عبد الناصر والثقافة ...الصحافة...الفنون

عبد الناصر والثقافة ...الصحافة...الفنون
بقلم الاستاذ/ سامى شرف
***********

الاخوه الاحباب الكرام /
مرة اخرى يظلم الموسيقار فريد الاطرش فلم يكتفوا بظلمه حيا بل ظلموه ميتا ايضا ومازالوا وهذه مقاله للكاتب الاستاذ/ سامى شرف اعرضها على حضراتكم بالنص كما هى والتى نبهنا بها الاستاذ القدير والاعلامى الليبى المتميز الاستاذ / عبدالله احمد عيدالله
----

وجاءت بعد ذلك تلك الحملة الصحفية التى وقودها مقالات أنيس منصور 0 فكتب ضد الخوف والخجل ليلة الزفاف، وطالب بأن يتعلم الشباب كيف يستعدون للحظة التى يقف الزوجان فيها وجها لوجه، ومن ضمن العبارات التى قالها : إن المخاوف كالأسماك إذا خرجت إلى الهواء ماتت، الزوجية هى العلاقة الدائمة التى يفاجأ بها العروسان ـ آداب من غير بوليس ـ إن سكان الغابات وحدهم الذين لا يعرفون الشذوذ لأنهم يسيرون عراة ، لا شىء يخفى على واحد منهم، أسئلة جنسية وأجوبة خرافية، إن الحواجز بين الفتى والفتاة يجب أن تتحطم.. الشبان فى مصر سبعة ملايين أكثر من سكان سوريا ولبنان والأردن .. هذه الملايين السبعة كلهم محرومين حرمانا جنسيا ، ونواجه الحرمان الجنسى بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم و لا ينفع الدعاء ولا تشفى الصلاة ، . . . هذه الأيدى يا حضرات السادة لابد أن تتعانق وهذه الأفواه يجب أن يقبل بعضها بعضا . . . أحلام اليقظة السبيل الوحيد وأنسب مكان هو السرير؛ حيث يعاود الشاب التفكير فى الفتاة، وفى المجلات القبلة الطويلة والعناق والالتصاق والشفاه الغليظة والصدر البارز والساق اللامعة والذراع الملساء والثوب الشفاف ... سبعة ملايين شاب ألجأتهم الأوهام إلى العادة السرية.. صفحات مليئة بمثل هذه البذاءات والإيماءات كيف يمكن أن تساهم فى نهضة المجتمع المصرى الجديد ؟!.. كيف يمكن أن تساهم فى خلق جيل جديد يتحمل عبء مسئولية بناء الوطن، وطن يحتاج لتوجيه لكل طاقة فيه توجيها صحيحاً، عن طريق الكلمة الجادة الهادفة .. وليست الكلمة التى تشتته وتشغله بتفاهات الأمور.
كل هذا ولم يتخذ معه أو ضده أى إجراء نقابى ولا رسمى، وكل ما كان هو أن قام على أمين بالرد على هذه الحملة وهاجم أفكاره فرد منصور وموسى صبرى بأنها حملة ودعوة للفضيلة! .
ولو رجع الباحثون إلى زملاء دراسة أنيس منصور وأقرانه الذين زاملوه فى مدرسة المنصورة الثانوية فى بداية الأربعينات ـ وقد كنت واحدا من هؤلاء ـ عندما كان يصل صباح كل يوم فى سيارة نصف نقل ماركة فورد موديل1930 .. كانت عبارة عن كابينة للسائق وخلفه صندوق حديدى غير مسقف ومثبت فيه كنبتين خشب كان يجلس عليها الطلبة من أبناء العاملين فى دائرة عمر باشا طوسون فى تفتيش زراعة الأمير فى دميرة مركز طلخا ، شاهدت بنفسى كما شاهد الآخرون كيف كان يشارك الإخوان المسلمين فى أنشطتهم فى المدرسة، وفى شعبة الإخوان فى المنصورة وفى صيدلية خميس بميدان المحطة . ثم فجأة بعدما بدأ يدرس الفلسفة فى السنة الخامسة أدبى ليصبح وجوديا ويساريا، وحاجات كثيرة لا يستطيع المرء أن يفك طلاسمها إلى أن دخل كلية الآداب ، ولعل من عاصر تلك الفترة يذكر كيف كان أنيس منصور لا يشارك بأى شكل فى المظاهرات التى كانت كثيرا ما تقوم فى تلك الفترة ضد الاستعمار والاحتلال سواء فى مصر أو فى العالم العربى، بالرغم من أن مدرسة المنصورة الثانوية كانت من ضمن المدارس ذات الشهرة والثقل على مستوى البلاد فى التعبير عن الروح الوطنية والقومية، بعد هذه الفترة انقطعت معلوماتى عنه إلى أن اتصلت بحكم وضعى فى المخابرات العامة؛ حيث كنت مكلفا بمتابعة نشاط مصطفى أمين، ومن يتعامل معه، وكان من ضمنهم أنيس منصور . وكان موفق الحموى وحسن صبرى الخولى كل منهم على حدة عندما تولوا مهمة الرقيب العام يعتبرونه من المشاكل اليومية والأسبوعية ليس من الناحية السياسية بقدر ما كان من الناحية التى تمس أدبيات وأخلاقيات المجتمع المصرى.
إن ما ذكرته عن الأستاذ أنيس منصور من واقع معايشة على الطبيعة سواء للأحداث أو لما قام به من نشاط صحفى فإنما كان القصد منه الاقتراب نوعا ما من شخصيته ؛ لكى نستطيع أن نفسر التحول فى موقفه من ثورة يوليو وقائدها بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر من النقيض للنقيض.. وسأدعو القارئ الكريم لمشاركتى هذا التفسير؛ ولذا فإننى أجد لزاما علىّ أن أضع تحت أنظار القارىء الكريم جزءا من نصوص كتبها الأستاذ أنيس منصور فى حياة عبدالناصر ، وما كتبه بعد رحيله لنتعرف على شخصية الأستاذ الحقيقية، وأترك للقارئ توصيف ما يصل إليه من نتيجة.
كتب أنيس منصور مئات المقالات فى جرائد ومجلات مصر مشيدا بثورتها مؤيدا بل ومزايدا فى بعض الأحيان لجميع القرارات والتحولات التى مارستها ثورة يوليو وحتى رحيل جمال عبد الناصر . وكل ما أرجوه أن نقرأ معا وليقدم الباحثون على فحص ودراسة هذه الحالة والمقالات كلها موجودة فى أرشيفات الصحف والمجلات.
بعد الرحيل مباشرة عام 1970 كتب : " جمال عبدالناصر مرحلة عامرة من مراحل تطور الشعب المصرى والشعوب العربية ، وجمال عبد الناصر بانتصاراته وتحدياته صورة حية للزعيم فى دولة نامية يواجه القوى العظمى للاستعمار العريق فى الشرق وفى العالم، ولذلك فكفاح جمال عبدالناصر والشعوب العربية وراءه ومعه سجل حافل لتاريخنا، وهذا السجل يدخل ضمن الموسوعة الإنسانية للكفاح الشعبى العالمى ضد الطغيان ، وكذلك فجمال عبدالناصر موضوع ومضمون وقضية أدبية وثقافية وتاريخية وإنسانية ولن ينتهى ما سوف يقوله الأدب والفكر والتاريخ عن هذا الرجل الذى هو جوهرة على صدر مصر وبداية عظمى لتاريخها الاشتراكي النضالى ، وجمال عبدالناصر هو مؤسس الدولة العصرية فى مصر وهو رائد الاشتراكية ، وهو قائد معارك التحرير ومعارك التطوير الكبرى وهو الذى أيقظ الضمير بموته ، وهو الذى وضعنا وجها لوجه أمام مشاكله هو وأمام أعدائه وأعداء الإشتراكية ، وهو الذى حمل الأمانة ثم مات دونها، وأصبحت الأمانة فى أعناقنا جميعا؛ أدباء ومفكرين وساسة وشعبا وعربا .. إن مهمة الأدباء أن يعيدوا إلى الحياة فى إطارات فنية أجمل وأبقى قصة الكفاح الطويل العنيف المرير الدامى الذى كان يعيش بيننا باسم جمال عبدالناصر"
وكتب أيضا :
" بعد وفاة جمال عبدالناصر بدأ العام الدراسى وهذه إشارة أخرى إلى أن أول شىء نقوم به بعد موت جمال عبدالناصر هو أن نتعلم صغارا وكبارا وإن كان كل إنسان أمام العلم صغيرا ومن الواجب أن يكون صغيرا فلا نهاية للعلم ولا نهاية لحاجتنا إلى العلم الآن وفى كل آن وأول شىء يجب أن نتعلمه هو أن نكون جادين وأن نكون رجالا فالمأساة وقعت والدموع لا تأتى بمن راحوا إلى الأبد ويجب أن نحول الدموع إلى قطرات عرق إلى بحار أخرى من قطرات العرق لكى نحفظ ما تركه لنا عبدالناصر والذى تركه فى كل مجال ليس قليلا فقد كبر الشعب كله مع جمال عبدالناصر لم يكن للناس حساب أصبح لهم حساب لم يكن للكرامة الإنسانية وزن أصبح لها وزن ولم يكن من حق كل إنسان أن يناقش الحق والعدل والوحدة والتضامن والتماسك فى الداخل والخارج لم يكن هذا الوطن ملكا لكل أهله أصبح ملكا للجميع وكان جمال عبدالناصر واجهة شريفة مشرفة لمصر والعالم العربى وكانت مصر صغيرة أصبحت كبيرة وكانت واحدة من الدول جعلها قاعدة للحرية ومطارا للثورات وحصنا أمينا لكل صاحب رأى أو صاحب فلسفة وعلى رأسه وثانى شىء يجب أن نتعلمه أن هذا الذى حققته مصر فى عهد عبد الناصر كان عظيما ولكن هذه العظمة لم تنر لنا إلا بصعوبة ولكن جمال عبد الناصر استطاع بكفاحه أن وعقله أن يجنب مصر الكثير من الويلات التى عانتها الشعوب ولو عانيناها لكان طبيعيا فلم نعرف الجوع ولا العطش ولم نعرف الحرمان من الضروريات فى زمن الحرب بل عرفنا الكماليات أيضا الكثير منها كثير فى البيوت والأيدى والجيوب والشىء الثالث الذى يجب أن نتعلمه صغارا وكبارا أن ها الفراغ الهائل الذى تركه عبد الناصر ليس من السهل أن نملأه فى يوم وليلة ولا فى ألف ليلة ولكن إن كان عشرون شاعرا يضعون شيكسبير كى يقول المثل فإن العشرين شاعرا قادرون على تحقيق الكثير فإذا لم يكن لدينا عبد الناصر الآن فإننا جميعا وبالصدق والإخلاص والحب الأمين لمصر والشعب نستطيع جميعا أن نقترب من الصورة التى كان يتمناها جمال عبد الناصر لبلاده فى غيابه ".
" جمال عبد الناصر ليس ماضينا المجيد فقط إنه حاضرنا وهو مستقبلنا أيضا وكفاحه مرحلة من تاريخ أمتنا مرحلة فيها الدموع والدماء والنار والدخان والمصانع والمؤسسات والطرق والأرض والثروة والكتب والدواء والذى نحتاج إليه لشعبنا المتزايد لا يزال كثيرا والقوة التى نحتاج إليها لمواجهة العدو ما تزال فى حاجة إلى قوة ووعى ولذلك فأنور السادات عندما أعلن للشعب أنه يمشى فى طريق جمال عبد الناصر كان موفقا لأن هذا هو الطريق وعندما أعلن أنه لم يأت ببرنامج جديد كان صادقا فهذا البرنامج معروف لنا جميعا وقد أكد له الأصدقاء السوفيت أنهم ثابتون على الصداقة والمعاونة لم يبق إلا أن نعاونه".
ثم انضم أنيس منصور إلى قافلة التشكيك، وكان مثله الأعلى ومعلمه عبد الرحمن بدوى، وهو غنى عن التعريف فى تقلباته الحادة نتيجة أسباب شخصية غير قائمة على مبدأ أو مصلحة عامة وهو الذى شارك فى بداية ثورة يوليو فى لجان تطهير الجامعة، ثم كان عضوا ناشطا فى لجنة الدستور، وعين ملحقا ثقافيا لمصر فى بعض البلدان الأوروبية فى الخمسينات والستينات حتى طبق عليه قرارات لجنة الإقطاع لحيازته ما يزيد عن الحدود القانونية، فكان أن هرب من مصر ليعيش فى فرنسا وما زال بها حتى اليوم .
ويخرج علينا الأستاذ أنيس منصور بعد تولى السادات الحكم وتقربه إليه أو ينفذ تعليمات - يعلم الله من أين أتت ـ للتقرب إليه وقد يكون العكس صحيح فقد يكون الأكثر احتمالا أن يكون السادات هو الذى قربه مع آخرين من الذين كانوا ينتمون إلى مدرسة الأخوة أمين.
هذا علاوة على أن أنيس منصور كان يحوز فى تلك الحقبة على رضا مهندس انقلاب مايو مما زاد من التزكية ليقترب أكثر من صاحب الانقلاب والردة ، ومما يثبت كلمة الردة علميا هنا هو تلك المقالات التى صدرت وما زالت تصدر حتى اليوم عن أنيس منصور والتى يجسد الهدف منها كتابه الذى صدر عام 1988 بعنوان " عبد الناصر " وفى أول صفحة بعد الغلاف عنوان آخر يقول " عبد الناصر المفترى عليه والمفترى علينا " والصادر عن دار المكتب المصرى الحديث وطبع بمطابع مؤسسة الأهرام برقم إيداع بدار الكتب 5740/1988 بترقيم دولى 7-78 –136- 977 ISBN و رسم الغلاف ينطق عن الحقد والكراهية والصفراوية فى التعبير هذا غير ما حواه الكتاب من سموم وعبارات لن أكررها مرة ثانية ولكن كل ما أطالب به الباحثين أن يدرسوا هذه الشخصية من واقع كتابته وسوف أكون راضيا غير مكابر مستسلما لأى حكم يصدره الباحثون نتيجة الدراسة المقارنة لما سود به هذا الكاتب صفحات من الورق . . . ! !.
لقد عامل الرئيس جمال عبد الناصر المثقفين معاملة طيبة؛ ايمانا منه بدورهم فى بناء المجتمع المصرى حتى لو اختلفوا معه، فكان صلاح عبدالصبور مثلا رئيس تحرير ومدير عام فى وزارة الثقافة رغم قصيدته التى نشرها فى أعقاب أزمة مارس 1954، وسماها " هل عاد ذو الوجه الكئيب؟"؛ والتى شجب فيها بصورة رمزية سياسات أبى الهول قصد به عبد الناصر.
كما منح الرئيس جمال عبد الناصر نجيب محفوظ جائزة الدولة التقديرية عام 1968 رغم نشر قصته القصيرة " الخوف " التى انتقد فيها الرئيس جمال عبد الناصر، والتى عكس فيها حروف اسمه فأطلق على بطله اسم " عثمان جلالى " .
وقدم الرئيس جمال عبد الناصر إلى يوسف إدريس وسام الأدب والفنون رغم كتابه إدريس المفعمة بالنقد لسياساته.
علاوة على أن الرئيس جمال عبد الناصر قد سمح بعرض مسرحية " الفتى مهران " لعبد الرحمن الشرقاوى، رغم انتقادها العنيف للمشاركة المصرية فى حرب اليمن.
كما وجه الرقابة للإفراج عن قصيدة نزار قبانى " هوامش على دفتر النكسة "، وهى قصيدة تنتقد عيوب الأنظمة التى قادت العرب إلى الهزيمة فى يونيو 1967.
الفنون . .
كانت متعة الرئيس جمال عبد الناصر أن يشاهد فيلما سينمائيا هادفا ، وحسبما أذكر فإنه كان يعجب بفيلم " فيفا زاباتا " لأنه كان يجسد عملية تحرير الفلاح من عبودية الإقطاع . أما بالنسبة للأفلام الكوميدية فقد كان يحب أن يشاهد أفلام "بيتر سيلرز" ، والكوميديان الفرنسى "لوي دى فينيس " ، أما جيمس ستيوارت فقد كان نجمه المفضل فى جميع الأفلام التى قام بتمثيلها خصوصا تلك التى كانت تجسد الروابط العائلية والمثل والقيم ..وكثيرا ما كان يطلب مشاهدة فيلمه " It Is A Wonderfull Life " لأكثر من مرة . . . الخ.
كان جمال عبد الناصر فنانا بحسه وتذوقه، وازدهر الفن فى عهده بشكل غير مسبوق كل الفنون وليس الغناء فقط ، كان هناك ازدهار ثقافى فى كل المجالات من مسرح إلى سينما إلى فنون راقية كالباليه وفرقة رضا وفرقة الفنون الشعبية. . . كان الكتاب مدعوما، وكان المسرح مدعوما مثلما كان رغيف العيش مدعوما ، وفى الحقيقة فقد مرت علاقة ثورة يوليو بالسينما والمسرح المصريين فى الفترة من 1952 حتى 1970 بمراحل ثلاثة ـ من وجهة نظرى ـ بدأت بالإرشاد والترشيد ثم الرعاية والتمويل ، ثم مرحلة القطاع العام حيث تولت الدولة شئون الإنتاج والتوزيع ودور العرض . . . الخ . وإذا كانت الآراء والأحكام قد اختلفت فى شأن القطاع العام فإنه يسجل لهذا القطاع العام أنه سمح وهو جزء من النظام الحاكم بانتقاد النظام والسلطة بشكل سافر ومباشر دون ما إسقاطات كما فى أفلام : " ميرامار " و " القضية 68 " و الناس اللى جوة " و " شىء من الخوف " و " الاختيار " و " المتمردون " . . وغيرها . وقد وصل فيلم " ميرامار إلى الذروة فى التهكم على الحكم والتنظيم السياسى ، والاتحاد الاشتراكى ، ووصم أعضاؤه بالوصولية والانتهازية . . أما " شىء من الخوف " ، فقد شكك بل يمكن أن نقول أنه طعن فى شرعية الثورة حين رفع شعار " جواز عتريس من فؤادة باطل . . " .
لقد كانت هذه الفترة ثرية فى إدارة الصراع بين الكم والكيف، وما بين السياسات التى قد قررها الرئيس جمال عبد الناصر والمؤسسات المعاونة له لينفذها كل من الدكتور ثروت عكاشة والدكتور محمد عبد القادر حاتم . ففى عهد ثروت عكاشة كانت السياسة العامة للدولة تتميز بتنفيذ استراتيجية طويلة المدى تعتمد على التأصيل والتخطيط العلمى، وبين مرحلة أخرى تولى تنفيذها عبد القادر حاتم قامت ـ لظروف سياسية واجتماعية معينة ـ على أساس التوسع والانتشار الأفقى . ." كتاب كل ست ساعات" ومسرحية جديدة كل يوم . . " والتوسع فى عدد المسارح التابعة للقطاع العام والتليفزيون. ثم اقتضت الظروف والتطورات بعد ذلك لعودة تلك السياسة التى اعتمدت على التأصيل .
كان الرئيس جمال عبد الناصر رغم مشاغله الكبيرة متابعا جيدا للحركة الفنية فى مصر وخارجها، وكان دائما يأمل أن يرى مصر عاصمة للفن والثقافة فى العالم العربى. فكان يعلم أن مصر تزخر بمبدعيها فى كافة المجالات، ولأن الرئيس جمال عبد الناصر كان يتمتع بفكر استراتيجى عميق عمل على استغلال كل شئ فى يده من أجل خدمة أهداف مصر الكبرى فى تحقيق مصر الكبرى فى تحقيق حلم الوحدة الكبرى، فكان للفن دورا فى ذلك.. فأم كلثوم مثلا كان يتوحد العرب على صوتها.. واللهجة العامية المصرية انتشرت فى ربوع العالم العربى بفضل الفن المصرى.
كان الرئيس جمال عبدالناصر فى نفس الوقت مؤمنا بأن الفن الصحيح هو الذى يخدم المجتمع، ويتفق مع عاداته وقيمه، لا يخدش الحياء أو الآداب العامة فيه، بل الذى يرتقى بالسلوك العام، ويهذبه ويسمو به.
أفاض زمن عبد الناصر بإبداعات عمالقة فى كافة المجالات؛ ففى مجال الفن كان هناك من أمثال أم كلثوم ( فاطمة إبراهيم البغدادى ) ومحمد عبد الوهاب ( محمد عبد الوهاب محمد أبو عيسى حجر ) ، وعبد الحليم حافظ ، ومحمد قنديل، وكارم محمود، وعبد العزيز محمود ومحمود شكوكو و محمد رشدى ومحمد عبد المطلب وكمال الطويل والموجى ومحمد فوزى وسعاد محمد ونجاح سلام وصباح وعفيفة إسكندر وليلى مراد وفايزة أحمد ونور الهدى وفهد بلان وأحمد الحفناوى وعلى إسماعيل وأحمد فؤاد حسن ورياض السنباطى ومحمود الشريف ومحمد القصبجى وبليغ حمدى وسيد مكاوى وصلاح جاهين وفايدة كامل ونجاة الصغيرة وعفاف راضى التى قال عنها الرئيس عبدالناصر أنها ستكون فيروز مصر وحتى فريد الأطرش حاول أن يدلى بدلوه فى هذه الحقبة ولم يتردد وغيرهم كثيرين مما يقتضى أن يبحثه ويسجله الباحثون والمتخصصون .
ولنسمى الأمور بأسمائها فإنى أعلنها صريحة واضحة فى هذا المجال وما دمنا أقسمنا أن نقول الحق فإن عبد الناصر وعبد الناصر فقط هو الذى فكر واقترح وقرر استحداث ما يلى على وجه التحديد بخلاف الإنجازات الأخرى الكبيرة المعروفة ، وقد آثرت وقصدت أن أذكر الإنجازات التالية بالذات لأن البعض يتشدق ويتباهى بأنه هو الذى استحدثها ، وإذا ادعى البعض بخلاف ما سأقول فإنى لدى من المعلومات والوثائق ما سيدحض ويخرس أى إدعاء يغاير ما أقرره هنا:
إذاعة القرآن الكريم وأن يقتصر دورها على إذاعة القرآن الكريم فقط .
إذاعة أم كلثوم .
إنشاء معهد الباليه والكونسرفاتوار .
إذاعة صوت العرب .
إذاعة البرنامج الثانى ليذيع روائع الفن العالمى من أعمال فنية وموسيقية وأدبية الخ .
إذاعة الشرق الأوسط بشكلها وطابعها الخفيف السريع .
إدخال التليفزيون فى مصر فى بداية الستينات رغم الصعوبات الفنية والسياسية التى أبديت فى ذلك الحين للحيلولة دون تنفيذ هذا الهدف . .
إصدار كتاب كل 24 ساعة ثم كل 6 ساعات ، على أن يكون سعره قروش قليلة فى متناول أى شخص .
إنشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط.
إنشاء مصلحة الاستعلامات .
إصدار قانون تطوير الأزهر ـ ( 103 لسنة1961 ) ـ ليصبح الدعاة متخصصين فى مختلف مناحى الحياة اليومية كأطباء ومهندسين ومحاسبين الخ بالإضافة إلى الدراسة الأساسية فى علوم الفقه والتفسير الخ. وعلاوة على هذا أصر على ضرورة انتساب البنات لكليات الأزهر الشريف، وذلك حتى يتم تخريج الأم المسلمة الصالحة ، أم الأجيال التى ستتولى الأمور فى مصر مستقبلا .
أعود إلى سياق الحديث بعد هذه الجملة الإعتراضية الطويلة نسبيا فأقول ، أما بالنسبة للفن والمسرح المصرى فقد كان كثير الاهتمام والمتابعة لكل إنتاج وعروض فرقة رضا وفرقة الفنون الشعبية والمسرح القومى، وهى المؤسسات التى قام بتشجيعها ودعمها بكل الإمكانيات عن طريق وزارة الثقافة وأجهزتها وكان يحلم بعد قيام معاهد الكونسرفاتوار والباليه أن ترقى فنون الغناء بكافة أنواعه وأشكاله خاصة الكلاسيكية منها باعتبارها المدخل الصحيح للذوق الرفيع والتذوق الراقى لباقى أنواع الفنون الأخرى وإن كان هذا لم يمنعه بشكل خاص من تدعيم العلاقة بالسيدة أم كلثوم باعتبارها ثروة قومية ليس لها مثيل فى التاريخ الحديث على مستوى العالم العربى بل وعلى المستوى العالمى أيضا وإن كانت هذه العلاقة تكاد تكون بنفس الدرجة مع محمد عبد الوهاب وكان أحد أحلامه الذى تحقق فى 1964 أن يجتمع هذين القطبين فى عمل مشترك يجسد الأصالة والعظمة للفن المصرى والعربى وكانت البداية فى " إنت عمرى " . وقد كان لها قصة أخذت من الوقت والجهد والإصرار من جانب عبد الناصر ، كما شرفت أن أشارك فيه بنفسى معهما حتى يتحقق هذا الحلم وفى الحقيقة فإننى قد فاتحت محمد عبد الوهاب سنة 1963 بناء على مكالمة بينى وبين عبد الناصر الذى قال لى " اعرض على عبد الوهاب أن يلتقى مع أم كلثوم فى عمل مشترك ، ثم فى نفس الوقت نبهنى بألاّ أضغط عليه لأن مثل هذه الأمور لا تولد بالرغبات أو بالتعليمات ولكن تنبع من ذاتهم بقناعاتهم الشخصية . وأذكر أننى عندما فاتحت عبد الوهاب فى هذه الفكرة أن قال لى : " هذه الفكرة قد تنجح وقد تفشل وأنا أحلم بها فعلا وفى نفس الوقت آمل أن يجىء هذا اليوم الذى ألتقى فيه مع ثومة ." ولما نقلت رأى عبدالوهاب للرئيس قام بمفاتحته هو والسيدة أم كلثوم فى عيد العلم سنة 1963 وقال لهما " إمتى حا نسمع لك لحن تغنّيه الست ؟ " وكان رد عبد الوهاب " حاضر يا سيادة الريس " . كما كان رد أم كلثوم " يا ريس أنا مستعدة وجاهزة أغنى أى لحن لمحمد ." وكانت " إنت عمرى " ، والتى تبعها بعد ذلك لمدة عشر سنوات روائع أخرى ساهم فيها هذين العملاقين .
ولقد كان تعليق عبد الناصر على لقاء العملاقين : " لقد استطاع فن محمد عبد الوهاب وفن أم كلثوم أن يجمع العرب من المحيط إلى الخليج .. "
كانت علاقة أم كلثوم بعبد الناصر منذ قيام الثورة علاقة قوية جدا وكانت تتردد على منشية البكرى فى أى وقت وفى كثير من الأحيان بلا مواعيد تلتقى بالعائلة أو بأى أحد منا ، تتصل تليفونيا لتعرض رأى أو فكرة أو مشكلة أو نقد قد يعن لها أن ينقل للرئيس بلا حساسيات ، وكنا نعتبرها دائما من أهل منشية البكرى .
ولعل الكثيرون لا يعلمون أن أم كلثوم قد أدت أغنية يوم 10يونيو1967 بعنوان " إبقى " وسمّاها البعض "حبيب الشعب " وهى من تأليف صالح جودت وتلحين رياض السنباطى ـ ولدى شريط خاص لتسجيل هذه الأغنية تم فى صالون منزل أم كلثوم فى هذه الليلة . كما أنى أحتفظ بشريط آخر لأم كلثوم يسجل لها أغنية " رسالة إلى الزعيم " تم تسجيلها بعد رحيل عبد الناصر وهى من تأليف نزار قبانى ومن تلحين رياض السنباطى . وبالمناسبة فإن أم كلثوم قد قدمت أغنية " باسم مين يا خارجين " ، وذلك فى أوائل شهر أكتوبر سنة 1961 وبالذات يومى 3 و4 أكتوبر، عقب الحركة الانفصالية بين مصر وسوريا والتى كان من كلماتها : " باسم مين يا خارجين ع الشعب قمتم باسم مين ؟ . . . باسم إسرائيل والاستعمار ؟ .. ولاّ باسم المأجورين . . . ولاّ باسم الشعب؟ والشعب منكم برىء . . . ده مستحيل تفريق قلوب المولى جمعها فى طريق . . . " .
مساء أحد الأيام بلا موعد مسبق أبلغنى محمد السعيد ـ سكرتيرى الخاص ـ أن الست وصلت وأنها تجلس فى الصالون الملحق بمكتبى ، فقمت وتوجهت إلى الصالون لأجد السيدة أم كلثوم تجلس وبيدها مروحة تهوى بها على وجهها ، حيث لم يسعف الوقت محمد السعيد لتشغيل جهاز التكييف ليسارع بإبلاغى بوصولها .. كانت الابتسامة الهادئة على وجه الست عندما جلست إلى جوارها وبادرتنى قائلة :
أنا آسفة يا أستاذ سامى إنى جيت بدون موعد ولكنك إنت اللى قلت لى من قبل إن ما فيش مواعيد بينى وبينك وإنى أقدر أقابلك على طول .. فقلت لها : يا ست وأنا مازلت عند كلامى وأنا تحت أمرك ..
فقالت يا سيدى محمد الدسوقى عايز منك خدمة ، وإنت طبعا عارف وضعه فى الشركة .
فقلت محمد حسب علمى ماشى كويس ومافيش أى شكوى منه خالص .
فقالت : ما هو علشان هو ماشى كويس أنا بأترجاك إنك تتكلم مع الوزير بتاعه ليرقيه .
فقمت ورفعت سماعة التليفون وطلبت الدكتورعبد العزيز حجازى وزير الخزانة ـ فى ذلك الوقت ـ واستفسرت منه فى حضور الست عن وضع محمد الدسوقى ، فقال لى أنه من العناصر الشابة الواعدة ، فلما استفسرت منه عن إمكانية ترقيته ، قال لى أنه من جانبه لا اعتراض على الترقية بل إنه يؤيد ترقيته ، ولكن المشكلة أنه ليس هناك بند فى الميزانية يسمح بتنفيذها فشكرته وأنهيت المكالمة .
اندهشت الست لإنهائى المكالمة دون الوصول إلى قرار أو مجادلة بينى وبين الدكتور حجازى ، فقلت لها أن حل مشكلة محمد الدسوقى ليس فى قدرة الوزير ولكن تحتاج لقرار من الرئيس لكى يتجاوز الوزير أحد مواد الميزانية لتتم ترقية محمد وقلت للست إنى سأعرض الأمر على الرئيس وسأبلغها بما ينتهى إليه قراره .
وفى تلك اللحظة أنارت اللمبة الحمراء بما يفيد أن الرئيس على الجانب الآخر من الخط التليفونى المباشر بينه وبينى فقلت : أفندم . قال الرئيس : فيه عندك حد يا سامى ـ وكان دائما يسأل هذا السؤال قبل الاسترسال فى المكالمة ـ فقلت أيوة يافندم عندى الست ! فطلب التحدث معها وبعد الاطمئنان على صحتها وأحوالها أبلغته بالموضوع فقال لها الرئيس : طيب إدينى سامى ..
وأمرنى الرئيس بالاتفاق مع حجازى على تسوية موضوع ترقية محمد الدسوقى . وقمت من فورى وأمام أم كلثوم بالاتصال به وأبلغته بأوامر الرئيس وتمت ترقية محمد الدسوقى .
وبعد نكسة 1967 وعندما قررت السيدة أم كلثوم المساهمة بدور إيجابى لدعم المجهود الحربى والقيام بزيارات للخارج لإقامة حفلات يكون دخلها أحد أركان المساهمة فى هذا المجهود قرر الرئيس جمال عبد الناصر أن تمنح السيدة أم كلثوم جواز سفر دبلوماسى ، وكانت سابقة لم تحدث من قبل فى تاريخ مصر، ولم تتكرر حسب علمى... و قد قمت بإبلاغ هذا القرار للسيد محمود رياض الذى كلف أحد أعضاء إدارة المراسم بوزارة الخارجية بالتوجه إلى منزل السيدة أم كلثوم لتسليمها جواز السفر ، وعندما اتصلت فى نفس الوقت بالسيدة أم كلثوم لإبلاغها بهذا القرار ، احتبس صوتها تأثرا وهى تشكرنى إزاء هذه اللفتة من الرئيس جمال عبد الناصر .
أما الموسيقار الكبير الدكتور عبد الوهاب ـ محمد عبد الوهاب محمد أبو عيسى حجر وهو من مواليد 1901 فى حى باب الشعرية، 24 شارع الشعرانى الجوانى ، والده إمام وخطيب مسجد الشعرانى ووالدته من بنى عياض مركز أبو كبير شرقية ـ فإن علاقته بعبد الناصر بدأت مع قيام الثورة، و بعد لقائه الأول معه أن غنّى : " كانت الدنيا قبله ظلاما .. وهو يهدى بخطاه الحائرينا " للشاعر محمود حسن إسماعيل .
ومنذ 1954 لم ينقطع عطاء محمد عبد الوهاب هذا الفنان العظيم لوطنه ولأمته العربية وتعمقت العلاقة بينه وبين الرئيس جمال عبد الناصر ولعلنا كلنا نذكر مقولة محمد عبد الوهاب:
" فى عيد الثورة سنة1954 غنيت فى حفل عام بعد انقطاع طويل عن الغناء فى الحفلات ، لكن بعد ذلك قويت العلاقة كثيرا بينى وبين جمال عبد الناصر وأحبنى كثيرا جدا وأحببته كثيرا جدا ." وقد ترجم عبد الوهاب حبه لوطنه وإيمانه بعروبته فى الكثير من الأغانى والأناشيد التى لا تحصى ويكفى أن أقول أنه فى سنة 1967 تصادف أن كان عبد الوهاب فى بيروت وحالت ظروف الحرب دون أن يعود إلى القاهرة ، إلا أنه أبى إلا أن يدلى بصوته فيما حدث حيث قام مع الإخوان رحبانى بتلحين وتوزيع :
" طول ما أملى معايا وفى إيديا سلاحى .."
كان الرائد فى أن يجعل الشعر الفصيح فى جمال موسيقاه وجمال صوته ، يتردد على ألسنة الناس والجماهير العريضة .
وبذلك ترددت أشعار أحمد شوقى بك على ألسنة كل الناس :
" يا جارة الوادى طربت وعادنى . . " ـ " سلام من صبا بردى أرق . . "
وأشعار على محمود طه :
" الجندول "
وأشعار محمود حسن إسماعيل :
" دعاء الشرق . . "
وبشارة الخورى :
" الصبا والجمال " ـ "جفنه علم الغزل "
وإيليا أبو ماضى :
" لست أدرى "
وأشعار العامية الرفيعة :
من أحمد شوقى : " فى الليل لما خلى " ـ " بلبل حيران "
ولأحمد رامى : " الشك يحيى الغرام "
وللسفير أحمد عبد المجيد : " كلنا نحب القمر . . " ـ " مين عذّبك . . "
وأحمد عزت الهجين : " أمانة يا ليل . . "
ولسعيد عبده : " أهون عليك . . "
ومحمود أبو الوفا : " عندما يأتى المساء . . "
وعلى شوقى : " سهرت من الليالى " .
محمد عبد الوهاب قال :" الفن اللى يتعمل للصفوة مهما كان صعب سوف يعيش لأن الشعب مع الوقت يستوعب الفن الرفيع . . "
الغناء الراقى تبنيه الكلمات الراقية والموسيقى الراقية والأداء الراقى والجمهور طرف رابع فى ترقية الفن ولم يتقوقع محمد عبد الوهاب بل عايش الأحداث .. عايش عبد الوهاب الأحداث السياسية والمواقف الشعبية وغنى منذ الثلاثينات .. " مين زيك عندى يا خضرة . . " ـ " حب الوطن فرض علىّ . . " ـ " يا أيها الخفاق . . " ـ ثم غنى للعروبة وللوطن العربى : " سلام من صبا بردى . . " و " الوطن الأكبر " و "الجيل الصاعد " و" النهر الخالد " و " الكرنك " ، ولفلسطين .. " أخى جاوز الظالمون المدى .." ـ وللصراع الحزبى قدّم أغنية " إلام الخلف بينكموا إلاما .. " .
محمد عبد الوهاب اكتشف المواهب الفنية : نجاة الصغيرة ـ وردة ـ فايزة أحمد ـ فيروز ـ ياسمين الخيام ـ محمد ثروت .
هذا فضلا عن التحف الراقية التى خص بها كل من أم كلثوم وليلى مراد ورجاء عبده وعبدالحليم حافظ وغيرهم .
ولا ننسى أنه وصف سيدة الغناء العربى أم كلثوم بأنها عاصمة الأصوات الغنائية العربية ، بما كانت تملكه من القوة والإحساس وجمال النبرات وبراعة القفلات والنطق الحلو الواضح وبمعنى آخر فقد إعترف محمد عبد الوهاب بفضل أقوى منافس له ، بدليل أنه قام بمشاركتها فى عشرة أعمال: إنت عمرى ـ نشيد وطنى ـ على باب مصر ـ إنت الحب ( أحمد رامى ) ـ أمل حياتى ( أحمد شفيق كامل ) ـ فكرونى ( عبدالوهاب محمد ) ـ فى يدى بندقية ( نزار قبانى ) ـ هذه ليلتى ( جورج غرداق ) ـ مرت الأيام ( مأمون الشناوى ) ـ أغدا ألقاك (الهادى آدم ) ـ ليلة حب ( أحمد شفيق كامل ) . وقد توفى محمد عبد الوهاب فى 3مايو1991 .
وبالمناسبة فإنى لا أستطيع هنا أن أقاوم إعطاء محمد قنديل بالذات حقه الذى أرى أنه هضم ولا يكاد يذكره أحد الآن . لقد كان محمد قنديل أول من غنى لثورة 23يوليو1952 بأغنية " ع الدوّار" ، وأول من غنى للوحدة العربية : " وحدة ما يغلبها غلاب .. "
إلى جانب أغانى : " البلد بلدى " ـ " نار يا إستعمار " ـ " أرض العرب " ـ " بلد ناصر " ـ "حى على الفلاح " ـ " يا ويل عدو الدار " .. وغيرها من الأغانى الجميلة القوية والتى أصبحت فى ضمير كل مواطن عربى.
أما عبد الحليم حافظ فقد كان بمثابة أحد أبناء عبد الناصر لأنه كان يجسد شباب وأحلام وطموحات ثورة يوليو فى فنه وتعبيره على جميع الأصعدة سواء فى أغانيه الوطنية أو فى تلك العاطفية .. فعبد الحليم حافظ كان بحق المؤرخ الغنائى لثورة يوليو، وأحد أبنائها المخلصين المبدعين؛ عنى لها فى لحظات الانكسار كما غنى لها فى فترات الانتصار؛ فعبر بحق عن شعور المواطن العربى من المحيط إلى الخليج ، وتربى على صوته جيل كامل أمن بثورة يوليو، ولا أتجاوز إن قلت وأجيال متتابعة حتى الآن .. كان حليم ابن الثورة وصوتها الصادق الثائر.
كان عبد الحليم يحضر إلى فى مكتبى بدون موعد كما كنا كلانا يتولى علاجنا الدكتور زكى سويدان وكثيرا ما كنا نلتقى فى عيادته سواء باتفاق أو بدونه وكان عبد الحليم يتصل بى تليفونيا فى بعض الأحيان بعد الثالثة صباح ليعرض فكرة أو يقرأ لى كلمات أغنية جديدة بلا حساسيات وكان يعتبر نفسه أحد أفراد كتيبة منشية البكرى كما كان يحب أن يصفنا..وفى الصيف وبالذات خلال شهر أغسطس من كل عام كان لا يمر يوم إلا ويمر علىّ فى منزلى بالإسكندرية حيث كنت أؤجر شقة فى عمارة الألفى بسيدى بشر وكان يقيم فى نفس العمارة كل من الفنان الصديق كمال الطويل علاوة على أن الإنسانة الوحيدة التى أحبها عبد الحليم حافظ كانت تقيم فى هذه العمارة أيضا .. . عبد الحليم كان إنسان رقيق فى كل شىء .. فى كلامه وتعليقاته وفى ملبسه وفى غنائه وحتى عندما كان يتوسط لأى شخص فى مطلب أو فى مشكلة ما فقد كان رقيقا . وأذكر بهذه المناسبة أنه كان قد توسط لدى لكى أقابل مفيد فوزى عندما أوقف عن العمل الصحفى وقابلته فعلا وعندما عرضت على الرئيس نتيجة المقابلة أمر بأن يلغى قرار الإيقاف ليعود إلى عمله الصحفى كما كان وقمت بتبليغ قرار الرئيس لعبد القادر حاتم ، وتصادف أن كان محمد حسنين هيكل موجودا فى مكتبى فى ذلك اليوم وعرف بالقرار فقام من جانبه وسارع بإبلاغ مفيد فوزى به .
ولا أستطيع أن أنهى هذه الفقرة دون التعرض لقصة عبد الناصر مع يوسف إدريس .. ففى مكالمة تليفونية بينى وبين الرئيس قال لى : إنت تعرف يوسف إدريس ؟
فقلت : أعرفه كأديب وكاتب ، لكنى لم أقابله شخصيا .
فقال : طيب اتصل به وقابله وبلغه على لسانى الرسالة التالية : " أنه حرصا من عبد الناصر على شخص يوسف إدريس الذى يحترمه ويحبه ويقدره ولا يحب أن ينال منه شخص أو اتجاه مريب فإن مجلة " حوار " اللبنانية لا يليق بأن تكون بها صفحات عليها توقيع هذا الإنسان النظيف الشريف يوسف إدريس . وأن جمال عبد الناصر على أتم استعداد لأن يقف بجانبه مهما كانت الظروف ."
طلبت من منير حافظ باعتباره كان على اتصال بالصديق يوسف إدريس وقت أن كان منير رقيبا فى روز اليوسف قبل أن يعمل مساعدا لسكرتير الرئيس للمعلومات ، أن يدعوه لمقابلتى.
وفعلا حضر يوسف إدريس فى اليوم التالى إلى مكتبى وتقابلنا حيث أبلغته رسالة الرئيس عبد الناصر والتى كان لها صدى وتأثيرا كبيرا على الرجل ، ولكن الصديق يوسف إدريس استفسر منى عن السبب فى رغبة الرئيس فى عدم الكتابة فى هذه المجلة بالذات . فقلت له إن هذه المجلة لها ارتباطات وثيقة بالمخابرات المركزية الأمريكية “ C I A.”، وللحقيقة فإن يوسف إدريس لم يكن يعلم فعلا بهذه الصلة المريبة بين المجلة والمخابرات المركزية الأمريكية ، الشىء الذى كنا نحن متأكدين منه . وكانت هذه هى المرة الأولى والأخيرة التى كتب فيها يوسف إدريس مقالا لمجلة " حوار " بل إنه أعلن رفضه للجائزة التى خصصتها المجلة له بعد أن علم بتوجهاتها المشبوهة وقد قرر عبد الناصر أن تمنحه مصر قيمة هذه الجائزة .
كان الرئيس جمال عبد الناصر حريصا على تشجيع المبدعين، خاصة الموهوبين منهم ، فكان دائما يحب تسليط الضوء عليهم، ويعطيهم الفرصة كاملة للظهور حتى يستفيد المجتمع من طاقاتهم الإبداعية.
والفرص التى أعطيت لهم بعد ليكونوا فى الصدارة الإعلامية لم تقف عند حد بل كانت دعوة مستمرة إما من الرئيس شخصيا أو بتكليفات غير مباشرة كنا نقوم بها ولكن كانت النتائج هى غير ما كان يتمنى ويرغب وهذا موضوع يطول شرحه وقد أتمكن فى المستقبل إذا كان فى العمر بقية أن أتناول هذه القضية وغيرها من القضايا المشابهة والتى قد تكون عليها علامات استفهام بالشرح والتوضيح :
أحمد بهاء الدين ـ كمال الدين الحناوى ـ كمال الدين رفعت ـ مصطفى بهجت بدوى ـ فتحى غانم ـ حسين فهمى ـ كامل الشناوى ـ لطفى واكد ـ على حمدى الجمال ـ جلال الدين الحمامصى ـ وغيرهم .
أرجو سؤال منير حافظ حول هؤلاء وكيف تم إعطاؤهم الفرص كاملة لكنهم لم يستطيعوا بدرجات متفاوتة طبعا أن يثبتوا القدرات الكافية ليتبوءوا ما كان يريد الرئيس عبد الناصر أن يكونوا عليه وفيه .!!
( الملحق الوثائقى ـ المذكرة والخطاب بتعليمات الرئيس جمال عبد الناصر ) .
(أنظر الملحق الوثائقى ـ تعليمات بخط يد عبد الناصر للدكتور ثروت عكاشة حول هذه المسألة)

كما قلت انت يا اخى فى مقدمتك لو ان فريد الاطرش مصريا لاقاموا له الدنيا ورددوا الحانه ولا نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل
المقال الخاص بالاستاذ / سامى شرف على هذا الرابط برجاء التكرم بالرد عليه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قم اخى / اختى الكريمه بنسخ الرابط ووضعه فى اعلى المتصفح او الضغط عليه من هنا لتنتقل الى المقال

من الواضح ان هناك معلومات ناقصه لدى الاستاذ سامى وانه لم يسمع كل الاغانى الوطنيه ويعرف المناسبات التى قيلت فيها والا لادرك الحقيقة
ولكن يبدو ان النيه مبيته للنيل من فريد الاطرش بالضبط كما كان حيا
حسبنا الله ونعم الوكيل

سيدي المحترم ان فريد الأطرش هو العلم العربي الذي لا يضاهى في علاه , لا اعتقد بأنك تجهل هذا انما تجاهلت وجوده بقصد وان دل هذا على شئ فأنه يدل على انك استمرارية للشلة الوهابية الكلثومية الحليمية الحاقدة الحاسدة....تكلمت عن حليم ورقته وعذوبته و نسيت اقرب المقربين اليه كيف فضحوه حتى بعد مماته وبانت دسائسه التي حاكها ضد الموسيقار الخالد فريد الأطرش من هو الذي منع اللقاء بين فريد وام كلثوم ؟؟؟ من دفع من ماله رغم "الكف المقفل" لكي تسافر ام كلثوم الى فرنسا ولا تبدأ البروفات على لحن فريد؟؟؟ان فريد الأطرش هو اله الوطنية الشامل فبأي حق تتجاهله ؟؟؟اين انت من " حبيب حياتنا كلنا"؟؟؟ اين انت من " حيوا البطل"؟؟؟ اين انت من مرحبا بك يا جمال؟؟؟؟الم تعلم بأن جمال عبد الناصر هو الذي حل مكان فريد في عرض فيلم عهد الهوى الذي تبرع فريد بايراداته الى الجيش؟؟؟هل حضرتك تذكر كم مرة زار جمال عبد الناصر ام كلثوم او عبد الوهاب او حليم في بيوتهم؟؟؟؟اخي اقترح عليك وقفة مع الضمير مع الأنسانية مع كلمة حق ,.عد الى الحقائق واتبع الطريق الواضح والصريح

المعلومات التى بين يديكم استاذ سامى بكل اسف غير صحيحه وتحوى مغالطات وقد اثبتت الايام انها غير الحقيقه
فعلاقة عبدالناصر بالموسيقار علاقه قويه وكان يحب الموسيقار ويقدره
كما ان فريد غنى للثوره اكثر من غيره وفى الحقيقة غنى لكل العرب
اين مرحب مرحب التى غناها عندما زار الرئيس شمعون مصر للتهنئة بالثوره وحصل فريد على وسام من الرئيس شمعون
وغيرها الكثير يا سيدى
يا حبيب الشعب العربى
ابن العرب للعرب
حبيب حياتنا كلنا
بورسعيد
المارد العربى
يا اسطى سيد
والاخيره غناها لعمال السد العالى
ورثى الزعيم عبدالناصر باغنيه
حبيبنا يا ناصر يا اعز الرجال
ثم تذكر حضرتك ان فريد لم يدلى بدلوه لا والف لا
لقد ادلى وادلى وادلى
مع الشكر

اشكرك من كل قلبي أخي منعم على هذا الرد الجميل واسمح لي بهذه المناسبة ان أقدم هذه الخاطرة التي ربما لم يلتفت اليها الأخوة في المنتدى ,فأراها تتلائم مع هذا الحال بعنوان:

ابن الشعب العربي

سيف قاطعْ..
ذو بريق لامعْ..
وعلى رقاب الأعداء..
نوره ساطع..

هذا هو الفريد
أمير..أصيل..كريم..
وفي ساحات الوغى ند عنيد

اشهد يا بساط الريح
وقل للمارد العربي
عبثت يد الحاقدين
وتطاولت على الفارس الأبي

لكنها ستبقى محدودة الأبعاد
وبعيدة عن ابن الأصول والأمجاد

علم العروبة يا غالى
يا مرفرف فوق ف العالى
وحتعلى كمان وكمان وباذن الله طوالى



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

حبيب حياتنا كلنا

اخى الكريم استاذ المارد العربى
تحية طيبه لردكم الكريم
ردكم اسعدنى ايهاالفريدى الحبيب

شكرا لكم اخى الفريدى الحبيب استاذ محمد الغريب
شكرا على ردكم الجميل

تيحة للفريدى الكبير الاستاذ فؤاد منصور
كلمات الشكر لا تكفى اخى الحبيب استاذ فؤاد
ودائما انتم سابقون لدفاع عن الموسيقار فى كل مكان
بارك الله فيكم وجزاكم كل خير
تقبل اسمى تحياتى

مرحب بحضرتك اخى عاشق فريد
شكرا على ردكم الكريم والدفاع عن الموسيقار

شكرا مجددا اخى الفريدى الحبيب المارد العربى على ردكم الجميل فى الدفاع عن الموسيقار فريد الاطرش

نعم اختى صاحبة الجلاله
سيظل علم العروبه خفاقا عاليا
الله يرحمك يا فريد
شكرا اختى الكريمه

أشكرك كثيرا أخي منعم على الموضوع و ليعلم الحاقدون أن الموسيقار فريد الاطرش أكبر منهم.