منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Fd-1110
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Fd-1110
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان

أهلاً بك ومرحباً يا زائر فى منتديات الموسيقار الكبير فريد الأطرش
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 امير النغم العربي{الفصل الثالث}

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
وليد علبي
الاداره- كبار الفريدين
  الاداره- كبار الفريدين
وليد علبي


عدد المساهمات عدد المساهمات : 37914
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2013

امير النغم العربي{الفصل الثالث} Empty
مُساهمةموضوع: امير النغم العربي{الفصل الثالث}   امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime12/6/2016, 21:36

اقتباس :
       
تقدمة منى العلي
منتدى درب الياسمين
أمير النغم العربي فريد الاطرش
هو الغائب الحاضر دوما في قلوب محبيه
لحنا خالدا في ذاكرة الملايين وبرغم رحيله منذ اعوام طويلة
لازال صوته الشجي يطربني ويبكيني
 ومن هنا ارجو لكم رحلة جميلة
و قراءة ممتعة مع هذه الفصول

الفصل الثالث- اول الطريق

ستقبل مصطفى رضا فريداً بما يليق أن يستقبل به من يحمل بطاقة أحمد زكي باشا ، وقال له على العين والراس بطاقة الباشا ، ولكن لا شفاعة لك عندي إن لم تكن فناناً تتقن العزف على آلة موسيقية ... فأثلجت العبارة صدر فريد وقال لمصطفى رضا :


_ هل يسمح وقتك فتسمع عزفي على العود ؟

فقال مصطفى رضا :

_ هيا يا فتى ... دعني أرى مؤهلك الحقيقي !

وتأمل مصطفى رضا فريداً وهو يحتضن العود .. ثم وهو يجري عليه أنامله بمقطوعات معروفة ، ثم بمقطوعات جديدة .. لمن هذه يا فتى ؟ فتلعثم فريد .. وسطور الإعجاب في عيني مصطفى رضا شجعته على أن يقول :

_ هذه من تأليفي !

فتجولت عينا مصطفى رضا فوق بنطلون فريد القصير ، وعوده الذي انبثقت منه أنغام ساحرة .. ثم وجهه الطفل ... ثم بطاقة الباشا .. وقال :

_ حسناً ... ستبدأ الدراسة في المعهد على الفور !

وخرج فريد من عند مصطفى رضا بقلب مفعم بالفرحة ! واتصل مصطفى رضا بأحمد باشا زكي ليشكره على الموهوب الصغير الذي أهداه للمعهد ، فقال أحمد زكي باشا :

_ ولكن لي عندك رجاء يا مصطفى بك ، فريد هذا عزيز قوم ذل ، فهلا ساعده المعهد فأعطاه ولو مصاريف مواصلاته ...

_ له هذا يا باشا .. وستسمع عنه الخير دائماً !

وكان فؤاد وفريد قد اتخذا قراراً في شأن اشتغال أمهم في روض الفرج . والقرار أن تمتنع ، وأن ينبري الاثنان لمواجهة تكاليف الحياة .. أما فؤاد فقد ترك المدرسة وذهب إلى الدكتور شلبي طبيب الأسنان المشهور في الموسكي ليتعلم على يديه الحرفة ، أما فريد فقد ذهب إلى محل بلاتشي ، غيـر بعيد عن عيادة الدكتور شلبي .. وعرض عليه خدماته .. وقبله بلاتشي ليقبض النقود من المشترين ، فتذكر فريد كيف كان يكره الحساب في المدرسة ، وكيف كان يقول لمدرس الحساب كلما أنزل به العقاب أنه لن يبيع البطاطس ولهذا فإن الحساب لا يهمه .. وها هو يبيع القماش ولا بد أن يكون مفتوح العينين معاً ..فإذا ما جاء موعد الأوكازيون فإن على فريد واجباً آخر ... أن يركب دراجة ويحمل الإعلانات التي تحدد موعد الأوكازيون وفرص الزبائن فيه ، ويطوف بالدراجة الأحياء ويصعد إلى البيوت فيقذف بالإعلانات من تحت الأبواب ، أو يضعها في صناديق البريد في العمارات الكبيرة ، أو يسلمها باليد ، وله عن هذا العمل الإضافي عشرة قروش ..

وكان فريد سعيداً بهذا الشقاء ... وقد أمضى فيه فترات الإجازات ، وكان يذهب إلى المعهد كل مساء .. وكانت القروش القليلة التي تدخل جيبه تدخل إلى نفسه إحساس الرضا بأنه عائل الأسرة .. وبأنه يستطيع أن يكسب بعرق جبينه ، وقد تصيبه ضربة شمس فلا يبالي ، وقد كان في يقينه أن العمل عند بلاتشي لن يستمر طويلاً بعد ذاك الإطراء على فنه الذي سمعه من أستاذه في معهد الموسيقى ، وكان وقتها الأستاذ رياض السنباطي .. وبعد أن تتلمذ فريد على يديه عاماً قال له رياض السنباطي :

_ لن أعلمك بعد اليوم ، فليس عندي بعد اليوم ما أعلمه لك ؟

فكيف ينطلق ؟ كيف ينطلق فريد في ميدان الفن ؟ كيف يطرق أبوابه ؟

وكيف تلين له هذه الأبواب المستعصية ؟ أنه بلغ في فن العزف على العود درجة شهد بها أستاذه ، وأستاذه أحد سادة النغم في هذا البلد ... فكيف ينتقل من حجرة الدراسة في معهد الموسيقى إلى الجمهور ؟ وكيف ينتهي عذابه مع بلاتشي ... وكيف يريح أمه من سهرها على الإبرة ؟

كان فريد غصن مفتاح هذه الأبواب المغلقة ! فقد التقى به فريد الأطرش في نادي الموسيقى ، وتحدثا طويلاً ، وعلى الفور جمعهما حبهما المشترك للعود ، واستقلا الترام سوياً إلى غمرة ... فهناك كانا يسكنان ، وقد أدهش فريد الأطرش أنه جار فريد غصن وهو لا يدري ! وفي المساء ذهب إلى بيت جاره .. وهناك التقى فريد الأطرش بالمطرب ابراهيم حمودة ، وكان حمودة في ذلك الحين متألقاً ، ولما سمع فريد اهتز طرباً واستعاده، أما فريد غصن فقال له :

_ سمعت عن عزفك ، ولكني لم أكن سمعتك تعزف ... وأشهد اليوم أن نجماً في الموسيقى قد بزغ !

أما ابراهيم حمودة فقد أضاف إلى الإطراء اتفاقاً على العمل ، فقد كان هو الذي شغل مكان محمد عبد الوهاب حين كف الأخير عن العمل مع فرقة منيرة المهدية ، وكان حمودة يأخذ فريداً للعزف على العود مع فرقته ، ثم يعطيه جنيهاً أو جنيهين حسب الحفلة التي يحييها ! ولكن هذه الجنيهات القليلة لم تكن قليلاً دائماً يمكن أن يرتب فريد حياته عليه ... كانت متقطعة لا يعرف لها موعداً ... ولهذا استمر يعمل عند بلاتشي ، واستمر يفكر في كيف يجد القليل الدائم الذي ينسج منه هناءة أسرته !

وكان فريد يغني ! عنده من الإغنيات رصيد لبناني ، وعنده أغنيات ينبوعها سوري ، ولكن الأغنيات المصرية الصميمة كانت تستهويه وتتفاعل في قاع نفسه مع كل نغم لبناني ، أو سوري ، أو بدوي من جبل السويداء ، وكان أحب المطربين إليه محمد العربي ، وقد كان محمد العربي يغني في أحد مقاهي عماد الدين ، فإذا انتهى فريد من عمله عند بلاتشي في المساء فإنه يذهب إلى هناك .. وهو لا يدخل المقهى ولا يستوي على مقعد لأنه لا يستطيع أن ينفق قروشاً في طلبات المقهى .. أولى بهذه القروش أمه وشقيقته ، ولهذا كان يقف على الرصيف ساعة وساعتين وهو يسمع العربي في مواويله الأصيلة والناس يتصايحون من حوله إعجاباً ، ويلقون بالطرابيش إلى أعلى فتبلغ السقف وترتد إليهم ، وفي غمرة هذه النشوة كلها يخرج الجرسون من المقهى غاضباً فيطرد كل الواقفين على الرصيف بالشتائم القاسية ...ومن بينهم فريد !

وفي تلك الأثناء كان ثوار الدروز قد بذلوا تضحيات لا قبل لهم بها ، وقد انعزلوا في الجبال والوديان البعيدة بعد أن نفذ أكثر ما عندهم من عتاد ومؤونة ، وقد فكر شيخ العروبة أحمد زكي باشا في إقامة حفلة يخصص دخلها للثوار الدروز ، وانبرى أبناء سوريا في القاهرة إلى توزيع تذاكرها ، وإعداد برامجها ، واقترح حبيب جاماتي _ الصحفي المعروف _ أن يغني فريد الأطرش في الحفلة ، فلقي اقتراحه استحساناً عند أحمد زكي باشا ... ولم ينم فريد ليلتها من فرط فرحته ، واختاروا له قصيدة يغنيها يخاطب فيها فرنسا بألا تقول أن الفتح طاب ، ويذكرها بأن الدروز لن يتركوها تهنأ في أرضهم التي لم يهنأ فيها محتل ! وكان علية القوم في الحفلة ، وصعد فريد إلى المسرح وهو يتعثر في خطاه ، وعزف عوداً منفرداً فأبدع ، فلما غنى سرت بين الناس عبارات الاستحسان أن يكون مطرباً ببنطلون قصير وله هذه السيطرة على أوتار العود ، وله هذا التحكم في أوتار صوته ... وارتجل أحد شعراء العروبة بيتين من الشعر حيا بهما فريد .. قال :

غنى الفريد فأحكم الأوزانــا
فكأننا في أرض مكة سجدا


والعود فاض عواطفاً وحنانا
وكأنه وحي الأله أتـــــــــانا


حفلة وبيتان من الشعر وضعا فريد على أول الطريق إلى المستقبل ...

فقد كتبت الصحف كثيراً عن فريد ... وأسعده ما قرأه وطافت أسمهان بصورته تباهي بها الجيران .. ولكن هذا كله لم يقدم حلاً عملياً لأزمة فريد المالية ! وكان قد تعرف على يوسف بدروس .. ورأى فيه يوسف بدروس تردده في أن يلحن لنفسه أغنيات خاصة به ، فأغراه بأن يفعل وينفض عنه عدم الثقة بالنفس ! وفريد مشغول قبل التلحين والغناء بمكان يعمل فيه،مكان يرتزق منه وينفق على الأسرة التي اعتبرها في رقبته!..

ذهب فريد الأطرش إلى بديعة مصابني ! وكانت بديعة ملكة المسارح الاستعراضية بلا منازع ، وكلما تعاقدت مع فنان تسلطت عليه الأضواء ، لأن مسرحها يموج بالجمهور والنقاد ، وهي أيامها مدرسة الفن والمجد معاً !

ولان قلب بديعة لفريد بعد أن عرفت فقر أسرته وحاجته ، وألحقته ليعمل مع مجموعات المغنيين عندها ! وكان فريد يقول أنه يستطيع أن يغني ، فقالت له : دعنا نجرب ، فطار إلى يوسف بدروس ليضع له كلمات أغنية تشترك فيها المجموعة .. فقد كان هذا طابع العمل الفني عند بديعة مصابني ! ونجحت أغنية فريد نجاحاً هائلاً جعل أجره عند بديعة ثمانية جنيهات كل شهر .. وفرح فريد بهذا القليل الدائم ، ولكن فرحته لم تدم طويلاً .. فقد كانت بديعة ضنينة على الفنانين الناشئين ، وكانت تعتبر مجرد ظهورهم على مسرحها مأثرة ومكرمة وفضلاً ، وينبغي على الفنانين الناشئين أن يقابلوا هذا كله بالعرفان والقناعة ! ..

لم تدم فرحة فريد طويلاً ، ففي الشهر الثالث أعطته بديعة أربعة جنيهات فقط لأنها غيرت برامجها في منتصف الشهر فلم يعمل في النصف الثاني .. وفشلت كل جهوده في إقناعها بأنه يعمل بأجر شهري لا باليومية ، فتقبل راغماً مشيئتها ، وكانت تضيف إلى عمله كمغن أشياء أخرى ، فتطلب إليه أن يمثل في الاسكتشات فلا يقول لا ! إن بديعة تستطيع أن تترجم كل لا إلى خصم في المرتب .. فإذا عمل طوال الشهر، ولم يكن ثمة غبار على ما يفعل ، وإذا قدم ألحاناً جديدة وغنى ومثل وتشقلب .. فإنها بعد هذا كله قد تضن عليه بالثمانية جنيهات .. وقبل القبض بيوم واحد تدعوه إليها وتسأله :

_ فريد ... دافع عن نفسك ... إن بنات الفرقة يشكين منك !

فيجيب فريد وفي صوته حزنه :

_ يا ست بديعة مم يشكين ؟

فتقول له وهي تتلذذ بوضعه في قفص الاتهام :

_ يقلن أنك تعاكسهن !

فيقول لها وهو يعرف سلفاً ما تنتويه :

_ أنا هنا من أجل لقمة العيش . لقمة عيشي وعيش أمي وعيش شقيقتي .. إن هذا شاغلي الوحيد .. هات واحدة منهن لتواجهني ، هاتهن كلهن !

فتقفل بديعة أبواب الحديث كلها حين تقول :

_ لا وقت عندي للمواجهات .. هذه مكانها نقطة البوليس ! جزاؤك عندي خصم أسبوع من الشهر !

أما لهذا العذاب من آخر ؟ متى تفتح السماء باباً للرزق غير شحيح ولا ضنين ؟ أو متى يرق قلب بديعة فلا تختلق له ما يصيب أجره في الصميم ؟

وواصل فريد كفاحه ، بين بلاتشي وبديعة .. وهو يذهب إلى المعهد والمدرسة .. وقد قرب امتحان الابتدائية فصدم عنده صدمة مروعة ... قالت له إدارة المدرسة أنها لن تقدم أوراقه إلى الامتحان لأنه كثير الغياب غير مضمون النجاح .. ثم هي كمدرسة بطريريكية لا يليق بها أن تقدم طالباً يقول عنه الناس أنه يغني في المسارح ويعيش مع الراقصات ! ودافع فريد عن نفسه فلم يجد دفاعه فتيلاً ، وذهب شقيقه فؤاد إلى ناظر المدرسة فتكشف له أن ناظر المدرسة لاذ بجبل الدروز ذات مرة من جبروت الفرنسيين في بيروت .. فأكرمه الجبل ولقي من النخوة ما لا ينسى ، هنا قال أنه سيقدم أوراق فريد شريطة أن يدفع الرسوم ، وكانت الأم لا تملك الرسوم ولا فريد .. فاقترضوها من الجيران ! وأحس فريد أنه في معركة ! ولا بد أن ينجح ، ويثبت للمدرسة أنها أخطأت حين فكرت في حرمانه من الامتحان لأنه غير مضمون النجاح ، وهي لا تتقدم إلا بمن تتوسم فيهم النجاح حرصاً على سمعتها بين المدارس .. فانقطع فريد للاستذكار ، ولم يكن مصباح الغاز في البيت يغري بالاستذكار داخل البيت فكان فريد يذهب إلى المطرية .. وكان أيامها يسكن حدائق القبة ، ويختار عامود كهرباء ساطع الضوء يمكث تحته بالساعات يستذكر !

وأدى الامتحان ونجح . وأذاعت إحدى محطات الإذاعة الأهلية .. وكان فريد يغني فيها .. أذاعت تهنئة له .. فاستقبله أولاد الحارة بزفة ! وكان فريد الأول على كل أقرانه في المدرسة البطريركية !

أما حكاية فريد مع محطة الإذاعة الأهلية فقد كان بطلها ابراهيم حمودة ، ففي بيته التقى فريد بمهندس يدعى شلبي يعمل في محطة شقال الأهلية ... ومن هذه المحطة غنى فريد المواويل والعتابا اللبنانية ، وغنى الأغاني السورية ، وغنى المواويل المصرية على طريقة محمد العربي والموالد ومتوارث الفولكلور !



***

لم يكن فريد في تلك المرحلة من عمره محدد الخطى ! كان على أول الطريق .. وأول الطريق دائماً وعر ، وضيق ، كان يدخل المستقبل من عنق زجاجة ، وكان يتمنى بسطة الرزق حتى يكفل أسرته .. فهذا هو همه الأكبر .. ومن أجل هذا الهم الأكبر كان يقبل أي عمل .. ولهذا تنقل بين الحفلات وراء ابراهيم حمودة ، وتنقل بين بديعة مصابني ، وماري منصور ، وعلية فوزي ، ومحطة الياس شقال ، وكان كلما ارتفع دخله انتقل بالأسرة من شقة إلى شقة جديدة تليق بالزيادة في دخله .. ولكنه لم يكن يعرف إلى أين يمضي إذا انتهت هذه المرحلة من عمره ، وشغلته لقمة العيش عن التخطيط للغد .. ولكن الأقدار كانت تدبر للكادح الصغير مستقبل ! ..

كان فريد في حجرة في معهد الموسيقى وحيداً إلا من عوده ! وكان منكباً عليه يعزف وباب الحجرة مغلق .. وفجأة فتح الباب فخرست أصابع فريد على العود وتطلع ليرى من القادم .. ولم يكن يعرفه ، فلاذ بالصمت حتى يسمع منه شيئاً . وقال له القادم :

_ هل تسمح لي بالجلوس ؟

فقال فريد :

_ تفضل يا سيدي !

فقال وهو ينظر إلى فريد وكأنه يعرفه من زمن بعيد :

_ سأجلس بشرط أن تستأنف العزف على العود !

عبارة ترضي غرور الفنان ، وقد تريث فريد برهة ، فقال الغريب :

_وأريدك أن تعزف على طبيعتك وتفترض أنني لست هنا !

وأحس فريد بالطمأنينة ، فعاد إلى عوده ! وداعب أوتاره ، ثم استغرق في العزف حتى مضت ربع ساعة ، فتوقف ، فقال له الغريب :

_ استمر !

وأحس فريد أنه لا خيار له في الرفض ، فعاد إلى العزف ، وكان يملأ عينيه من الأوتار التي تصدح تحت وقع أنامله ثم يختلس نظرة إلى الغريب الذي استحوذ النغم عليه .. فيسأل فريد نفسه : ترى من يكون هذا الرجل ؟ وأين رأيته ؟ هذا الوجه غير غريب علي ... فمن صاحبه ؟ بل لماذا جاء يسمعني ومن أدراه أنني هنا ؟ هذه هي المرة الثالثة التي يطلب فيها إلي أن أستمر في العزف .. إن نصف ساعة مضت وهو لا يشبع ، فلماذا لا يشبع ؟ هل أنا حقيقة عازف مهم ؟ وهل أطربته إلى هذا الحد .. أم أنه ينافقني ؟ وعلام ينافقني ؟ الحق أنني من أمره في حيرة ، فهلا أخرجني من حيرتي وقال لي من هو ؟

ومضى فريد يعزف حتى أكمل ساعة ، فانتفض الغريب واقفاً ، وشد على يد فريد في إعجاب وقال له :

_ ستكون موسيقياً كبيرًا .. إنني من قلبي أهنئك وأتنبأ لك بمستقبل عظيم !

وبدأ يسأل فريد عن أحواله ، وعلى طرف لسان فريد سؤال حائر .. كان يريد أن يسأله من أنت يا سيدي ؟ ولكنه تردد . . ثم مضت الثواني فتبدد السؤال من على شفتيه ، وخرج الرجل وأغلق الباب من
خلفه ، وعينا فريد مفتوحتان على دهشة وعجب !

وجرى فريد إلى الخارج يسأل كل من يصادفه عن هذا الرجل ، فقالوا له في إجماع :

_ هذا مدحت عاصم !

وكان فريد الأطرش يعرف أن مدحت عاصم فضلاً عن ثرائه وتألقه في مجتمع المترفين موسيقي معروف ! وعجز فريد عن أن يفهم لماذا جاءه مدحت عاصم ، فقرر أن يغلق باب الحدس والتخمين في هذا الموضوع ، وحين نقل إلى زميليه ابراهيم حمودة ومحمود الشريف هذا الخبر ضحكا قائلين :

_ خير إن شاء الله !

ولكن الخير لم يكن حصاد تلك الأيام ! فقد اقترب موعد امتحان فريد في معهد الموسيقى فأصيب بزكام ! وانتقل الزكام إلى صدره فأحس فيه فرقة موسيقية تعزف نشازاً لا ينقطع كلما ألح عليه الأرق ، ولم يكن عند الأطباء ما يمكن أن يشفيه بين يوم وليلة ، فذهب إلى المعهد صبيحة الامتحان وجسده يصهد بالحمى .. وكان أساتذة الامتحان مصطفى رضا ، وصقر علي ، ومحمد فتحي ، وسامي الشوا ، وقال لهم أنه مريض فأصروا على أن يغني ، فغنى والميكروبات تسد حلقه وتضع صدأ على حبال صوته .. وكانت آهته آهة محموم يتأوه فتقاربت رؤوس الممتحنين في ضجر ، وتهامسوا .. فسكت ، ثم حمل عوده ورحل !

وتلقى فريد بعد أيام خطاباً بفصله من المعهد !

كانت الطعنة قاسية على فريد ، كانت هزيمة وهو لا يحب الهزيمة ولا يستكين لها ،وفكر في أن يذهب إلى أحمد زكي باشا يشكو له ما فعله به أساتذة المعهد .. ثم صرف نفسه عن هذا الخاطر ، وقرر أن يثبت لأساتذة المعهد الذين قرروا فصله أنهم أخطأوا في تقديرهم ، وأنهم ظلموه ..

قرر مثلاً أن يقدم أشياء جديدة من المحطة الأهلية التي يغني فيها ، ولكن الصحف حملت إليه نبأ زلزل كيانه .. النبأ أن محطة إذاعة حكومية تشق طريقها إلى الوجود ، وأن المحطات الأهلية كلها ستلف في كفن وتدفن إلى الأبد ! وأودع فريد أمانيه ذات القبر الذي دفنت فيه المحطات الأهلية ، ولم يكن له أمل كبير في أن يقفز به فن الصالات بين يوم وليلة إلى النجاح الذي يريده والذي يؤكد للظالمين قسوتهم عليه ، إذ فصلوه من معهد الموسيقى ، فأظلمت نفسه بهذه التعاسة كلها ، وكان العود صديقه الوحيد الذي يستطيع أن يسكب على أوتاره أحزانه فيحس لها رجعاً يخفف لوعته .. كان يصرف كل فراغه مع صديقه الصادح بأحزانه .. المعبر عن آلامه ، وكانت أمه تصيخ السمع له فتطرب أشد الطرب ، وتفرض السكينة على البيت فرضاً حتى لا يقطع الصخب نجوى فريد لعوده ..

ثم أضاءت الأقدار شمعة في هذا الظلام كله ! فقد حمل ساعي البريد خطاباً إلى فريد من مدير الإذاعة وهو يقول له (( تعال قابلني ))!

وذهب فريد إلى دار الإذاعة ، وقدم الخطاب إلى سكرتير المدير فاستمهله دقيقة فتح له بعدها باب المدير ، وعقدت الدهشة لسان فريد حين رأى مدحت عاصم ! واستقبله مدحت عاصم بابتسامة عريضة تليق بصديق قديـم وقال له :

_ هل تذكر يا فريد يوم سمعتك في معهد الموسيقى ؟

فقال فريد وهو سعيد بهذه الفاتحة التي تشي بما وراءها :

_ ذاك تاريخ غير بعيد .. لم تمض بعد أربعة أشهر ..

فقال مدحت عاصم وكأنه يعتذر :

_ ومع ذلك فإنني لم أستطع خلال هذه الأشهر أن أقدم فنك إلى الجمهور ، شغلنا افتتاح المحطة عنك ، فلما استقرت الأمور بعض الشيء استدعيتك .. فإننا في حاجة إليك !

فبدا على فريد الخجل من هذا الإطراء ، وقال لمدحت عاصم :

_ أنا رهن إشارتك ..

فقال مدحت عاصم يزف البشرى وهو يصوغها في عبارات تلغرافية :

_ عملت لك عقداً مع الإذاعة .. ستعزف عوداً مرة كل أسبوع .. سوف تستغرق المرة ساعة ونصف الساعة .. مبروك !

وفي الليلة التالية كان فريد الأطرش يجلس أمام الميكروفون من محطة القاهرة ليعزف على عوده . واستمر فريد في عمله سعيداً قرير العين بالرزق الذي انتظمت موارده . ولكنه كان يريد أن يغني .. تلك أمنيته بعد أن اجتمعت له شهادات من أساطين الفن أنه يغني بصوت مجلو ، وحنان متدفق ، وإحساس صادق ، ومن جهة أخرى كان يعتبر معركته مع معهد الموسيقى قائمة .. وهزيمته ماثلة .. وكان يريد أن يثبت أنه يستطيع أن يغني ..

وقرر فريد أن يطلب إلى مدحت عاصم أن يعطيه فرصة للغناء ، وتردد غير مرة ثم طرق بابه ليعلن له عن رغبته بصراحة ، فقابل مدحت عاصم الأمر بالاهتمام وسأل فريداً :

_ هل عندك أغنيات خاصة بك ؟

فأجاب فريد :

_ أستطيع أن أعدها في أيام !


فقال مدحت عاصم وكأنه على يقين من أن فريداً لن يخذله :

_ إذن نحدد لك موعداً للامتحان !

وذهب فريد الأطرش إلى الامتحان مع عوده فقط ، وكان في لجنة الامتحان ثلاثة يعرف فريد اثنين منهم وقد سقط قلبه إلى قدميه وهو يراهما ! كانا محمد فتحي ، ومصطفى رضا ، وثالثهما سعيد لطفي .. ساقط لا محالة ، فها هي الأغلبية من لجنة معهد الموسيقى التي حكمت عليك بالفشل وكتبت عليك صك الهزيمة ! فهل تأخذها من قصيرها وتنسحب ؟ وحانت منه نظرة إلى الباب المفتوح يغريه بالفرار فوجد مدحت عاصم مقبلاً .. فأحس أنه مدين لهذا الرجل .. وأنه ينبغي عليه أن يؤدي الامتحان ، ويبدع فيه ، ويكون عند حسن ظن مدحت عاصم به ! فلما أعطوه إشارة ليبدأ عزفه على العود ، غنى الليالي والموال ، وبدأت النتيجة تعلن على صفحات وجوههم ، فشجعه هذا على الإبداع .. ولعلع صوته وزغردت أوتار عوده وقال له مصطفى رضا :

_ نهنئك بالنجاح !

ولم يكن النجاح عملية رابحة عند فريد ! إن ربحها الوحيد أنه شطب من حياته وثيقة الهزيمة التي كتبها معهد الموسيقى ، وجعل الذين حكموا عليه بالفشل يحكمون له بالتفوق والنصر .. ومن ناحية أخرى بدأت تبعات الوقوف أمام الميكروفون تقف له بالمرصاد ! كان لا بد له من أغان مستقلة .. فذهب إلى صديقه يوسف بدروس الذي وضع له في ليلة واحدة أغنية (( ياريتني طير واطير حواليك )) وفي الليلة التالية قضى فريد مع عوده ساعات الليل حتى غمره نور الفجر .. وكان قد نمق لحنها ! وطار فريد بالنص واللحن لمدحت عاصم فوافق عليهما .. وأبرم معه عقداً ينص على أن يغني في الأسبوع وصلتين ، وكل وصلة نصف ساعة ، وأجر الوصلتين أربعة جنيهات ..

فسأل فريد مدحت عاصم :

_ هل سأغني وصلتين بأربعة جنيهات ؟

فقال مدحت عاصم وكأنه يعاتب فريداً إن ناقشه في الأمر :

_ أجور الإذاعة ضئيلة ولكنك تعوضها بالشهرة والبريق !

وسأل فريد نفسه ، فهل أستطيع أن أتغدى شهدى وأتعشى بالبريق ، وكان يعرف أن مناقشة اللوائح الإذاعية لا تجدي ، فقال لمدحت عاصم :

_ أشكرك على كل حال !

وحين خرج فريد من الإذاعة كاد رأسه ينفجر بالأرقام وهو يحصي كم يلزمه للفرقة الموسيقية ، فإن رأيه قد استقر على أن تصاحبه فرقة موسيقية مرموقة،لأن الفرقة الموسيقية تصنع نصف النجاح ، وكانت أشهر فرق تلك الأيام فرقة العقاد ، وفيها عازفان شهيران هما أحمد الحفناوي ويعقوب طاطيوس ، واقترح على الفرقة أن تتزود بآلات غربية حتى يتقدم فريد للمستمعين بلون في الغناء والنغم جديد ! وعمل البروفات فكلفه كل هذا اثني عشر جنيهاً ، وكان يوسف بدروس متطوعاً بكلمات الأغنية، بل ألحق الأغنية الأولى بأغنية أخرى هي (( باحب من غير أمل )) ! الصفقة خاسرة ، وخسارتها مؤكدة فمن له بالتعويض ؟

تشجيع الجمهور عندما استمع إليه أول مرة كان تعويضاً كافياً ! فقد أحس فريد أن وزنه يزداد مع كل خطاب تتلقاه الإذاعة طالباً أغانيه ! أحس فريد منذ ذلك الحين أن رباطاً خفياً يربطه بهذا الجمهور الذي لا يراه .. وأحس أن هذا الرباط يقوى بعد كل مرة يقف فيها أمام الميكروفون ، وحين اختارته الإذاعة لحفلة تذاع من عند سفح الهرم ، وفيها الملك وكبار رجال الدولة ، قال حافظ عبد الوهاب للمستمعين :

_ أقدم لكم المطرب فريد الأطرش .. الفنان الذي وصل إلى المرتبة الأولى في النغم والطرب قبل أن يكمل عاماً في الإذاعة !

وحين غنى فريد الأطرش يا ريتني طير واطير حواليك .. وباحب من غير أمل ، كانت هناك فتاة
سمراء ، أسيلة الخد ، شماء الأنف ، زيتونية العينين .. كانت تسمعه .. وعيناها تبكيان .. وقلبها يردد البكاء !

***
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شاهنده
فريديّة أصيلة
شاهنده


عدد المساهمات عدد المساهمات : 8608
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 12/06/2010

امير النغم العربي{الفصل الثالث} Empty
مُساهمةموضوع: رد: امير النغم العربي{الفصل الثالث}   امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime15/10/2016, 23:09

مشكور استاذنا الفاضل الكريم وليد علبى الف شكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
امير النغم العربي{الفصل الثالث}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» امير النغم العربي {الفصل الخامس}
» امير النغم العربي {الفصل السادس}
» امير النغم العربي {الفصل السابع}
» امير النغم العربي {الفصل الثامن}
» امير النغم العربي الفصل التاسع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان :: نبض الكلمات :: المنتدى العامّ-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» منوعات مختاره للفريد بشكل جديد ( اغنيات فوق بوستات )
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime17/11/2024, 01:22 من طرف مصطفى محمود صقر

» الموسيقار يقيم حفل للجيش السوري
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime17/11/2024, 01:21 من طرف مصطفى محمود صقر

» مجموعة موسيقى الذكريات
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime16/10/2024, 02:07 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» مقال قديم لصابر عبدالوهاب توثيق الدديب القدير سعود عبدالعزيز
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime16/10/2024, 02:05 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» زملاء المهنة ا صباح توتيق الاديب الكبير ابو جمال
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime16/10/2024, 02:02 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» في ذكرى رحيل قيثارة الشرق نوتة موسيقية لاغنية يابدع الورد
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime16/10/2024, 02:00 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» فريدالاطرش الفدائي الكبير توثيق الاستاذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime16/10/2024, 01:57 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» زنكوغراف
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime16/10/2024, 01:55 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» فيلم رسالة من امرأ ة مجهولة
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime16/10/2024, 01:54 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» رحل فريد... وأخذ معه الخير والفرح والصّيف توثيق الاستاذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime16/10/2024, 01:51 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» ميرفت امين تحكي عن كولليس فيلم نغم في حياتي
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime16/10/2024, 01:47 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» امسية في صوفر
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime2/10/2024, 21:59 من طرف وليد علبي

» زنكوغراف
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime2/10/2024, 21:46 من طرف وليد علبي

» غلاف مجلة الكواكب
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime2/10/2024, 21:44 من طرف وليد علبي

» الموسيار وصباح وزوجها جو حمود
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime2/10/2024, 21:40 من طرف وليد علبي

» الموسيقار وموريس شفالية
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime22/9/2024, 21:56 من طرف وليد علبي

» في منزل جميل راتب توثيق الاساذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime22/9/2024, 21:43 من طرف وليد علبي

» بحور الشجن
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime22/9/2024, 21:39 من طرف وليد علبي

» ذكريات اطرشية
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime22/9/2024, 21:36 من طرف وليد علبي

» اخركذبة
امير النغم العربي{الفصل الثالث} Icon_minitime22/9/2024, 21:26 من طرف وليد علبي

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
وليد علبي - 37914
امير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_rcapامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_voting_barامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_lcap 
منعم ابوطالب - 16368
امير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_rcapامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_voting_barامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_lcap 
أبو وحيد - 12345
امير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_rcapامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_voting_barامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_lcap 
أشرف الزيات - 9892
امير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_rcapامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_voting_barامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_lcap 
مهدي سعدان - 8706
امير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_rcapامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_voting_barامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_lcap 
شاهنده - 8608
امير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_rcapامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_voting_barامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_lcap 
فاتن فؤاد - 6728
امير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_rcapامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_voting_barامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_lcap 
ليلى الاطرش - 4503
امير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_rcapامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_voting_barامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_lcap 
نعيم المامون - 4503
امير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_rcapامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_voting_barامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_lcap 
زهرالحب - 4400
امير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_rcapامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_voting_barامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_lcap 
Like/Tweet/+1
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
مصطفى محمود صقر
امير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_rcapامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_voting_barامير النغم العربي{الفصل الثالث} I_vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
عدد زوار المنتدى :.
Champion Catalog



تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط فريد الاطرش على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان على موقع حفض الصفحات