قصّة "الفريد" مع رائعة "عدت يا يوم مولدي" بقلم المهندس محمود الأحمديه

قصّة "الفريد" مع رائعة "عدت يا يوم مولدي" بقلم المهندس محمود الأحمديه
قرأت منذ لحظات - على الفايسبوك - هذه المقالة الجميلة للفريديّ الأصيل المهندس محمود الأحمديه..
ورغم أنّ قصّة "الفريد" هنا مع رائعة "عدت يا يوم مولدي" مختلفة بعض الشّيء عن القصّة المعروفة والمألوفة لدينا، فهي تؤكّد على عبقريّته.. وعلى أنّه كان في ألحانه "يغرف من بحر".. في حين كان غيره " ينحتون من صخر".. ولذا أحببت أن أنقلها لعشّاق "الفريد" أعضاء منتداه الرّائع..
مع مودّتي وتقديري: أخوكم نعيم المامون

كتب المهندس محمود الأحمديه..
هدية متواضعة عن قصة فنية رائعة أبطالها الموسيقار فريد الأطرش والموسيقار محمد عبد الوهاب والفنانة نجاة الصغيرة والشاعر كامل الشناوي... موضوعها قصيدة " عدت يا يوم مولدي".

فريد الأطرش ، عبد الوهاب ، كامل الشناوي والزمن الجميل

كانت كلّ شيء في هذه الدنيا بالنسبة إليه ، أحبها بجنون وتخيل شلال الكرز ينهمر من شفاهها حسب وصفه ، وعبير العنبر وكل المتبّلات الحارّة في الشرق تشرق من جبينها ، وسحر الليل في عيونها ، والدلال المغناج في شعرها المتهدّل على كتفيها ... هي " نجاة الصغيرة " المطربة الرائعة ... هو كامل الشناوي أمير شعراء الحبّ ... الحامل قلبه يتحسّس به خطاه في الدنيا ... فيتجسّد حبرا"سرمديّا"عبر كلمات وأغنيات عاشت واستقرّت في خيالنا وفي ضمير أجيال وأجيال ... وستبقى ما دام هناك قلوب تخفق وعيون تتلاقى ودموع تنهمر ... كان يعلم بأن نجاة لا تبادل حبّه وكان لا يتجاهل ذلك... ومشهور عنه كلامه لنجاة أشبه بالبوح وبالشكوى وبالأسى : " أفهميني على حقيقتي ... أنّني لا أجري وراءك بل أجري وراء دموعي " لأن العاشق يهوى عذابه لأن في عذابه لذة ...
وبدأت قصّة مقالتنا عندما دعته نجاة في الخمسينات إلى حفل عيد ميلادها قبل يومين من تلك الليلة التي حفرت أخاديدا" في عذاباته ... واحتار شاعرنا الرائع كيف سيختار الهديّة للحبيبة التي عبدها ... وسار هائما" في شوارع القاهرة و " الفاترينات " وكان له ما أراد عطر باريسي قالوا له أنه يشتعل في يد حبيبته وينقل سحر الدنيا إلى عينيها ويشكل سلكا" كهربائيا"... فينتقل العصفور إلى القفص بملىء إرادته ... كان يحلم قبل وصولها إلى منزلها ودقّ الباب ففتح أحدهم وجال بنظره كلّ المكان الذي يعشقه ، وكان الشعور الصاعقة ، يد أحدهم في يدي نجاة تحتضنها بحنان وبرفق وبسرعة البرق ترك الهديّة على الطاولة وانسحب بهدوء وبسكون ولم يشعر به أحد... وأسرع عائدا" إلى منزله وفورا" توجّه إلى المرآة: شعر ملأه البياض، أخاديد ارتسمت على الوجه والجبهة هي حفر السنين ، وجسم ضخم يزن خمس أضعاف جسم نجاة ، وتحجّرت الدموع في عينيه وكتب بمداد القلب :
عدت يا يوم مولدي عدت يا أيها الشقي
الصبا ضاع من يدي وغزا الشيب مفرقي
ليت يا يوم مولدي كنت يوم بلا غد
ليت أني كنت من الأزل لم أعش هذه الحياة
عشت فيها ولم أزل جاهلا" أنها حياة
أنا عمر بلا شباب وحياة بلا ربيع
أشتري الحب بالعذاب!! أشتري فمن يبيع ؟!
وبعد تلك الليلة الليلاء بأسبوع ، التقى شاعرنا الكبير بالموسيقار ( الملك ) كما كان يطلق عليه هذا اللقب وهو ليس بكبير عليه ، محمد عبد الوهاب وسأله موسيقار الأجيال هل من جديد يا كامل ؟! وفورا" سحب القصيدة وقرأها لعبد الوهاب ... وكانت ردة الفعل أندهاش كامل بالإبداع وبالنبض والصدق الذي ينعر من حروفها ... قصيدة حبرها مداد القلب والروح والخاطر ... وفورا" قال له عبد الوهاب ... " حا لحنها " بالمصري العامي ... كامل الشناوي قارب سروره الجنّة وأجاب حسب الرّاوي ( الموسيقار سيد مكاوي ) " حتبقى أجمل لحظة في عمري لما حاسمعها ملحّنة على ايدي الملك !" وراحت الأيام وركضت الشهور والسنين، وقارب الدهر سنتين وستة شهور ولم يظهر اللحن وكان الشاعر يتألّم وكبرياؤه منعه من الاتصال بالموسيقار الكبير ... حتى التقى بالموسيقار فريد الأطرش في إحدى المقاهي المشهوره في شارع 26 يوليو في القاهرة ، فبادره فريد بالقول : في حاجة جديدة أستاذ كامل ؟؟ تردّد شاعرنا و سحب القصيدة من جيبه وسلّمها لفريد الذي قرأها وهو مندهش أشد الأندهاش ! وأخبره الشاعركامل الشناوي عن قصة هذه القصيدة مع الموسيقار عبد الوهاب !! ...
وكانت المفاجأة الصاعقة عندما وبعد عشرون يوما" التقى في نفس ذلك المقهى الكبير المعروف والذي يؤمّه الفنانون الكبار: الموسيقار عبد الوهاب ، المطرب عبد الحليم ، الشاعر كامل الشناوي ، الملحن والفنان الكبير " سيد مكاوي " والموسيقار فريد الأطرش ! وكان سؤال الجميع لفريد هل عناك من جديد ؟؟ وكأنّها لحظات سحرية تاريخية ، امسك فريد بالعود وعزف قرابة الخمس دقائق عزفا" منفردا" ، وانهمر اللحن الخالد يستقرىء الأيام والسنين ويسبق عصره بنصف قرن بلحن عجائبي للقصيدة القنبلة نفسها : عدت يا يوم مولدي ... عدت يا أيها الشقي ... وكانت العيون شاخصة والآذان صاغية والأهداب مسحورة ، كلهم فنانون كبار ، فما كان من موسيقار الأجيال وعند انتهاء فريد من غناء القصيدة الا أن قال له بنفسية العبقري الفذ الذي يعترف بالآخر : الله الله الله يافريد ... دي القصيدة في جيبي من سنتين ونص ... ولم أستطع أن أجد اللحن المناسب لمطلع هذه القصيدة ، الله يخرب زوقك ازاي لحّنتها ... دا عظيم ... فرد فريد بلهجة الفنان الواثق وبتواضع الكبار وأمام كامل الشناوي : أخذتها من كامل من عشرين يوم وأخذت معي خمسة عشر يوما" واكتمل لحنها ... كانت لحظات تاريخية خالده ... أيام العز والفن الجميل حيث الكبير يحترم الكبير وحيث الفن يرتقي ويعلو ويسمو بالدنيا وبالعالم وبالناس ...
قصة أحببت أن أوثقها للتاريخ وجاءت على لسان الموسيقار سيد مكاوي في أحد مجالس آل الأطرش الكرام في السويداء وكانت مناسبة الذكرى السابعة لوفاة الموسيقار الكبير فريد الأطرش عبد الوهاب ، فريد ، كامل الشناوي ، سيد مكاوي ، نجاة ، عصارة عصر موسيقي خالد ، ورسالة تتوجّه إلى كلّ الذين يؤرخوا ذلك العصر الجميل ويراعون ضميرهم عندما يتطرقون الى الموسيقار فريد الأطرش بالذات يحاولون المستحيل التعتيم عليه ! فبتكريمه تكريم واحترام لكلّ عمالقة ذلك الزمان الجميل .
المهندس محمود الاحمديه

شكرا لك استاذ نعيم وانت تختار لنا المواضيع المهمة ..
وكما ذكرت القصة بعيدة عن الواقع تماما وهو هنا خلط عدة احداث في حدث واحد وفي رايي انه اساء دون ان يشعر لحقيقة القصة وكيف تحصل الموسيقار علي القصيدة , اما قصة حب كامل لنجاة فهي حقيقية ولكنه رآها مع احدهم وهي ترقص معه وعيناها في عينيه وكفاها في كفيه فكتب (لاتكذبي) ولم يكتب عدت يايوم مولدي . وكان قد اعطي قصيدة عدت يايوم مولدي لعبد الوهاب وبقيت لديه اكثر من سنتين ولكنه نشرها في الاهرام او الاخبار وقرأها فريد فابدي له اعجابا بها وتمني ان يلحنها لأنها كما يقول تحاوبت مع احاسيسه وصمت كامل الشناوي وفي نفسه ان يسحبها من عبدالوهاب ويعطيها للفريد , عند عيد ميلاد كامل اتصل به فريد وابلغه انه سيحتفل بعيد ميلاده عنده في البيت وانه اعد كل شئ لهذه الحفلة , فخطر في بال كامل ان يرد له الجميل بان يهديه القصيدة فذهب لعبد الوهاب واخبره ان الفريد قرأ القصيدة في الصحيفة وانه يرغب في تلحينها وغنائها وكأن حملا انزاح عن عبدالوهاب الذي لم يستطع تلحينها فرحب واسرع باعادتها لكامل الذي حملها معه وقدمها لفريد بعد ان اطفأ الشموع ووضع الموسيقار لحنا عبقريا قيل انه استغرق تسعة اشهر وقيل انه استعرق اسبوعين ولكن الد اعداء الفريد وهو كمال النجمي كتب ان هذا اللحن جديد علي القصيدةن العربية .
اما قصة اللقاء في المقهي ففريد لايذهب للمقاهي التي تشبه المقهي الذي وضعه الكاتب , واما سيد مكاوي فهو ليس من رفاق الموسيقار وهو ملحن درجة ثالثة غنت له ام كلثوم نكاية بالفريد .
واما ذهاب سيد مكاوي لجبل الدروز فهذا غريب .
عموما كان يستطيع الاستاذ الاحمدية ان يقدم قصة قصيرة ويقول انها منخياله وهذا افضل من تشويه الحقائق حتي وان كانت بحسن نية فالقصة الحقيقية اجمل من الشئ الذي تخيله الاحمدية , وهذا يؤكد ان عدوا عاقلا خيرا من صديق جاهل مع الاعتذار والاحترام للاستاذ الاحمدية وربما لحسن نيته .

أسعد الله نهارك باليمن والبركات أخي الغالي الأستاذ عبد الله أحمد عبد الله
وأنا سعيد جدّاً "بدخولك على الخطّ".. وردّك وتعليقك على الموضوع.. بل تقديمك توضيحات وتفاصيل جديرة بإزالة اللّبس من الأذهان..
وهي تفاصيل نتّفق عليها تمام الاتّفاق.. وإن كان "الخلط" الّذي وقع لكاتب المقال الأستاذ الأحمديه حصل بحسن نيّة كما تفضّلت حضرتك..
وتقبّل فائق تقديري ومودّتي

ألف شكر لك أخي الحبيب الأستاذ أبو وحيد على ردّك الضّافي وتعقيبك الرّفيع
وإنّك لتعلم أنّنا لا نختلف حول الموضوع بتاتاً.. وقد لمّحت إلى ذلك في مقدّمة المقال
ولا شكّ أنّ الأستاذ الأحمديه سيطّلع على هذه التّعقيبات لأنّي أمددته برابط الصّفحة بمجرّد رفع مقاله بالمنتدى
دمت بألف خير
وتقبّل فائق عبارات مودّتي وتقديري لحضرتك

اخى القدير الاستاذ نعيم المامون الفريدى الكبير
هذه القصه لا تتمشى مع ما كتبه كامل الشناوى والاستاذ محمود الاحمديه يقصد قصيده ايظن وليس يوم مولدى
اما قصه حصول الموسيقار فريد على كلمات القصيده فقد ذكرها بنفسه فى احد التسجيلات
عموما الاستاذ محمود الاحمديه فريدى اصيل ويحمل ذكريات رائعه عن الموسيقار
وانا متفقه مع ما ذكره الاستاذ القدير عبدالله احمد عبدالله الاعلامى الرائع واستاذنا الجميل ابو وحيد
واخيرا لكم كل الشكر والاحترام اخى القدير استاذ نعيم المامون والى ان نلقاكم بقصه اخرى عن فريدنا الغالى تقبل تحيتى وشكرى لحضرتك

اخي القدير مأمون سواء كان المقال الذي كتبه الاستاذ محمود الاحمدية عن قناعة او عن خيال فيظل الاستاذ محمود الاحمدية ومن خلال متابعتي لمقالاته المدافع الكبير عن فريد الاطرش ونشاط الاستاذ محمودالاحمدية مشهود بالقاءالضوء على ابداعات فريد الاطرش باقامة حفلا ت التكريم لهذاالفنان العظيم واخرها منذ شهر في بلدة بتخنايافي لبنان وتقبل مني كامل التقدير والاحترام

الفريديّة القديرة الأستاذة ليلى
شكراً لك على ردّك الجميل الرّاقي
وجميل أيضاً أن يكون موضوع الفريديّ الأصيل الأستاذ الأحمديه قد جدّد النّقاش حول رائعة "عدت يا يوم مولدي".. وظروف وملابسات "ولادتها"..
وقد نوّهت في تقديم المقالة أنّ هذه القصّة مختلفة عن القصّة المعروفة والمألوفة لدينا..
وقد سبق لي شخصيّاً أن كتبت عنها.. كما سبق أن رفعت بالمنتدى كلمات القصيدة وعلّقت عليها..
دامت أخوّتك بألف خير.. وتقبّلي فائق مودّتي وتقديري

أخي الغالي الأستاذ وليد علبي
شكراً جزيلاً لحضرتك على مرورك الكريم.. وردّك الرّفيع..
لقد نوّهتُ في تقديم المقالة أنّ هذه القصّة مختلفة عن القصّة المعروفة والمألوفة لدينا..
وكوني رفعتها بالمنتدى فلكون صاحبها الأستاذ الأحمديه فريديّاً أصيلاً .. ومن أكبر عشّاق "الفريد" والمنافحين عنه..
كما أشكرك على تذكيرك بآخر نشاط إشعاعيّ ساهم فيه الأستاذ الأحمديه في لبنان حيث تمّ تكريم الموسيقار الخالد في حفل بهيج ومؤثّر..
ولقد عملنا - أنت من جهة وأنا من أخرى - على التّنويه بهذا الحفل في المنتدى..
دامت أخوّتك ذخراً وسنداً للمنتدى.. وأعضائه..
وتفضّل بقبول أسمى عبارات مودّتي وتقديري

القدير استاذ نعيم المامون
اشكرك على قلمك الرائع
المقال ممتاز يا غالى
استمر فى تألقك

اخى الجميل نعيم
تسلم أخى الكريم على الطرح الرائع
وكل عام وأنت بخير
وأرقى تحياتى