نشرت الشرق الاوسط مقالا لشيرزاد شيخاني حول مجنون فريد الأطرش تحت عنوان :
بيشمركة سابق أمضى 50 عاما يؤرشف لفريد الأطرش . جاء في المقال :
نسمع كثيرا عن بعض المجانين بحب مطربات وفنانات ونجمات السينما، وكيف يلهثون وراءهن أو يتصيدون أخبارهن. وقد يتطرف بعضهم في التعبير عن حبهم إلى حد ملاحقة ومضايقة هؤلاء الفنانات، مما يدفعهم في بعض الأحيان إلى ارتكاب مخالفات قانونية أو حتى التعدي عليهن. كما نسمع أن هناك بنات تجنّ في حب بعض المطربين، ومنهن من تتصارع لمجرد لمسة من أيديهم أو حتى تلويحة منهم، أما أن يكون هناك رجل مجنون بحب فنان في حياته، ويظل متعلقا به بعد وفاته لأكثر من ثلاثين سنة، فتلك مفارقة! والمفارقة تتحول إلى حالة من الاستغراب والدهشة، بل إلى عدم التصديق عندما تتفاجأ بأن هذا الرجل المجنون بفنان مصري هو بيشمركة كردي سابق يعيش في أربيل. فقد عشق إسماعيل رسول الكردي فن الموسيقار الراحل فريد الأطرش. وتحول عشقه إلى وله، دفعه إلى تصيد أخبار هذا الفنان في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة في الستينات قبل أن يوجد التلفزيون في معظم بيوتات أربيل، لكن السينما عوضته، التي كانت سبيله الوحيد لإرواء عشقه لفن هذا الفنان الكبير.
وأرشيف رسول مثقل بآلاف الصور، وبمئات المجلات، وعشرات الألبومات التي أعدها بنفسه طوال خمسين عاما من عمره، ويوثق لمختلف مراحل حياة هذا الفنان. وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه أوصى بأن تحتفظ عائلته بهذا الأرشيف من بعده، مشيرا إلى أنه ليس «مستعدا تحت أي ظرف كان أن يفرط في هذا الأرشيف ولو بكنوز الدنيا»، وقالها بلهجة بغدادية محببة: «مو للبيع ولو بعمارتين». والغريب أن رسول يتباهى بهذا الأرشيف إلى حد أنه يتحدى به أرشيف التلفزيون والصحافة المصرية، من حيث ندرة الصور والأخبار المنشورة عن فريد.
يقول إسماعيل رسول: «أنا من مواليد 1946، وبدأ عشقي لفريد منذ خمسينات القرن الماضي، تابعت أفلامه في السينما في ذلك الوقت، حيث كانت السبيل الوحيد للثقافة والتسلية، ومن هناك شغفت بفن هذا الفنان الكبير. وكانت بطاقات السينما حينذاك تباع بعشر (عانات)، ما يعادل 40 فلسا في ذلك الوقت، وكنت أتدبر ثمنها بصعوبة، مع ذلك لم أفوت على نفسي مشاهدة فيلم واحد من أفلام فريد التي كانت تستمر في العرض لأسبوع أو عشرة أيام، في حين أن الأفلام الأخرى لم تكن تدوم إلا يوما أو يومين، وكانت عوائل أربيلية تحجز (اللوجات) الخلفية من صالة السينما، لمشاهدة أفلامه، وكانت تلك العوائل لأغوات وباشاوات المدينة».
في سنوات السبعينات التحق رسول بصفوف الثورة الكردية، وكان يستمع إلى أغاني فريد من داخل خندقه عبر راديو «صوت العرب» من القاهرة، ويقول: «هناك سمعت يوم 27 ديسمبر (كانون الأول) 1974 نبأ وفاة الموسيقار فريد الأطرش».
وسألناه عن أسباب عدم سفره إلى مصر للقاء فريد، خاصة أنه أحبه منذ الخمسينات، فقال: «ظروفي السياسية والاجتماعية لم تسمح لي بالسفر إليه واللقاء به، ولكن زاره بعض أكراد أربيل منهم السيد جمال خليل. واليوم لا رغبة لي في زيارة قبره بمصر؛ ما دام فريد غير موجود في الحياة ماذا أفعل هناك؟ سلواي الوحيدة هي صوره والأرشيف الذي أحتفظ به».المير مجيد ارسلان بين الموسيقار وسامية جمال