سوزان مصطفى
مقال نادرا للفنان فريد الأطرش، كتبه عام 1952 بعنوان "أنا طيب وابن حلال
وروى فريد: "حدث أن كنت راجعاً إلى منزلى.. وقابلنى على الباب رجل غريب،
إذ كان يرانى أهبط من السيارة حتى أسرع يقدم لى نفسه قائلاً إنه زوج الخادمة..
وقد توفيت إحدى بناته فى الأرياف.. وأن زوجته تنتظر حضورى للسماح لها بإجازة".
وتابع: "وأشفقت بالرجل، وأخرجت ما فيه القسمة والنصيب من جيبى، فأخذه شاكراً..
وتركته ودخلت لأعزى أم على خادمتى، ففاجأتنى بأنها مقطوعة من شجرة..
لا زوج لها ولا بنات.. وأن المحتال استغل طيبتى! ونظرت من النافذة ..
ومع أننى وجدت الرجل فى طرف الشارع،
إلا أنى خجلت أن أسرع وراءه لأسترد النقود أو أرسل الخادمة خلفه".
وذكر الأطرش موقفا آخر فقال:
"دق جرس التليفون فى مكتبى يوماً وإذا بالمتكلم أحد الأصدقاء..
وبعد السؤال عن الصحة والأحوال راح صديقى يسألنى فى ذلة، ويتوسل إلىّ أن أنقذه من فضيحة تنتظره..
حيث إن أحد المحضرين موجود فى شقته، ويريد الحجز على كل أثاثه..
ورجانى أن أرسل إليه مبلغاً محترماً من المال مع أى إنسان، فهو سجين المنزل ولا يستطيع مغادرته".
وأضاف: "وتأثرت من لهجة الصديق حتى كدت أبكى،
وأسرعت إليه بنفسى خوفاً من التأخر عليه.. وما أن وصلت حتى وجدته حقاً فى ورطة..
لقد وجدت فى منزله برتيتة بوكر كبيرة وشلة من السيدات والرجال..
وأردت أن أتراجع دون أدفع له شيئاً..
ولكنه أقنعنى بأنه فعلا معذور، ورجانى ألا أفضحه أمام هذا الجمع.. ودفعت.. دفعت لأنى رجل طيب فقط".
وضحك فريد الأطرش ويقول: "من أظرف التشنيعات التى قيلت عن طيبتى..
أننى إذا أردت حجرتى فإنى أطرق الباب قبل دخولى، لكى أستاذن قبل الدخول!".
وواصل الأطرش فى مقاله: "حدث فى الساعة الرابعة من صباح ذات يوم..
أن دق جرس التليفون دقات متوالية أيقظتنى.. وكان المتكلم جارا لأحد أصدقائى..
وقد أخبرنى أن صديقى هذا مريض جداً..
وعجبت لأن الصديق كان معى إلى ساعة متأخرة من الليل فى الإستوديو ،وأوصلته بنفسى إلى منزله،
وهو فى تمام صحته، وأسرعت بالنزول بالبيجامة،
وركبت السيارة، وانطلقت كالمجنون فى شوارع القاهرة،
وكدت أصطدم وخالفت المرور حوالى خمس مرات..
وأخيراً وصلت إلى منزل طبيب صديق لى، وأخذته معى إلى منزل المريض،
وهناك طرقت الباب، ففتحت لى الخادمة وهى تفرك عينيها..
وسألتها عن صديقى فأشارت إلى الداخل وهى فى ذهول من منظرى فى البيجامة".
واختتم فريد الأطرش مقاله : "وأخيراً لا تسألنى عن كسوفى..
فقد كان صديقى غارقاً فى نومه، وفى عرق العافية! وقد كان مقلباً بارعاً،
أما الجار فقد كان أحد أصدقائى الذين لا يفارقوننى أبداً".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]