منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Fd-1110
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Fd-1110
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان

أهلاً بك ومرحباً يا زائر فى منتديات الموسيقار الكبير فريد الأطرش
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 امير النغم العربي {الفصل الخامس}

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
وليد علبي
الاداره- كبار الفريدين
  الاداره- كبار الفريدين
وليد علبي


عدد المساهمات عدد المساهمات : 37914
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2013

امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Empty
مُساهمةموضوع: امير النغم العربي {الفصل الخامس}    امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime13/6/2016, 17:33

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تقدمة منى العلي
منتدى درب الياسمين
أمير النغم العربي فريد الاطرش
هو الغائب الحاضر دوما في قلوب محبيه
لحنا خالدا في ذاكرة الملايين وبرغم رحيله منذ اعوام طويلة
لازال صوته الشجي يطربني ويبكيني
 ومن هنا ارجو لكم رحلة جميلة
و قراءة ممتعة مع هذه الفصول

الفصل الخامس
اقتباس :

كان فؤاد الأطرش لأسمهان بالمرصاد ! لقد احترفت الغناء رغم مشيئته ، مع أنه شقيقها الأكبر وولي أمرها منذ اختار الأب جانب الثوار وترك الأسرة للأقدار ، لقد سكت على مضض حينما كانت أمه تغني لأنه كان دون السن التي يستطيع فيها أن ينبري للحياة فيضمن للأسرة تكاليفها ، وكانت أمه صاحبة السطوة ، فإن بدرت منه بادرة اعتراض انتهرته فلاذ بالصمت ! أما اليوم فلا .. إن الشارب يملأ نصف وجهه ، وعيب على أبناء الشجرة الأصيلة من جبل الدروز ، من صلب الطرشان ، عيب عليهم أن يتركوا فروع الشجرة تتدلى إلى الوحل ! والفن عندهم وحل ، إن لحق المرأة ! ولهذا تسلل فؤاد إلى جبل الدروز وروى الأمر كله للأمير حسن الأطرش أمير الجيل ، بنت عمك تصير إلى الدمار ، ستجلب علينا عاراً ما بعده عار ، أمها وفريد يؤيدان ما تفعل فتعال أزوجك إياها وتأخذها قسراً إلى الجبل .

ودفعت النخوة حسناً إلى أن يلبي ..




وحين أقبل على القاهرة لم تكن أسمهان قد تجاوزت الخامسة عشرة .. ولا كانت تعرف معنى الرفض ولا القبول ! ولا كان الحب قد طرق باب قلبها لتتعلق بحبيب القلب وتعلن العصيان لأنها لا ترضى عن حبيب القلب بديلاً ! يستوي عندها الرجال ، وما دام هذا ابن عمها ، ولقبه أمير ، وهو ظاهر الوسامة ، بادي الشهامة ، فلماذا لا تقبله زوجاً ! وحين أحس فؤاد بالانتصار أحس فريد بسكين يمزق ضلوعه ، فمضى إلى زفاف شقيقته وقد تحول صدره إلى قبر لآماله ،كانت أسمهان قد ملأت عليه فراغ حياته ، ولم يعد لفريد بعد أن غادرت أسمهان القاهرة لتقيم بين دمشق وجبل الدروز ما يغريه بالبقاء في القاهرة ، فتنقل في أرجاء الوطن العربي الكبير يلتقي بجمهوره ويعوض حرمانه من حب واحدة بحب الألوف والملايين ! ذهب مرة إلى فلسطين واتفق مع فرقة العقادين الموسيقية على أن تلحق به لحفلة قبض عربونها وقد تحدد موعدها .. وانتظر أن تبلغ الفرقة فلسطين صبيحة الحفلة ، ولكنها لم تبلغها ، ووقع في الحرج ، ولكنه لم يفقد الأمل في أن تصل الفرقة في قطار المساء ، وتتجه إلى المسرح مباشرة ، فذهب إلى المسرح ، وبقي في الكواليس وجاءه بعد دقائق من يحمل إليه نبأ وصول القطار دون الفرقة ، فبكى ! كان الجمهور يملأ المسرح ، فكيف يخيب أمل هذا الجمع كله ، وحان موعد رفع الستارة فلما لم ترتفع ظن الجمهور أن في الأمر خدعة فتصاعدت هتافاته المحتجة تطالب بفريد ، ومضت الدقائق فتزايد غضب الجمهور واستنجد متعهد الحفلة بالشرطة حتى يحول بين الجمهور وتحطيم المكان !

وذهب مدير الشرطة إلى فريد بين الكواليس فشرح له فريد الأمر ، واتفقا على أن يسترد الجمهور أثمان تذاكره وتنفض الليلة بسلام ، و ذهب مدير الشرطة ليعلن للجمهور هذا القرار ، فتصاعدت هتافات الجمهور نريد فريد وحده .. ولا نريد الفرقة الموسيقية ! وعاد مدير الشرطة إلى فريد الذي كان يسمع كل شيء وهو لا يكاد يصدق أذنيه ! وحين ظهر على المسرح استقبله الجمهور استقبالاً رائعاً .. فأمسك عوده وراح يعزف منفرداً ، ثم غنى ثم استراح وغنى ، وغنى وصلة ثالثة فملك كل المشاعر .

وشحنت تلك الليلة فريداً بالثقة بالنفس ، فإن مواجهة الجماهير مع الفرقة الموسيقية مسألة مألوفة ، أما أن يواجه الجماهير وحيداً ، ويفرض عليها الإنصات بعوده فقط وحنجرته وحدها ، فهذا أمر لم يجربه من قبل ، ولا يظن أن مطرباً يستطيع أن يضع نفسه في هذه المغامرة .

وكانت محطة الشرق الأدنى للإذاعة تتعاقد مع المطربين العرب ليسجلوا أغنيات خاصة بها ، وقد وجهت الدعوة لفريد الأطرش ليذهب إلى لندن فيسجل بعض أغانيه ، فقال فريد أنه يتقن الفرنسية وأنه يفضل لو ذهب إلى باريس حيث يستطيع أن يتفاهم بالفرنسية ! وبدأ يسجل أغنياته في ستوديوهات باريس وتلك بدورها تنقلها إلى ستوديوهات لندن ، وبعد أيام استبد به الشوق إلى القاهرة فكتب إلى صديقه بدروس يصف له شوقه ، وبعث يوسف بخطاب إلى فريد طواه إلى أغنية (( يا مصر كنت في غربة وحيد .. ويوم ما جيت لك كان يوم عيد )) وفي ساعات وضع فريد لحناً للأغنية ، وفي اليوم التالي سجلها ، وتجمع له رصيد عند محطة الإذاعة البريطانية وأبلغته لندن أن الشيك في طريقه إليه !

ولكن الشيك لم يصل .. فقد قامت الحرب العالمية الثانية ، وخفت غواصات هتلر تبث الألغام في بحر المانش ، وتقطع الجسر بين انجلترا وفرنسا ، وكان في باريس أصدقاء لفريد من المصريين .. عبد الحميد عبد الحق ، وفكري أباظه ، وسيد ياسين ، وكانوا يدعونه إلى سهراتهم فكبر عليه أن يطلب إليهم قرضاً ، وفكر في الرحيل إلى القاهرة على الفور لأن باريس انقلبت رأساً على عقب بين يوم وليلة ، فقد أعلنت التعبئة العامة، واكتظت الشوارع بالشبان المتطوعين ، وأقفرت المطاعم والمقاهي والملاهي من روادها ، وأحياناً من العاملين فيها ! وبحث فريد عن نقود يرحل بها إلى مرسيليا ، ومن هناك يستقل الباخرة التي تحمله إلى الاسكندرية ، فلما لم يجد ذهب إلى مدير الفندق وقدم له خاتماً أهداه إياه الدكتور بيضا بعد نجاح (( انتصار الشباب )) ، خذه يا سيدي وأعطني ما يكفيني للذهاب إلى مرسيليا ، إنني لا أستطيع أن أمكث في باريس أكثر مما مكثت ! وكان الرجل طيب القلب فقال لفريد .. أعطيك ما تريد ، وأقبل منك الخاتم مرهوناً لا مباعاً .. عد في أي وقت وستجده ، ومصير الأحياء أن يلتقوا .. ودفع لفريد ما أراد ، وشد على يده مودعاً ! وحمل فريد حقائبه بعد أن تحول كل الحمالين في الفنادق ومحطات السكك الحديدية إلى جنود .. وحين بلغ مرسيليا صدم إذا علم أنه ينبغي عليه أن ينتظر يومين كاملين في المدينة لأن الباخرة لن تتحرك إلا في حراسة المدمرات البحرية ، والمدمرات لم تصل بعد ! ونقوده لا تكفي فماذا يفعل ؟ وهو كريم والكريم لا يضام ... وقد وقف حائراً في محطة مرسيليا فتقدم إليه أحد المسافرين وقال له :

_ الأستاذ فريد الأطرش .. أهلا فيك !

وسعد فريد بهذه التحية العربية ، وأهلا فيك لا يقولها إلا سوري فلعله من أهله ، وانبرى يقول وهو يضع حقائبه الثقيلة على الأرض ويلمح بأزمته من طرف خفي .

_ أهلا بك أنت ، هل أنت في ورطة مثلي ، هل قالوا لك أن السفينة سترحل بعد يومين وما معك لا يكفيك اليومين !

فقال الرجل وهو يجدها فرصة يستعرض فيها خصال الكرم والنخوة فيه :

_ بل يسعدني أن قالوا لك هذا فأعطوني فرصة استضافتك ، أنت ضيفي حتى تبحر الباخرة .. أنت ضيفي حتى ولو لم تبحر الباخرة إلا بعد أن تضع الحرب أوزارها .

ولم يكن فريد في موقف يسمح له برفض الدعوة الكريمة ، ولا حتى بالتظاهر بالرغبة في رفضها ! وأكد الرجل صدق نيته في الدعوة حين مد يده وأخذ حقيبته يخفف بها حمل فريد .. ورأى قبعة سوداء ترفرف عليها ريشة خضراء فسأله لمن تكون ، فلما قال لأسمهان أردف الرجل :

_ أليست في جبل الدروز ؟ ألم تتزوج الأمير حسن الأطرش ؟

فقال فريد وهو موزع النفس بين الحزن على فشل زواجها والفرح بعودتها :

_ لم تطق الحياة في الجبل فعادت إلينا .

واستطرد فريد في حبور :

_ أسمهان شريكة عمري وكفاحي ! حين أخذها حسن الأطرش أخذ معه قلبي .. ها هي قد عادت إلى قواعدها ..

ومد بصره فرأى زحام الاستعدادات للحرب في المدينة وشم رائحة الكارثة المقبلة فقال للرجل :

_ فمتى أعود إلى قواعدي مثلها ؟!

***

ولم يدم مقام أسمهان في القاهرة طويلاً ! إن فؤاداً ضيق عليها الخناق وشدد الحصار فرأت أن سجن القاهرة يتفوق في قسوته على سجن جبل الدروز ، فعادت إلى الأمير حسن الأطرش فجأة وتركت فريداً للوحدة !

وكان فريد يكسب كثيراً ، وبدأت المعجبات يدخلن حياته .. ولكنه كان يريد دائماً أن تحب فيه فريداً فقط .. دون المال ، ودون الشهرة ! كان يريد أن يكرر قصة حبه الأول ! وأحس فراغاً في حياته .. فعاد إلى العمل مع بديعة ليجد أين يقضي ساعات الليل ، وفي صالة بديعة التقى بواحد من المعجبين به ، ثري له عزوة وسطوة .. وكان هذا الثري يتردد على صالة بديعة كل ليلة .. وذات ليلة اقترح على فريد أن يذهبا معاً إلى مكان هادئ ، وبلغا نادي قصر النيل فأدهش فريداً منظر المقامرين فيه يجلسون حول الموائد الخضراء على أعصابهم لا على المقاعد ، ووقف يتأملهم كالمشدوه حين بدأ صديقه الثري المقامرة .. ولكز صديقه فجأة وقال :

_ فريد قد كسبت .. إنت فأل طيب ، هات مقعداً واجلس بجانبي !

وكسب صديقه كثيراً في تلك الليلة ، فذهب إليه كل ليلة بعد ذلك لأن فريداً أصبح عنده تعويذة الكسب ، وكان فريد في صراع مع نفسه كل تلك الليالي ! كان يريد أن يتسلى مثلما يتسلى كل هؤلاء الناس ، إنه علية القوم فهل المقامرة سبة إن كانت تسلية علي’ القوم ؟ وصحيح أنه كان يمزق أوراق اللعب إن وجد أمه تلعب الورق بقرش واحد .. هذا زمان ولى وانقضى ، فقد كانوا في حاجة إلى أرغفة .. أما اليوم فإنه من عرق جبينه يستطيع أن يقامر والمسألة موزعة بين الحظ والحرفنة ! أما الحظ فمضمون .. أليس هو تعويذة الكسب لصديقه ؟ أما الحرفنة فقد بلغ فيها درجة من كثرة ما راقب اللاعبين ، ويستطيع أن يكون شيئاً يذكر إذا قطع شوطاً في التدريب العملي ! ثم أن شيئاً هاماً لفت نظره في هؤلاء اللاعبين .. إنهم يستغرقون في اللعب وينسون كل ما عداه ، كل خلية في رؤوسهم تحسب حساب الورق على المائدة وتطرد كل المهموم منها ! من حقه أن يلعب إذن ليطارد الملل ، ويطارد أفكار الحرمان ، ويطارد أحزان قلبه المفعم بالأحزان والشجن !

وحين أعلن فريد الأطرش هذا القرار .. أعطاه ما يسميه المقامرون حظ المبتدئ ، فكسب مبالغ طائلة.. وفي الصباح حقق من هذه المبالغ أمنية غالية .. اشترى سيارة ! عملية رابحة .. بهذا حدث نفسه ! ولكنه أيقن في الليالي التالية أن هذه العملية خاسرة ، فقد خسر أضعاف ما كسف ، وأحس شيئاً يتمكن منه ، أحس رغبة لا تقاوم في أن يعوض خسارته ولاحق كل جنيه بجنيه ثان فطار الثاني وبعده الثالث ثم المائة، وأصبحت رغبته في تعويض الخسارة عناداً ، له مع المائدة الخضراء ثأر ولا بد أن ينتقم ! والمائدة الخضراء ملساء وفاتنة .. كانت في بعض الليلالي تلوح له بالإغراء فيعوض الخسارة ، ولكن المقامرة التي صارت في دمه لم تعد مسألة تعويض الخسارة ، أصبحت حركات عصبية حول المائدة .. أصبحت جملة عادات مترابطة، صديقه الثري يمر به في الصالة ، فيذهبان سوياً إلى نادي قصر النيل ، ويجلسان إلى المائدة ، ويشربان ويدخنان ويقامران .. وتمكنت كل هذه العادات منه !

وكانت المقامرة تستغرق شطراً من الليل ، ولكنه كان يجد في بعض الأيام فراغاً على مدار النهار ! ولا شيء عنده يعمله . . إنه يضع ألحانه في سرعة تذهل كل الذين يعرفونه ، ويتدرب مع الموسيقيين عليها بين يوم وليلة . . ويبقى له بعد هذا فراغ كبير ، وهو وحيد ، والفراغ يضنيه ويعذبه ! قال له صديقه ذات يوم :

_ سنذهب غداً لنرى الخيل في حظائرها .. فإن لي بضعة أصائل تجري في السباق وتحقق ربحاً !

فلاذ فريد بالصمت برهة .. وسأله صديقه الثري :

_ ألا تحب الخيل ؟

فقال فريد :

_ الدروز يقضون نصف عمرهم فوق ظهور الخيل !

***

لم يكن ما قاله فريد الأطرش عن الخيل في حياة الدروز مبالغة ولا تهويلاً فإن التي علقت بذاكرته من الأيام التي قضاها في الجبل كانت صور خيل وفرسان ! وحكايات العجائز في جبل الدروز ليست عن العفاريت والشاطر حسن إنما عن فرسان الدروز وماذا فعلوا في الحروب ووفاء الخيل لهم وطبع الخير فيها والأصالة ! بل يذكر مرة كاد يلقى فيها الموت .. يذكرها كما لو كانت صوراً تطل من طبقة ضباب كثيف ، ويكمل الذكرى له أمه التي بكت في ذاك اليوم بكاء مراً ! فقد كان فريد في الرابعة من عمره حين أخذه أحد أقاربه الشبان ليفسحه على ظهر جواد وكان الجواد طيعاً .. فاستوى عليه الطفل الصغير ، ومضى يمشي على مهل وكأنه سعيد بحمله الخفيف ! كل هذا والشاب من آل الأطرش يمشي على بعد خطوات من الجواد ، وهو يطري الفارس الصغير الذي لم يصرخ خوفاً فدل ذلك على أن فيه طبع حب الخيل والألفة بها من أول لقاء !

وفجأة تلوى في الأرض ثعبان أمام الجواد الوديع ، فأجفل مذعوراً وارتفع قائماه الأماميان ، ووقف على قائميه الخلفيين .. واختل توازن فريد فسقط تحت القائمين المرفوعين ! الثعبان أيضاً ارتاع فلاذ بالفرار .. وشرع الجواد في إنزال قائميه فرأى فريداً تحتهما .. وسوف ينـزل قائميه على جسده الصغير فيقتله قتلاً .. وتحرك فيه الوفاء والذكاء معاً ، فظل بقائمه مرفوعين في الهواء .. وجرى الشاب إلى فريد فحمله بين يديه .. في ثوان اجتاز فريد برزخاً بين الموت والحياة ، وصهل الجواد معلنا فرحته بالنتيجة !

روت عالية بنت المنذر أم فريد هذه القصة لفريد ، وذكرته بصورتها الباهتة التي استقرت في رأسه منذ ريق العمر ، وروت له قصة الفرسة الصقلاوية ذات القدرة النادرة على الرؤية في الظلام . وقد كان حسن الأطرش يركبها في معركة المزرعة التي نشبت بين الدروز وقوات الجنرال ميشو .. تلك القوات التي جردتها فرنسا لتأديب الدروز وقمع ثورتهم .. فهزمها الدروز رغم ظاهر الفارق في القوة بين الجبهتين . وقد أصيبت الصقلاوية بجرح ، وتبين الفرنسيون أن راكبها هو الأمير حسن فانطلق في أثرها فرسانهم ! عشرون فارساً أو ثلاثون ، والصقلاوية رغم جراحها تنطلق كالعصفور الطائر بين شعاب الجبال ومسارب الوديان ، وفجأة رأى حسن الأطرش ابن عمه هايل الأطرش جريحاً .. وممداً فوق الأرض ، فصرخ فيه :

_ هايل .. قم تعال معي !

الصقلاوية عرفت هايل فأبطأت ! وجذب حسن هايلا فاستوى خلفه على ظهر الصقلاوية ! تضاعف حملها ولكن هذا لم ينل من قوتها ، وازداد نزيف دمها ولكنها كانت أشجع من أن تتخاذل ، وأقوى من أن تنهار .. ظلت تجري والفرسان وراءها ، وحسن يتفوق عليهم بالصقلاوية حيناً وبمعرفته بمسالك الجبل ودروبه حيناً آخر .. حتى بلغ قرية درزية اختفى فيها !

وتسأل الأم فريداً :

_ هل تريد المزيد من قصص الخيل ؟

ويجيب فريد :

_ قولي يا أمي .. فإنني أحب هذه الخيل وأتمنى أن أعود إليها ! فتستطرد الأم قائلة :

_ وقد تموت الخيل كمداً على صاحبها ! إن فرسة شبل الأطرش ماتت في اليوم السابع لموته ! إنها عزفت عن الطعام والشراب طوال هذا الأسبوع .. فقد كانت تنظر لمن يقدم لها طعامها فلا تجده ((شبلا)) ، فارسها ، فتأبى الطعام ! والخيل تمشي في جنازة فارسها .. تماماً كالرجال ، وهي تحمل نياشينه ، ودموعها تسح من عيونها ذلك لأن في الجبل تقليداً بوضع الكحل في عيونها عند وفاة أصحابها ، والكحل يطلق دموع الخيل !

تلك كانت الصور التي يديرها فريد في رأسه عندما دعاه صديقه إلى زيارة لحظائر الخيل ! ومن حظائر الخيل خرج فريد إلى حلبة السباق ، وفي نيته أن يراهن على الخيل مثلما يفعل صديقه الثري ، فتلك تسلية يقطع بها فراغ ما بعد الظهيرة ، وهي أحب إليه من المائدة الخضراء لأنه يحب الخيل ، ويعرفها ، ويعرف أنها وفية .. أوفى من المائدة الخضراء !

وحلبة السباق مجتمع جديد حافل بالناس ! وجوه عصبية ، ووجوه جميلة ، ووجوه حزينة ، ووجوه متهللة .. وكل الوجوه تتطلع إلى فريد.. ووجه واحد توقف عنده فريد وأحس شيئاً يلمس قلبه منه ! كان وجه حسناء من بنات الذوات .. وكانت من شلة صديقه الثري في حلبة السباق ، فلكل ميدان من ميادين هذا الصديق شلة ، وهي التي فتحت باب المصيدة لفريد حيث قالت له :

_ موسيقاك تسحرني .. ولا أردد إلا أغانيك !

وكان طبيعياً أن يدعوها لسماعه ، حيث يعمل ، وحيث يعيش ، ولبت الدعوة ، وكان يتأمل وجهها وهي تستمع إليه فيؤمن من قرارة نفسه أن هذه المخلوقة الحساسة القلب ، الدافقة المشاعر .. ستكون شيئاً
في حياته !

واعتادت أن تسمعه ، واعتاد أن يدق لها التليفون كل صباح ، وجمعتهما حلبة السباق .. وجمعهما حبهما للموسيقى .. للون الشرقي بالذات مع أنها من فئة بنات الذوات اللواتي يباهين بفهمهن للموسيقى الغربية وحدها ! وجعلتها هذه العادات المترابطة ، والاتفاق في المشارب والمشاعر تتسلل إلى قلبه وتدخل عروقه ، وتستقر في حنايا صدره !

***

سعد فريد بهذا الحب الذي ملأ قلبه الخالي ، وظهر مع بنت الذوات في المجتمعات .

وكان صديقه الثري يتجول في أرجاء البلاد ليعقد صفقات تجارية على مستوى الاستيراد والتصدير فيأخذ فريداً وصديقته بنت الذوات معه ، ويغني لهما ، وهي تلتهم فريداً بعينها ، وتحيطه بحبها وغيرتها ، وتعرف إلى أين يمضي إن غادر البيت ، وقد تلاحقه حيث يكون حتى تطمئن عليه ، وقد توقظه في منتصف الليل لتقول له كلمة حب ، وكانت ذكية .. لا يمل فريد حديثها ، وكانت مجددة ، قلما يراها بثوب مرتين .. وفيها كل يوم ما يغريه بها ، وما يمد عمر الحب الذي صار وحيه الجديد ، وإلهامه الفياض !

_ لماذا لا يتزوجها إن كان يحبها هذا الحب كله ؟

وأجاب فريد إجابة مقتضبة ولكن فيها كل شيء ، قال :

_ أنا فنان منطلق كالسهم في رحاب الحياة .. أنا لا أحب القيود !

وقالوا له :

_ ولكنك لن تعوضها إن فقدتها !

فقال :

_ أنا لن أفقدها إلى إذا تزوجتها .. إن الحب وحده أجمل من الزواج .. إن الزواج مقصلة الحب وجلاد للفنان.

ثم أردف قائلاً لعبد السلام النابلسي الذي كان قد بدأ مع فريد صداقة وثيقة العرى :

_ ثم أن هناك فارقاً بين أن أعرف واحدة لأحبها .. وواحدة لأتزوجها !

فقال عبد السلام النابلسي وهو يهز رأسه بفلسفة :

_ فهمتك !

***

أخطأ فريد التقدير حين ظن أن حب بنت الذوات يخلد ، وكان قد بنى تقديره على أنها تحبه حباً لم يرَ ولم يسمع أن مخلوقة بذلته لحبيب ، لا ليلى لقيس ولا عزة لكثير ! كانت تحبه بصدق وبعمق وباقتناع .. تحبه بالعقل والقلب .. ولا تبالي ما يقول أهلها ، ولا تكترث لما يقوله الناس ، وتباهي بحبه ، وترفع في ثوان أسباب غضبه إن غضب ، وتعرف في ثوان أين يكون إن اختفى ، وتملأ نهاره ، وتوشي له برقتها وظرفها وخفة روحها ، وهي تحترم كل أصدقائه فإنها تعرف أنه يتفانى في حب من تحترم أصدقاءه .. وكانت تطوع نفسها لخصاله ، وتكيف طباعها لطباعه .. كانت تريده ، ولا تريد أن تفقده ...

بنى فريد تقديره على هذا كله ولكنه نسي أن المرأة قد تحطم كل شيء على صخرة الغيرة .. فقد حدث عندما كان فريد يعمل مع شقيقته أسمهان في فيلم (( انتصار الشباب )) أن ذهبت إلى الاستديو فتاة سمراء .. في السادسة عشرة من عمرها ، وعلى وجهها طيبة بلا حدود ، وفي قوامها أنوثة تتضوع من كل ثنية، ورآها حلمي رفلة واقفة بباب الاستديو فظنها تلميذة من المجنونات بالفن هربت من أهلها وجاءت كالفراشة تحوم حول أضواء الفن ! وحين ابتدرها بالنصيحة قالت له :

_ جئت لأجد عملاً في الفيلم .. أنا أعرف الرقص .. وأنا في حاجة للعمل !

فتحرك قلب حلمي رفلة لها ، وأخذها من يدها إلى مخرج الفيلم أحمد بدرخان .. ولكنها في الطريق سألت حلمي رفلة :

_ هل الأستاذ فريد الأطرش هنا ؟

فقال لها بنبرة تدل على أنه أجاب على هذا السؤال عشرين مرة من قبل :

_ طبعاً هنا .

فسألته من جديد :

_ فهل يمكن أن أراه ، وأصافحه ، وأحدثه ، وأسمعه ؟

فقال لها وهو يضحك :

_ هذه ليست معجزات .. دعينا ندبر لك العمل أولاً !

وألحقها أحمد بدرخان بفرقة الكومبارس التي تظهر وراء فريد الأطرش في أوبريت ليالي الأندلس، وحين أقبل فريد صافحته بيد باردة كالثلج ، وقالت له كلاماً موجزاً وسريعاً وبصوت خافت ، ففهم أنها تريد أن تعبر عن إعجابها ، فشكرها بكلمة واحدة ومضى إلى عمله ! ولكنها في الأيام التالية كانت بادية الارتباك كلما رأته ! وكانت تبكر في الذهاب إلى الاستديو حتى تستطيع أن تحدثه قبل أن ينهمك في العمل ...

كل هذا وهي في تقدير فريد مجرد معجبة .. كعشرات المعجبات ! ولكنها شاءت أن تنفرد عن سائر المعجبات برقة خاصة ! كانت في كل مناسبة ترسل لفريد باقة من الزهور ! وكانت تطلبه في التلفون وتطلب أن تراه .. وفريد مشغول بحبه ، وهو لا يريد أن يعطيها أملاً في حب لا أمل فيه ، كان يقول لها :

_ عندي عمل يستغرق الشتاء كله .. أقابلك في الصيف !

فتضحك وقلبها يدمي ، وتطارده بباقات زهورها وسؤالها عنه ، فإذا أقبل الصيف فإنها تذكره بوعده ، إذ ذاك يفلت من جديد قائلاً :

_ أنا لا أحب الصيف ولا عرقه .. إنني أتجول بين دمشق والاسكندرية وباريس .. أولى بك أن تنتظري للشتاء !

فتجلو صوتها من دموعها وتقول له :

_ سأنتظر للشتاء !

وكان يصادفها في الأماكن التي يقصدها مع شلته فيراها وهي ترقص فيشجعها وقد يزجي إليها عبارة إعجاب بفنها الذي يتطور ، وبصعودها الواثق ..

ومرة كان في الأريزونا مع صديقته وكانت هي راقصة الملهى ، فلما جاء دورها أحس شعوراً غامضاً يجتاح كيانه ! وراح يصفق لها على الواحدة ، فارتسمت الابتسامة على شفتيها ، وتثنت على النغم بسعادة عارمة ، واقتربت من مائدة فريد حتى أحس رواد المكان أنها ترقص له وحده ، وازداد حماسه لها فاستغرق في عبارات التشجيع ، وصديقته بنت الذوات تقضم أظافرها في عصبية أو تشعل سيجارة وتطفئها قبل أن تنتهي من تدخينها ، كانت تبذل جهداً لتكظم غيظها وغيرتها ، ثم انفلتت أعصابها فجأة فسحبت مقعدها في توتر ووقفت لتقول لفريد وكأنها بركان يقذف الحمم :

_ لا بد أن تحترم شعوري .. إنك تحطم كبريائي أمام (( ...... )) وفاهت بكلمة مما يعاقب عليه القانون !

وسمع كل من في المكان عبارتها ، وتوقفت الراقصة السمراء عن رقصها وانخرطت في البكاء ، وغلى الدم في عروق فريد وهو ينقل عينيه بين بنت الذوات والكادحة الباكية ، فرفع يده وهوى بها على صدغ بنت الذوات وبصفعة مزلزلة !

وقال بصوت مرتفع لكي يسمع كل الناس فيرد اعتبار الكادحة الباكية :

_ هذه أشرف منك !

وكانت تلك الصفعة الطرقة السحرية التي فتحت قلب فريد الأطرش للسمراء سامية جمال !

يتبع




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شاهنده
فريديّة أصيلة
شاهنده


عدد المساهمات عدد المساهمات : 8608
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 12/06/2010

امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Empty
مُساهمةموضوع: رد: امير النغم العربي {الفصل الخامس}    امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime15/10/2016, 23:08

تسلم استاذ وليد علبى
شكرا لحضرتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
امير النغم العربي {الفصل الخامس}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» امير النغم العربي {الفصل الثامن}
» امير النغم العربي الفصل التاسع
» امير النغم العربي{الفصل العاشر}
» امير النغم العربي{الفصل الثاني}
» امير النغم العربي{الفصل الثالث}

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان :: نبض الكلمات :: المنتدى العامّ-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» منوعات مختاره للفريد بشكل جديد ( اغنيات فوق بوستات )
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime17/11/2024, 01:22 من طرف مصطفى محمود صقر

» الموسيقار يقيم حفل للجيش السوري
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime17/11/2024, 01:21 من طرف مصطفى محمود صقر

» مجموعة موسيقى الذكريات
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime16/10/2024, 02:07 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» مقال قديم لصابر عبدالوهاب توثيق الدديب القدير سعود عبدالعزيز
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime16/10/2024, 02:05 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» زملاء المهنة ا صباح توتيق الاديب الكبير ابو جمال
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime16/10/2024, 02:02 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» في ذكرى رحيل قيثارة الشرق نوتة موسيقية لاغنية يابدع الورد
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime16/10/2024, 02:00 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» فريدالاطرش الفدائي الكبير توثيق الاستاذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime16/10/2024, 01:57 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» زنكوغراف
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime16/10/2024, 01:55 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» فيلم رسالة من امرأ ة مجهولة
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime16/10/2024, 01:54 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» رحل فريد... وأخذ معه الخير والفرح والصّيف توثيق الاستاذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime16/10/2024, 01:51 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» ميرفت امين تحكي عن كولليس فيلم نغم في حياتي
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime16/10/2024, 01:47 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» امسية في صوفر
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime2/10/2024, 21:59 من طرف وليد علبي

» زنكوغراف
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime2/10/2024, 21:46 من طرف وليد علبي

» غلاف مجلة الكواكب
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime2/10/2024, 21:44 من طرف وليد علبي

» الموسيار وصباح وزوجها جو حمود
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime2/10/2024, 21:40 من طرف وليد علبي

» الموسيقار وموريس شفالية
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime22/9/2024, 21:56 من طرف وليد علبي

» في منزل جميل راتب توثيق الاساذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime22/9/2024, 21:43 من طرف وليد علبي

» بحور الشجن
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime22/9/2024, 21:39 من طرف وليد علبي

» ذكريات اطرشية
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime22/9/2024, 21:36 من طرف وليد علبي

» اخركذبة
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  Icon_minitime22/9/2024, 21:26 من طرف وليد علبي

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
وليد علبي - 37914
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_lcap 
منعم ابوطالب - 16368
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_lcap 
أبو وحيد - 12345
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_lcap 
أشرف الزيات - 9892
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_lcap 
مهدي سعدان - 8706
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_lcap 
شاهنده - 8608
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_lcap 
فاتن فؤاد - 6728
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_lcap 
ليلى الاطرش - 4503
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_lcap 
نعيم المامون - 4503
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_lcap 
زهرالحب - 4400
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_lcap 
Like/Tweet/+1
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
مصطفى محمود صقر
امير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الخامس}  I_vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
عدد زوار المنتدى :.
Champion Catalog



تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط فريد الاطرش على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان على موقع حفض الصفحات