، فبقينا نحنُّ إليها ونتوجد عليها، ولعل شخصية وصوتاً بهذا الغنى والتنوع قد لا يظهرا ثانية على هذا المسرح الأرضي على المدى القريب وربما البعيد، لكن صوتها سيتردد للأبد في مسمع الدهور".
كورنولوجيا أسمهان
1912- 25- نوفمبر ولادة على البحر ما بين إزمير من الشواطئ التركية نحو الشواطئ اللبنانية،والدتها عالية حسين المنذر( 1895- 1967)و الوالد:فهد الأطرش( 1875- 1944).
1918هزيمة الدولة العثمانية. عمل والدها رئيساً لمحكمة الاستئناف في السويدا ثم في درعا، انتخب مندوب العشيرة الدرزية لسلطات الاحتلال الفرنسي.
1921الانتقال إلى بيروت - حي السراسقة - قصر الشيشاني مع عائلته: عالية والأبناء: فؤاد ( 1911- 1996)، فريد ( 1906- 1974) وآمال (أسمهان)، تعيين والدها معتمداً كمندوب العشيرة الدرزية لدى الفرنسيين.
1922ثورة جبل العرب ضد الفرنسيين بقيادة سلطان باشا الأطرش (شقيق والدها وعمها) اشتراك والدها في قتال الفرنسيين. هروب العائلة إلى دمشق.
1923سفر الوالدة والأبناء من بيروت إلى حيفا فالإسكندرية دخول القاهرة بإذن سعد باشا زغلول.
1924دخولها مدرسة الراهبات - شبرا.
1926دخولها مدرسة القديس يوسف - العباسية، تعلم أصول موسيقية: العزف على البيانو، قراءة النوتة والتدريب الصوتي Vocaliz،على يد مدام جيلان رطل (لبنانية متمصِّرة). غناء أغنيات أجنبية مترجمة.
1929اكتشف محمد القصبجي صوتها تغني: ليالي وآهات، فأحضر محمود صبح ( 1798- 1941) ليَسمَعها فغنت: "سكت والدمع تكلِّم" (أحمد رامي - م.القصبجي، غنتها أم كلثوم - 1928). تلقَّت دروساً من: داوود حسني ( 1871- 1937) (تعليمها عزف العود)، زكريا أحمد( 1896- 1961) (أصول الإلقاء الغنائي)، م.القصبجي (سِكَك المقامات والتنقل فيما بينها)، فريد غصن ( 1912- 1985) (الثقافة الموسيقية: محفوظات التراث).
1930أطلق عليها داوود حسني اسمها الفني: أسمهان، نسبة إلى لون عينيها الفيروزي (زرقة خضراء) من الكلمة الفارسية: أسمنجوني، تعييناً لوقت صلاة الفجر (شحاريت) حيث تعني كلمة: أسمان(سماء) وكلمة: كوني (كون) أي: لون السماء كما استخدمها الحاخام سعديا الفيومي فيما خلقت خرافة بأنها تسمت على من حسني على مطربة فارسية من أصبهان جميلة الوجه وحسنة الصوت ماتت باكراً. وفيه تسجيل أول أسطوانة لشركة كولومبيا: 1- أين الليالي اللواتي سبَّبَت سَقَمي؟. (إسماعيل باشا صبري - محمد القصبجي). 2- كنت الأماني، في يوم ما أشوفك، كلمة يا نور العيون، اسمع البلبل* (يوسف بدروس - محمد القصبجي). 3- يا نار فؤادي (يوسف بدروس - فريد غُصن). كانت للمطربة لور دكاش ( 1917- 2005). 4- عاهدني يا قلبي(؟ - زكريَّا أحمد).
1931الغناء في صالة منصور.تعرُّف محمَّد التابعي عليها.
1932عرض عليها الغناءُ في دار الأوبرا.
1933زواجها من الأمير حسن الأطرش - ابن عمها - . محاولة انتحار أولى.
1936تسجيل أغنية: "يا حبيبي تعالَ الحَقني" (أحمد جلال - مدحت عاصم) لصالح فيلم: "زوجة بالنيابة" من تأليف وإخراج: أحمد جلال، تمثيل: ماري كُويني التي رُكِّب صوت أسمهان لصورتها، إنتاج: لوتس فيلم، 25أبريل: "تانغو آلام الطير" (أحمد العقاد - محمد عبد الكريم)، فرَّق ما بينَّا ليه الزمان؟ (يوسف بدروس - علي شكري - محمد القصبجي). 1937ولادة كاميليا (ابنة أسمهان) من حسن الأطرش. عودة إلى القاهرة.
1938إعادة تسجيل: "ليت للبرَّاق عيناً" (ليلى بنت لكيز العفيفة - محمد القصبجي - بهيجة حافظ) ومنعت الأسطوانة من تسويقها في مصر بموجب عدم الفصل في قضية حقوق لحنها، ثم في نوفمبر: "يا طيور (يوسف بدروس - القصبجي)"، وإعادة تسجيل أغنية:"المِحمَل - عليك صلاة الله وسلامه " (بديع خيري - فريد الأطرش) كل الأغنيات صدَرنَ عن شركة: بيضا فون 1939طلاقها من زوجها حسن الأطرش. فيلم: "يوم سعيد": 1- مغناة: مجنون ليلى (أحمد شوقي - محمد عبد الوهَّاب) غناء مشترك مع م.عبد الوهَّاب. 2- محلاها عيشة الفلاح (بيرم التونسي - م.عبد الوهاب). أما في ديسمبر: نويت أداري آلامي (يوسف بدروس - فريد الأطرش)، الجنينة (عبد العزيز سلام - مدحت عاصم) الأخيرتان صدرتا عن شركة: بيضافون.
1940كفاية أشوفك نوفمبر، كان في حبك أمل* في ديسمبر لفريد الأطرش كذلك: أعمل إيه؟ (يوسف بدروس - ف.الأطرش). إذاعة: القاهرة، أسقِنيهَا (الأخطل الصغير - محمد القصبجي) شركة: بيضا فون، هل تيَّمَ البانُ فؤادَ الحمام؟ (أحمد شوقي - م.القصبجي) إذاعة: B.B.C، حديث عينين (أحمد فتحي - رياض السنباطي) إذاعة: B.B.C، الكاس في إيدي (سعيد عبده - السنباطي)، قرطبة (ابن زيدون - السنباطي)، هديتك قلبي (أحمد رامي - زكريا أحمد)، عذابي في هواك أرضاه (يوسف بدروس - أحمد).
1941يناير فيلم: "انتصار الشباب" قصة: عمر جميعي، حوار: وديع خيري، إخراج: أحمد بدرخان، إنتاج: شركة أفلام النيل - تلحمي إخوان، الأغنيات: 1- حوارية الغروب والشروق/الشمس غابت أنوارها (أحمد رامي - فريد الأطرش) غناء مشترك مع ف.الأطرش. 2- يا ليالي البشر(يوسف بدروس - فريد الأطرش).
3- ايدي ف إيدك (بيرم التونسي - فريد الأطرش) غناء مشترك مع ف.الأطرش. 4- يا بدع الورد (محمد حلمي الحكيم - فريد الأطرش). 5- كان لي أمل (أحمد رامي - فريد الأطرش). 6- الليل (أحمد رامي - فريد الأطرش) غناء مشترك: ف.الأطرش. 7- يلِّي هواك (أحمد رامي - فريد الأطرش). 8- مغناة انتصار الشباب (أحمد رامي - فريد الأطرش) غناء مشترك مع ف.الأطرش (دور:ناصر)، أسمهان (دور:عفاف)، فؤاد شفيق (دور:حنظل) حسن فايق (دور:قرنفل). /أغنيات فريد الأطرش المنفردة من ألحانه كذلك:
1- صوني الخدود (بيرم التونسي). 2- صدُّوك عني العدا (بيرم التونسي). 3- وحياتك (يوسف بدروس).
4- الحب عز وهنا (محمد حلمي الحكيم). أغنيتا الثلاثي: فؤاد شفيق (شرفنطح)، حسن كامل حسن فايق، كلمات ب.التونسي وألحان:ف.الأطرش: 1- جلا..جلا. 2- احنا ثلاثة. أما أعمالها في ذات العام: رجعت لك يا حبيبي (يوسف بدروس - فريد الأطرش)، غير مجدٍ في مِلَّتي واعتقادي (أبو العلاء المعري - زكريا أحمد). زواجها من أحمد بدر خان العاشر من مارس - آذار ثم طلاقها: 30أبريل - نيسان. مهمة أولى مع المخابرات البريطانية لإقناع العشيرة الدرزية بمناصرة الحلفاء ضد الألمان. يوليو عودة إلى زوجها حسن الأطرش.
1942في القدس، التعرف على أحمد سالم ثم الزواج منه.
1944تصوير فيلم: "غرام وانتقام" تأليف، تمثيل وإخراج: يوسف وهبي، إنتاج: استوديو مصر، الأغنيات:
1- مغناة: ليالي الأنس (أحمد رامي - فريد الأطرش). 2- وداع الحبيب/أيها النائم (أحمد رامي - رياض السنباطي). 3- أهوى (بيرم التونسي - فريد الأطرش). 4- امتى ح تعرف؟ (أحمد رامي - محمد القصبجي).
5- نشيد: موكب العز (أحمد رامي - رياض السنباطي). 6- موَّال: يا ديرتي (علي الخيَّاط - فريد الأطرش).
7- أنا اللي أستاهل (بيرم التونسي - محمد القصبجي). حادث اصطدام السيارة في حفرة عملت في عرض الطريق لإمرار ماسورة تحمل مياهاً من الترعة التي غرقت فيها على شارع لقرية سرنقاش من أعمال مركز طلخا (محافظة الغربية). كان يقود السيارة: فضل الله محمد نصر (سائق في استوديو كذلك لأحمد سالم). 15يوليو دفنت في مقابر الإمام الشافعي