صديقاتي اصدقائي عشاق فن الموسيقار فريد الاطرش الكرام... في مثل هذه الأيام من شهر نيسان ( ابريل ) من كل سنة ... كان الموسيقار فريد الاطرش يقدم وبمناسبة قدوم فصل الربيع ،اغنية الربيع... وتعتبر هذه الاغنية توأماً حقيقياً لفصل الربيع... واكتملت غناءاً ولحناً لموسيقارنا الخالد وكلمات للشاعر المتألق المبدع مأمون الشناوي ابن المنصورة في مصر الحبيبة.... ومن باب تعميم الفائدة وتعميم ثقافة الفن الراقي وتعميم مخزون الذاكرة لدى شعبنا العربي الحبيب ... احببت الإضاءة على هذه الاغنية .. ولها حكاية رااااائعة تختصر ذلك الزمن الجميل..وبعد ان كثُرَتْ المقالات عنها واحقاقاً للحق احببت ان اسردها كما رواه صاحبهاوكاتبها الشاعر الكبير مأمون الشناوي الذي يقول حرفياً: ({[ أول ما ألّفْتُ اغنية الربيع فكّرتْ في المطربة الخالدة ام كلثوم... وعندما انتهيت من تأليفها قصدتها الى منزلها...وقَرَأَتْها بانتباه وشغف وكنتُ اتتبّعُ كلّ حركةٍ تأتي منها وإذا بالملاحظات تهطل عليّ بزخمٍ وبسرعة :جميلة جداً يا مأمون و< لكن > يجب تغيير هذه الجملة هنا.. ويجب تغيير هذه الكلمة ... ويجب... ووو يجب ..! عندها انْسَحَبْتُ بهدوء وعزة نفسي اجتاحت كياني ... ومن قبيل الصدف الغريبة أن ألتقي بفريد الاطرش في الشارع العام قرب منزل ام كلثوم هو الفنان الذي كنتُ قد قدّمْتُ له < حبيب العمر > التي نجحت نجاحاً عظيماً...سألَني فريد : مالك يا مأمون حزين قَدّ كِدَه ؟؟؟ فروَيْتُ له ما حدث لي عند ( الست ) و(هذا لقب الاحترام للخالدة ام كلثوم )وعن ملاحظاتها ... و<عَدَلْتُ> عن اعطائها الغنوة بيني وبين نفسي.. .. فسارع فريد وطلب مني قراءة الكلمات .... وبكل بساطة استسمحني بتلحينها.....وكان فريد مسحوراً بمفرداتها...)]} انتهى كلام مأمون الشناوي... وانفجر اللحن سمفونيةً هادرة وسبقت عصرها واصبحت رديفاً لكل ربيع من كل عام.... وعاشت في وجدان وذاكرة الملايين من شعبنا العربي من الماء الى الماء.... واصبحت هذه الاغنية توأم عيد شم النسيم عند شعبنا الحبيب في مصر الحبيبة كان يقدمها فريد على مدى يتجاوز الساعة تطريباً وتنويعاً وابداعاً والنيل الخالد يتهادى الى الابد تيهاً ودلالاً وكِبَراً وقد جسّد فريد ذلك بعبقرية استقرائية سابقة لزمنها عندما كان يقدم مقطع: (وموجه الهادي كان عوده) وكانت الجماهير تعيده مرات ومرّات وكانها مسافرة على سطح النيل الخالد.... فريد .... يكفيك فخراً ما قاله عميد الادب العربي كنت اشعر بالربيع بكل أحاسيسي... ولكنني لم أُبْصِرْ الربيع إلّا بعد سماع اغنية الربيع من فريد الاطرش ) رحم الله الجميع....واكتفي بذلك.... ولن ازيد.....!!مستأنساً استحسانكم لهذه الحكاية الجميلة التي سنورثها لاجيال قادمة... تكريماً لثلاثة من عظماء بلادي : ام كلثوم فريد الاطرش ومأمون الشناوي ...