من الذي لا ينام هنا!؟
لا خلاف بين الناس على ان فريد الأطرش موسيقار وانه اعظم عازف عود في التاريخ
بعد رياض السنباطي، وانه انسان طيب جدا، وانه لا يفكر وانما يندفع، وانه سريع
الغضب، وانه لا يتوقع الاساءة من أحد، لانه لا يسيء الى أحد.. وكل هذا صحيح..
ومن عيوب او من مزايا فريد الاطرش ان طعام الغداء او العشاء يجيء عادة بعد او
قبل اي حفلة غنائية.. فهو يأكل السندويتش والفرقة كلها قبل البروفات.. أكل خفيف..
وبعد أن يفرغ من البروفات يجيء أكل ثقيل. وينصرف العازفون على أمل لقاء سندويتش في
اليوم التالي.. وكان الاتفاق بينى وبين فريد الاطرش ان نلتقى على حوار بيننا أنشره
في مجلة «الجيل»، التي كنت أرأس تحريرها. وفجأة اختفى فريد الاطرش. وسألت: أين؟
قالوا: لا نعرف. سألت: هل خرج؟ هل دخل الى غرفة النوم.. لا أحد يعرف. ففي بيت فريد
الاطرش غرف كثيرة للنوم ولا يجرؤ أحد على أن يدق أي باب ليسأل إن كان الاستاذ في
الداخل.. خصوصا ان ضيوفا كثيرين من سوريا ولبنان احتلوا هذه الغرف..
وقررت ان اعود الى مكتبي وعندما ظهر فريد الاطرش قال لي: كنت باتخانق مع سامية
جمال.. يا أخي الستات دول.. ما انت عارف.. ربنا ياخذهم ويريحنا منهم؟ تعال! أنا
عاوزك تسمع المقدمة الموسيقية.. تسمعني كويس.. وتقول رأيك..
وتغيرت ملامح فريد الاطرش وامتدت يده الى العود.. الله يا فريد.. الله.. وسألني:
اعجبك اللحن؟ قلت: جدا!
فقال: مكافأة لك على ذلك تسهر الليلة عندها.. وذكر اسما لا اعرفه. ولكن الاسماء
لا تهم انها واحدة عندها طرب ورقص وفرفشة وضحك حتى الصباح..
وكان بيتها في الزمالك، في الطابق العلوي.. أما الحفاوة بفريد الاطرش فلا حدود
لها.. وكان ما كان مما لست اذكره ـ كما يقول الشاعر القديم.. وطلعت الشمس وليتها ما
طلعت. وسألني: تعود الى البيت قلت:.. أنام هنا!
رابط الموضوع :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]