قريد الاطرش الانسان

سمراء النيل

"فريد الأطرش الانسان …طيبة وأخلاق"

في طفولتي كنت أرى مدى الصداقة الحلوة التي تربط بين والدي محمد بديع سربيه ووالدتي ، والموسيقار فريد الأطرش وخطيبته السيدة سلوى القدسي ، وبعد رحيل الموسيقار ومن ثم والدي رحمهما الله ، ظلت سلوى صديقة مقربة ، وفي كل مرةً نتحدث لا بد أن تأتي سيرة الموسيقار الراحل.

وبالأمس سألتها أخبريني عن فريد الأطرش هل كان حنونا؟ قالت:فريد يتمتع بأخلاق عالية ،وهو حنون جدا ،وسأروي لك حادثة تدل على ذلك ،حصل أنه أحسست بألم كبير ،وعندما زرت الطبيب قرر استئصال المرارة ،وتحدد يوم العملية وسأل فريد الطبيب عن موعد إجراء الجراحة فقال له صباحا ، ودخلت المستشفى، وفي الساعة الخامسة فجرا رأيت فريد أمامي ،ظل ساهرا وجاء باكرا ليكون معي ،ولكنه اشترط على الطبيب ان لا يتم تخديري في غرفة العمليات بل في غرفة مجاورة حتى لا أصاب بالخوف وليكون هو الى جانبي، وهذا ما حصل .وعندما أفقت من البنج كان الى جواري ،فطلبت منه ماء ، فاعترضت الممرضة وقالت هذا ممنوع ، فأخذ فريد قطعة من القطن وبللها بالماء و رطب بها فمي.

بقلم مي سربيه شهاب ، من كتاب شارع النجوم