يقول الفنان محمود المليجي عن الموسيقار فريد الأطرش في أوائل الأربعينات من القرن الماضي كنا متجهين للبنان على متن باخره وبعد أن تحركت الباخره بقليل جاءت برقية عاجلة لسكرتير فريد الأطرش الذي كان بصبحة فريد والمليجي تخبره أن زوجته على وشك الولاده وان حالتها غير مستقرة فتوجه الموسيقار فريد للقبطان وطلب منه ضرورة العودة للميناء وأخرج كل ما جيبه واعطاه للسكرتير داعيا ومتمنيا لزوجته ولادة سالمة يقول المليجي الذي يروي الحادثة وعندما سألت فريد كم اعطيت الشاب قال له كل اللي في جيبي خمسين جنيه فقال المليجي يا نهار اسود طب هنروح نشحذ فلبنان ولا هنموت من الجوع فضحك فريد مقهقها وقال له لا ماتخافش حبايبي كتير فلبنان مش هيسبوني وبالفعل يقول المليجي ما أن حطت قدمينا ارض لبنان الكرم كان كل وجهاء المجتمع في إنتظار فريد والكل يقسم باغلظ الايمان ان يحل فريد وصاحبه ضيفا عليهم يقول المليجي قدم الفريد حفلاته المبهرة كالعاده وجمع مبالغ مالية خيالية ليردد المليجي في قرارة نفسه فعلا الكريم لا يُضام وهكذا كان دوما الأمير النبيل فريد الأطرش يكسب كثيرا وينفق كل ما يكسبه لا يعرف كيف يدخر أو يُكنز الأموال ،خلقه الله كريما كما قال في أحد اللقاءات عندما ألحت عليه الإعلامية ليلى رستم بعدما كان يتحاشي الحديث عن هذا الموضوع.. رحم الله موسيقارنا الخالد الأمير النبيل الذي مهما عددنا في مناقبه فلن نستطيع ان نصف نبله وكرمه وطيبة قلبه وإنسانيته