وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37463 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: رد: اسمهان العيش على الحافة بمناسية ذكرى رحيلها ال75 12/7/2019, 07:26 | |
| حسن داوود اسمهان العيش على الحافةيصعب على من لا يعرف إلا القليل عن حياة أسمهان أن يصدّق أنها لم تعش إلا سبعة وعشرين عاماً. حتى في الصور تبدو كأنّها جاوزت هذا العمر بأشواط، على رغم العناية الزائدة التي بذلها المصوّرون لتلك اللقطات القليلة. ربما يرجع ذلك إلى أن نساء ذلك الزمن كنّ يصلن إلى عمر النضج مسرعات. ولنزد على ذلك، في ما خصّ أسمهان، ذلك التاريخ الشخصي والفنّي الحافل الذي لم تتّضح ألغازه بعد، على رغم عودة الاهتمام بسيرتها في السنوات الأخيرة.
ففي ما يتعلّق بالكثير من جوانب حياتها نجد أنفسنا إزاء مجرّد افتراضات واحتمالات علينا دائماً أن نختار من بينها. مثالٌ على ذلك ما يتعلّق بموتها. فهناك احتمال أن يكون سقوط سيارتها في الترعة، وغرقها فيها مع صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، راجع إلى عمليّة مدبرّة. أما المتّهمون، بحسب ما زال يدور على الألسن حتى الآن: 1- المخابرات البريطانية التي كشفت علاقتها بالمخابرات الألمانية بعد فترة من مغازلتها الفرنسيين ولعبها دور العميلة المزدوجة بين الفرنسيين والإنكليز، 2- زوجها الأخير أحمد سالم الذي سبق له أن تزوّج أربع نساء هنّ خيرية البكري وأمينة البارودي وتحية كاريوكا ومديحة يسري، والذي تراوحت علاقته بأسمهان بين المنفعة والغرام الذي بلغ تأزّمه بينهما حدّ إطلاق الرصاص ثمّ التهديد بالانتحار من جانبه، 3- أم كلثوم، بسبب المنافسة بينهما وخوف هذه الأخيرة من صعود نجم أسمهان.وهناك من يقول إنّه سبق لأسمهان أن تنبّأت بموتها، في ذلك المكان نفسه حيث كانت الترعة تُدار بآلة ضخّ بخاريّة. "كلما سمعت هذا الصوت أحسست بموتي الوشيك"، كانت تقول. وهناك أيضاً، بين رواة سيرتها، مَن عشق التقريب بين المصادفات فجمع بين مولدها على الباخرة العائدة بالعائلة، هاربةً، من تركيا إلى مرفأ بيروت، وبين وفاتها في الترعة، فقال إنها كانت تعلم، هي المولودة في الماء، بأنها ستموت في الماء. وهذا إن دلّ على شيء فإنّما على أنّ حياة أسمهان كانت مجالاً خصباً لنسج الخرافات على أنواعها.كأنّها عاشت حيوات كثيرة في حياتها القصيرة الواحدة. من الغناء إلى السينما إلى التقّلب بين أجهزة المخابرات المختلفة والمتحاربة، إلى الحياة الشخصيّة التي لم تقتصر على أزواجها الثلاثة (وثمة من قال إنّها تزوّجت أيضاً من فايد محمد فايد مدة عشرة أيام فقط من أجل الحصول على تأشيرة تتيح لها العودة إلى مصر). وهي تزوّجت من قريبها الأمير حسن الأطرش مرتين، بما يخالف العادات الجارية هناك في جبل الدروز بحسب ما نقلت شريفة زهور في كتابها "أسرار أسمهان" الصادر أصلاً بالإنكليزية والمترجم إلى العربية.ولنضف إلى ذلك أنّها، في حياتها القصيرة، لطالما تقلّبت بين الثراء والفقر. أخوها غير الشقيق منير الأطرش روى عن سخائها في أيام رمضان وكيف كانت تغدق المال على الفقراء والفنانين والموسيقيين. وهو تذكّر أنها، لمناسبة ذكرى سقوط الباستيل، ربما في عام 1943 أو 1944، دُعيت إلى الحفل الذي أقامه كاترو للمناسبة: "كانت ترتدي حجاباً على الطريقة المصرية. في ذلك اليوم أعطت كلّ جندي حيّاها مئة ليرة. كانت لليرة قيمة ذهبية آنذاك. ومما ميّز حضورها أيضاً في ذلك الحفل أنّها، فيما كانت تسحب منديلها من حقيبتها لتجفّف عرقها، لمح كاترو مسدّس براوننغ في الحقيبة. قال لها: ويحك، يا أميرتي! أتيت إلى مقرّي حاملة مسدّساً؟ أنا لا أخاف إلا من أمثالك".وقد بلغ من إسرافها في إنفاق المال أن عرّضت زوجها الأمير حسن الأطرش، والذي تسلّم وزارة الحربية فيما بعد، إلى شفير الإفلاس. لم تكن تطيق طول الإقامة في المكان الواحد فطلبت منه أن يبني لها قصراً آخر غير ذاك الذي بناه لها في السويداء ولم تقم فيه إلا أشهراً. وفي إحدى إقاماتها في القدس رفضت إخلاء الجناح الذي كانت مقيمة فيه بفندق الملك داوود لتحلّ محلّها الأميرة نازلي والدة الملك فاروق، على الرغم من أنّها في ذلك الوقت كانت في حاجة شديدة إلى المال، الأمر الذي كان له أن يضعف من اعتدادها بنفسها.وهناك من يرى أنّ طرفاً من الخلاف كان قائماً بينها وبين نازلي مرجعه إعجاب حسنين باشا بها، وقد شاعت بين هذا الأخير ونازلي علاقة أحرجت القصر الملكي المصري.كما كانت لا تطيق البقاء على حال واحدة. من دون أن تتّصل بأحد من معارفها، وخصوصاً بالصحافي محمد التابعي صديقها الأقرب، غادرت بيتها في القاهرة لتتوجّه إلى سوريا، حاملة رسالة من البريطانيين إلى أهلها في جبل الدروز. كانت تلك المهمة الأولى لها، في ما اعتبر أنّه بداية تورّطها في أعمال الجاسوسيّة، بحسب البعض، بينما ترى هي وبعض أهلها أن ما قامت به مهمّة وطنيّة. هناك من يؤكّد أنّها تقاضت مبلغ أربعة آلاف جنيه مكافأة على قيامها بالمهمّة، لكن، من ناحية أخرى، كان هذا المبلغ أقلّ بكثير من عوائد الغناء والتمثيل السينمائي، التي كانت ستجنيها لو بقيت في مصر. مثال على ذلك أنّها، حين رجعت إلى مصر، اشترطت أن تقبض 13 ألف جنيه سلفاً عن الفيلم الذي تعاقدت على لعب دور البطولة فيه | |
|
محمد صلاح زقزوق فريديّ أصيل
عدد المساهمات : 150 تاريخ التسجيل : 06/08/2012
| موضوع: رد: اسمهان العيش على الحافة بمناسية ذكرى رحيلها ال75 12/7/2019, 22:51 | |
| مقال رائع للكاتب الكبير حسن داوود عن القيثاره اسمهان بمناسبه ذكراها الخامسه والسبعون
شكرا لحضرتك استاذ وليد علبى | |
|
وليد علبي الاداره- كبار الفريدين
عدد المساهمات : 37463 تاريخ التسجيل : 01/01/2013
| موضوع: رد: اسمهان العيش على الحافة بمناسية ذكرى رحيلها ال75 13/7/2019, 17:48 | |
| شكرا لتواصلك المشجع استاذ محمد صلاح زقزوق | |
|