منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
امير النغم العربي {الفصل السابع} Fd-1110
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
امير النغم العربي {الفصل السابع} Fd-1110
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان

أهلاً بك ومرحباً يا زائر فى منتديات الموسيقار الكبير فريد الأطرش
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 امير النغم العربي {الفصل السابع}

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
وليد علبي
الاداره- كبار الفريدين
  الاداره- كبار الفريدين
وليد علبي


عدد المساهمات عدد المساهمات : 37914
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2013

امير النغم العربي {الفصل السابع} Empty
مُساهمةموضوع: امير النغم العربي {الفصل السابع}   امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime13/6/2016, 18:14

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تقدمة منى العلي
منتدى درب الياسمين
أمير النغم العربي فريد الاطرش
هو الغائب الحاضر دوما في قلوب محبيه
لحنا خالدا في ذاكرة الملايين وبرغم رحيله منذ اعوام طويلة
لازال صوته الشجي يطربني ويبكيني
 ومن هنا ارجو لكم رحلة جميلة
و قراءة ممتعة مع هذه الفصول

الفصل السابع-اولاده الحانه
اقتباس :

تقطعت أسباب الأمل في أن تعود سامية إلى فريد .. على عادتها كلما غضبت عادت ، فقد كانت هذه المرة جادة قاطعة وتزوجت شبرد كنج الأمريكي الوسيم ، ورحلت معه إلى أمريكا مسقط رأسه بحثاً عن صفحة جديدة من السعادة وهروباً من حب قالت للناس أنه انتهى من حياتها ودلت كل الشواهد على أنه عميق الجذور في قلبها المصدوع ! وأطبق الحزن على فريد .. إنه رغم المال والبريق لا يجد السعادة ، والأقدار تقف له بالمرصاد ، إذا أعطته باليمين أخذت باليسار فلا يكاد يفرح بعطائها حتى يودع بالدموع ما تأخذه قسراً من قلبه وحياته ! وأسدل فريد على نفسه ستاراً بعد أن فقد الثقة بكل شيء بكل الناس ، فقد كان لا يتصور أن تتسلل سامية من حياته بعد أن قطعا في الحب هذه الأشواط، ثم لم يكن يتصور أنها يمكن أن تنال منه على صفحات الصحف وهو الذي طالما أطراها وأكبرها وامتدح فنها وحبها وخلقها .




كانت آخر ذكرياته معها رحلتهما إلى شمال إفريقيا ، تونس والجزائر والمغرب ، وقد سبحت مقلتاه في الدموع وهو يتذكر فيض الحب الذي أغدقه عليهما شعب القطرين العربيين تونس والجزائر ، وكان قد بلغ المغرب فضاعف لهما الشعب من حبه وتكريمه ، زارته الإذاعة في فندقه في الدار البيضاء بعد أن تعذر عليه الوصول إلى الإذاعة ، فقد تجمع الجمهور على باب الفندق وسد كل الطرقات المؤدية إليها ، وجاءت فرق من الشرطة تحفظ النظام ، ولم يستطع فريد مغادرة الفندق إلى حفلة المساء ألا وهو في حلقة من فولاذ صنعها حوله رجال الشرطة !

ولم يكن الحب ولا التكريم مشاعر الشعب وحده ، كانت مشاعر الملك الذي تعلقت به قلوب شعبه إذ كان يناضل الفرنسيين وهم في بلاده ، فيحددون في قصر إقامته ولا يبالي ، ويحولون بينه وبين ولي عهده فلا يكترث ، ويصر على طلب الاستقلال بأي ثمن وبكل تضحية !

كان الملك هو المغفور له محمد الخامس ، وحين سمع عن قدوم فريد استدعاه إلى قصره ، فاخترق فريد حصار الجنود الفرنسيين ليلقى من الملك حفاوة لم تخطر له ببال ، وقال له جلالته أنه كان يود أن يخرج ليسمع سفير الفن من القاهرة ، ولكن الفرنسيين يفرضون عليه ألا يخرج حتى لا تقوم المظاهرات وتقع المعارك .. وقال له أنه يتمنى ، قبل أن تدركه المنية _ أن يرى كل أشقائه العرب في بلدانهم .. وبلغ به التأثر حداً كبيراً ، وتناول فريد كوباً من الشراب .. وأردف جلالة الملك :

_ وسيقيم لك ولي العهد ، ولدي الأمير الحسن حفلة شاي مع الأصيل .. فاذهب إلى قصره ، ولا تظن نفسك غريباً بيننا .. أنت من القاهرة ، وهذه بلادك وإن طال المدى !

وخرج فريد وفي عينيه دموع وعلى صدره وسام ملكي رفيع وحوله فرقته تتباين نياشينها وأوسمتها من يد الملك الكريم ! وانتشى ، وشد قامته ، وأحس رأسه يطاول السحاب وهو يدخل قصر ولي العهد في الموعد المضروب ، أما ولي العهد _ الملك الحسن _ فقد كان شاباً يافعاً ولكن حماسته كانت تسبق سنه ، وقد كان فريد قد أعد نفسه ليغني ، ولكنه فوجئ بولي العهد يقول له أنه المحتفى به ، ولهذا سيسمع الغناء الأندلسي والموسيقى الأندلسية من فرقة القصر وسمع فريد وطرب ، وغرق إلى أذنيه في سماحة ولي العهد ورقة شمائله وأوسمته ونياشينه التي كرم بها فريداً وفرقته !

سمعت فرنسا بهذا كله ، ورأت الجماهير تندفع في جنون إلى حفلات فريد الأطرش فأحاطت مسارحه بمصفحاتها حتى تقمع أي مظاهرة تنطلق إلى الطرقات .. ولم تكن ليلة تخلو من هتافات للعروبة والحرية والاستقلال يذكر فريد الناس بها في أغانيه عبارة ونغماً ! ورصدت فرنسا جاسوساً وراء فريد يتتبع خطاه ! أما الجاسوس فسرعان ما أصبح صديقاً لفريد ، ثم صار أقرب إلى أن يكون سكرتيراً يصرف شئونه ويحل عقد الرحلة من جوازات وانتقالات وحوالات مالية !

وحدث لفريد حادث وضعه في مأزق . وقع الحادث ليلة لقائه مع الملك وولي عهده ، فقد اعتلى خشبة المسرح وبدأ يغني للجمهور أغنية وطنية عن جلالة الملك ومراكش وكفاحها ، وعروبتها ، وكيف أنها ستنتصر في معركة الحرية ، وتكتب بالدم وثيقة الاستقلال ! وكان شقيقه فؤاد بين الكواليس يسمع سخط الناس على الأغنية والمغني ، ونظر من فرجة بين الكواليس فرأى الناس واجمين ... ماذا حدث ؟ فقال أحد المغاربة لفؤاد الأطرش :

_ هل جاء شقيقك إلى هنا ليأخذ مالنا ثم يغني لمراكش بلد الجلاوي الخائن ؟

حدث لبس !

فمراكش مدينة في جنوب المغرب ، وهي بلد الجلاوي زعيم البربر الذي مالأ الفرنسيين وخان قضية بلاده انتصاراً لعصبيته العنصرية ! ونحن في القاهرة نطلق على المغرب اسم مراكش .. خطأ شائع وقع فيه مؤلف الأغنية ، ولكن الشعب المغربي لا يغفره ! وكان لا بد من إنقاذ الموقف ! أرسل فؤاد ورقة إلى أنور منسي عازف الكمان الذي يجلس خلف فريد الأطرش إذ هو واقف على المسرح ، وقال له في الرسالة (( إن الجمهور غاضب ، قل لفريد أن يتوقف عن الغناء ويشرح للجمهور أن مراكش عندنا هي المغرب ، وقل لفريد أن يذيع للجمهور أنه التقى بالملك وولي العهد .. قل له هذا ، وإلا فقل علينا السلام ))!

وقد حدث ، وتوقف فريد عن الغناء ، وقال فريد للجمهور أنه لو كان يعرف أن الغناء لمراكش يعني الغناء للجلاوي لما غنى ولا ترك بلاده .. وقال أنه جاء يحمل تحية النيل والعروبة للملك البطل ، والشعب البطل ، لا للخونة! فدوى المكان بالتصفيق واستأنف فريد الغناء بعد أن أزال اللبس والسهوم وبوادر الكارثة..

ولكنه كان ملتزماً بالغناء في مدينة مراكش .. طبقاً لعقد المتعهد ! وما كاد يصل إلى الفندق هناك حتى فوجئ برجل ذي مهابة يدخل عليه حجرته في الفندق ويقول له :

_ الجلاوي باشا يحييك ، وهو يرجوك أن تعتبر نفسك ضيفاً عليه هنا . فإذا فرغت من الغناء في المساء فأنت مدعو إلى العشاء على مائدته ..

ووقع فريد في حرج ! ولكنه وضع خطة وعزم على تنفيذها مهما كلفه التنفيذ من ثمن ! ذهب ليغني وفي نيته أن يغادر مراكش إلى الرباط بعد الغناء مباشرة ! ووجد خارج المسرح جمهوراً غفيراً ، وغنى بين التصفيق ولكنه كان يحس أن ثمة شيئاً غير عادي يجري ، وسأل فعرف أن الجلاوي باشا اشترى كل مقاعد المسرح ليدخل الموالين له وليحرم الموالين للملك _ وهم كثرة غالبة من الاستماع إلى فريد الأطرش ! وغضب فريد أشد الغضب ، وحينما خرج من المسرح التفت حوله الجماهير تطالبه بأن يغني حفلة ثانية لتستمع له فاعتذر قائلاً أنه لن يبقى ساعة أخرى في بلد رأسها عميل لفرنسا التي حاربت قومه الدروز بغير هوادة !

وانطلقت السيارة بفريد إلى الرباط في حين كان رجال الجلاوي ينتظرونه ليذهبوا به إلى زعيمهم !

وعاد فريد الأطرش من الشمال الإفريقي مع سامية ، ثم أجهزت سامية على كل شيء بينهما في أشهر وتركته للوحدة والحرمان ، وتظاهر فريد بأنه لن يستسلم للأحزان ، وجاهر بهذا أصدقاءه ولكن الأيام مضت لتحمل إليهم من تصرفاته خلاف ما أظهر من مشاعر ، وهو الذي يجري بيده على العود فيصنع النغم لا يمكن أن تجري الأيام من حوله ولا تصنع له حباً يعيشه ويطويه ويحرك يده على عوده ..

الحب زاد هذا الفن كله ، الحب ينبوعه ، وكان يستسلم للكسل نتيجة الحرمان .. ولكنه سرعان ما ترجم الحرمان إلى نغم فغنى (( يا حبيبي طال غيابك ليه يا قاسي )) .. وقد حملت عليه الصحف حملة شعواء حين افترق عن سامية ، وقالت عنه أنه كسر قلبها وتعالى عليها ، ثم تحداه بعض النقاد أن ينتج فيلماً يحقق نجاحاً لأن سر النجاح في أفلامه سامية جمال ، وسامية قد رحلت ! حفز هذا فريداً إلى أن يقبل بطولة فيلم من إنتاج ستديو مصر ليست فيه سامية إنما فيه فاتن حمامة وماجدة ، وهو فيلم (( لحن الخلود )) ووضع فريد للفيلم ألحاناً تتراوح بين المرح والشعبية والعاطفة الجياشة فلاقى الفيلم نجاحاً قياسياً ، وتفوق على كل فيلم شاركت فيه ورقصت فيه سامية جمال !

وأحس فريد أن اعتباره قد رد إليه ، وأطنب النقاد المنصفون في النجاح الذي حققه ، فأغراه هذا بالمزيد من الإنتاج والإبداع ليثبت أن النغم لا تصنعه الحبيبة إنما تصنع أحاسيسه هو !

وكان بعد أن ينتهي من كل عمل يحس إحساساً واحداً .. يحس الوحدة ، والفراغ ، وفي ساعات الوحدة والفراغ تتجسم له فجيعته فيمن أحب ! وأراد أن يطارد أفكاره فأبرأ نفسه من توبته عن القمار وسبق الخيل وعاد إليهما .. والنكسة أشد من المرض .. فانبرت له الصحف تهاجمه وتنعي عليه إسرافه ، وأضافت الصحف إلى جراحه جرحاً ، أن الناس لا يرحمون ! إن أحب لا يرضيهم وإن عاش الحرمان لا يعجبهم ، وإن آثر الوحدة هاجموه ، وإن عاد للصخب والمرح وانطلق في الحياة فإنهم يسومونه العذاب بما يكتبون !

وصار فريد يصحو كل صباح على نبأ مختلق عليه ، أو خبر كاذب وكان يثور حتى البكاء ! وأصبح يوماً ونظر في المرآة وارتاع ! رأى بياض عينه اليسرى فسيحا .. وعضلات تلك العين لا تستطيع أن تشد المقلة إلى وضع وسط ، والأمر يهدد مستقبله على الشاشة ! وقال له الأطباء أنها حالة نفسية أكثر منها مرض عضوي ! إنه فقد من ينظر بها إلى الدنيا .. قال أسمهان . قالوا ربما سامية ، ولهذا فإن عضلات عينيه _ بإيحاء هذا الخاطر _ فقدت حماستها للعمل ، فتهكم عليهم وبكى ! وقالوا له مسألة مشهورة أن يصاب بالعرج من يفقد صديقه العزيز أو عائله .. إن الصديق أو العائل عكاز الحياة ! ..

وطار فريد إلى أوروبا ليعالج عينيه ، واستقر على فراش أبيض في أحد مستشفيات جنيف ، وكانت سامية جمال في جولة لها في أوروبة، وقد شاع خبر عينه.. وفي قرارته كان يتمنى أن تدق له تليفوناً تسأل عنه! وأجريت له العملية ، وتقرر أن يبقى عدداً من الأيام والوثاق الأسود على عينيه حتى تندمل آثار العملية .. وكان فريد يبحث _ وهو في الظلام _ عن المحطات الأوروبية ليسمع أنباء الحفلات التي تذاع وليعرف أن الملك فاروق فيها ، وأن سامية جمال ترقص أمامه في دوفيلا ! ويستسلم للذكريات التي تسبح أمامه في فضاء كله ظلام ! وفؤاد شقيقه يترقب يوم يرفع وثاق عينيه ويطمئن عليه ثم يعاركه على هذه المراهقة العاطفية التي غزت قلبه منذ دخل المستشفى .. وكان يوماً مشهوداً حين رفع الطبيب الغطاء من على عيني فريد .. وصرخ فريد صرخة عالية وهو يرى العملية تتكلل بالنجاح ، وطار إلى باريس ليعيش لياليها ويحاول من جديد أن ينسى ! ومفارقة طريفة حدثت لفريد .. وهو في فندقه في باريس ، إذ جاءه مدير الفندق ولا له :

_ سمع عن وجودك عندنا الجلاوي باشا .. وهو يدعوك إلى غرفته !

فقال فريد بنبرات من يقتادونه إلى مقصلة :

_ هل لا بد من مقابلته؟

فقال مدير الفندق وكأنه يهدد :

_ منذ جاء الجلاوي باشا إلى باريس وهو لا يقابل إلا الوزراء وكبار رجال الدولة !

فقال فريد ضاحكاً وضارباً عرض الحائط بتردده :

_ إذا كان هذا هو مستواه فإنني سأقبله !

وصعد إليه فريد وهو يفكر في كل كلمة قالها عنه في المغرب ، وكان يتوقع أن ينفجر فيه الرجل بعد فصل مراكش ، ولكنه فوجئ بهارون الرشيد يجلس بين عدد من أتباعه ، ويحدثه بأدب جم قائلاً :

_ لقد حرمتنا يا أستاذ فريد من الاستماع إليك والاستمتاع بك حين زرت بلادنا فانتهزنا فرصة وجودك هنا لنعوض ما فاتنا !

وكانت عباراته مفاجأة لفريد الذي أحس حرجاً هائلاً ، فقال وهو ينتزع الكلمات انتزاعاً من حلقه :

_ ولكني لا أملك عوداً هنا !

فقال له الجلاوي باشا :

_ هذه مسألة بسيطة !

وأشار على أحد أتباعه وكأنه يفرك خاتم سليمان ، وبعد دقائق قدم هذا التابع عوداً نفسياً لفريد .. وغنى فريد للجلاوي باشا الذي فرض عليه الحصار فرضاً لا مفر منه ، وأجزل له الجلاوي في العطاء ، وتمنع فريد وهو شديد الرغبة في الرفض ، ولكن قسم الرجل المغلظ سبق قسم فريد ، وتجمع رجال الجلاوي حول فريد ليقبل الهدية .. وعندما ذهب فريد الأطرش إلى غرفته قال لنفسه متسائلاً :

_ حتى الذين أكرههم يحبونني ... ترى لماذا لا يحبني الذين أعطيتهم كل قلبي ؟!



عاد فريد من باريس وقد تعلقت بذراعه حسناء جزائرية أخذت رقماً في قائمة الحب عنده !

كان اسمها ليلى الجزائرية ، وكانت راقصة من الدرجة الأولى في ملاهي باريس ، وقد أعجب فريد بها وهو يفكر في تقديمها في أفلامه ! وقد أشاعت المرح في حياته القاتمة ، وملأت مكاناً في فراغه الفسيح ، وعقدت من جانبها المنى على أن تستحوذ عليه على الأبد .. وراقب أصدقاءه حبه لها فراهنوا على أنه حب قصير العمر ، لأن فريداً لا ينكر عدم اقتناعه بالحب إذا لم يقتنع ، وقد كان يردد عن ليلى الجزائرية أنها صديقة لطيفة المعشر ، خفيفة ا لظل ، وقد قاسمها بطولات أفلامه لأنها تستحق .. ولكنه لم يردد قط أنها حبيبة الروح، وأن عشرتهما ستكون أبدية ، ولا قال أن ظلها الخفيف سيلازم ظله حسب النجم والطالع ، أو أنه سيقاسمها بعد الأفلام شركة الحياة ! وبدأت ليلى تحس أنها تعبر في قلب فريد عبوراً سريعاً ، وأنها دخلت من جهة لتخرج من الجهة الأخرى ! بدأت تعرف أنها فترة انتقال ، وجسر إلى حب أكبر .. ولم تكن تعرف من تكون الحبيبة الثانية ، ولكنها وطنت نفسها على ألا تسترسل مع الأحلام ، ولا تطيـر مع الخيالات حتى لا ترتطم بالواقع إن سقطت من علياء أوهامها .. وكان فريد رقيقاً في معاملته لها ، لم يبذل وعداً ليخلفه ، ولا مناها بشيء ثم تراجع ، كان من البداية واضحاً ، ومن أول سطور القصة وضع النقط على الحروف ..

آذنت قصة الحب بالنهاية السريعة ، فخرجت ليلى الجزائرية من حياة فريد الأطرش وفي قلبها ذكريات طيبة عن رقته وكرمه السابغ ونجاحها في أفلامه ، وودعها وهو يتمنى لها حظاً أحسن مع حبيب كان يراسلها من باريس في آخر أيامها في القاهرة .. وسافرت لتتزوج ! .

وعادت سامية جمال من أمريكا بعد أن أعلنت أن قصة زواجها قد انتهت إلى الإخفاق والفشل ! وكانت في حالة نفسية سيئة .. ولا تقل عنها سوءاً حالتها المالية ! وكان سر الإخفاق اختلاف الطباع كما قالت ، ولكن أكثر الظن أنه الحب القديم يطرد كل حب جديد ! وتنبأ الناس بعودة فريد إليها ، ولم يكن فريد يمانع في هذه العودة ، ولكنه اشترط للعودة شرطاً واحداً يحفظ عليه كرامته ويرد له اعتباره الذي داسته بقدميها وهي تتركه ، اشترط عليها أن تنشر في الصحف تكذيباً تقول فيه أن كل ما جاء على لسانها من هجوم على فريد ، من أنه يستغلها ، من أن يغرر بها .. كل هذا لم يصدر عنها ! أربعة أسطر في أية صحيفة صباحية ثم تعود إليه ! ..

ولكنها رفضت !

فأقسم قسماً لا رجعة فيه أنه لن يفكر فيها ولو كانت آخر النساء على ظهر الأرض !

***

كانت الشهرة العريضة التي حققتها سامية جمال حين دخلت قلب فريد الأطرش وأفلامه ، والشهرة المفاجئة التي هبطت على ليلى الجزائرية إذ ترددت أنباء حبه لها سبباً في اندفاع الباحثات عن البريق إلى فريد .. وحز في نفس فريد أن يكون سلماً تصعد عليه الصاعدات وبعضهن يخطو إلى أعلى فوق قلبه ، وبدأ حذره من المرأة بصفة شاملة ، بدأ يغير رأيه فيها ، وبدأ يضن بقلبه الذي تكاثرت على جداره الجراح ، على اللواتي يطرقن بابه ، كان يريد أن تجتاز الطارقة الجديدة سياجاً بعد سياج واختباراً وراء اختبر حتى يتبين فريد ذا كانت الطارقة تطرق باب القلب من أجل خالص الحب أم من أجل صميم الأنانية ، وقد رد عن قلبه الكثيرات من مختلف المستويات .. وأعلن أن الخيل أوفى له من الغادرات .. ثم أردف أن الخيل أصبحت تسليته الوحيدة لأنه لا يستطيع أن يجد مكاناً آخر يتلهى فيه دون أن يطارده الناس بمظاهرات الحب التي تخنق أنفاسه أحياناً ، أنه لا يستطيع أن يذهب إلى أحد الأندية ولا يستطيع أن يختلف إلى البلاج ، وإذا ذهب إلى ملهى ليلي فلا بد أن يذهب ومعه أصدقاء ، وقد يكون بين الأصدقاء صديقة ، وأيما واحدة تظهر معه تكتب الصحف على الفور أنها حبه الجديد ، فإلى أين يذهب ؟ حتماً إلى سباق الخيل ، هناك يتطلع الناس على الجياد فقط !

ولكنه وإن بخل بقلبه على الحائمات حول قلبه لم يكن يبخل بالمال على من يحتاجه أو تحتاجه من القاصدين لكرمه والقاصدات ، خلة الكرم والنجدة ميراث عن أبيه وعن كل عرق درزي فيه .. فإن الذي يروى عن كرم الدروز أن الفرنسيين حين أرادوا أن يشيعوا الفقر في جبل الدروز ، وأن يبددوا ما لديهم من مال حتى لا يجدوا ما يشترون به السلاح أن نهضوا إلى الثورة كانوا يرتبون خطة لزيارتهم في بيوتهم ، ففي كل قرية كان يقيم عدد من رجال الشرطة الفرنسيين يتوزعون على مدار الأسبوع بين البيوت فتذبح لهم الشياة وإن لم يكن في الحظيرة غيرها !

فريد الأطرش هكذا ، وكان صيته في الكرم يطير بين الفنانات في القاهرة والفنانات في الخارج ، فلم تكن واحدة أو حتى فرقة أجنبية تقصد القاهرة إلا وتزوره ، حدث في حريق في القاهرة أن شبت النار في فندق شبرد ، وخرجت بثياب النوم فنانة فرنسية تدعى سيمون ده لامار ، قفزت من بين ألسنة اللهب إلى الطريق فتلقفتها أيدي المخربين الذين كانوا يذكون النار ، وكادت هراوتهم الغليظة تنهال على رأسها فتقتلها ولكنها وجدت نفسها تصيح :

_ فريد الأطرش .. فريد الأطرش !

عامل من المخربين استوقف أخوانه ، إنها تقول اسم فريد الأطرش فدعنا نرى ماذا تريد ، وقالت لهم بالإنجليزية التي فهمها واحد منهم أنها ضيفته ، فسألها في خبث ووعيد :

_ وإذا لم تكوني ضيفته ؟

فقالت وجسدها ينتفض من أزيز النار حولها ، والهراوات المشهرة على رأسها :

_ افعلوا ما تريدون ! .

ودقوا التليفون في بيت فريد ، هل تعرفها فقال نعم ، فاعتقوها وأبت شهامة أحدهم إلا أن يستوقف لها تاكسي يضعها فيه ويأخذها إلى حيث يسكن فريد الأطرش ! وقد فوجئ فريد بالأمر كله ، فقد كانت سيمون ده لامار إحدى عشيقات الملك السابق فاروق ، وكانت في القاهرة من أجله ، أما فريد فلم يكن قد التقى بها إلاّ مرة واحدة في باريس ، وقد أفسح لها من بيته وهدأ روعها ، ثم جاءه بعد ساعات _ وهو لا يدري كيف حدث هذا _ جاءه رسول من القصر الملكي يشكره على معروفه !

وقالت سيمون لفريد أنها فقدت كل هدايا فاروق في الحريق ، فلما عادت إلى فاروق كان واضحاً أنه شحيح ولن يجدد الهدايا ولو من باب التعويض ، لا باب العشق ، أما فريد فانبرى لهذا ، وغادرت سيمون القاهرة وهي تقول أن فريد الأطرش أكرم من عرفت في مصر !

وقبل أن تغادر سيمون ده لامار القاهرة نقلت إلى فريد سراً ملكياً . قالت له أن فاروق يكرهه ، ويكره كل رجل تحبه النساء ... أما فريد فقال لها :

_ وأنا أكرهه لأنني لا أحب أن يجلس ملك بلادي على الموائد الخضراء في أوروبا ، ولا تتحدث الصحف إلا عن مكاسبه وخسائره ومغامراته ونزواته !

***

تزوج الملك فاروق من ناريمان ، فلما سألها عن مطربها المفضل قالت :

_ فريد الأطرش !

وكان فاروق يحب أن يحقق لها كل ما تريد حتى ولو كان فريد الأطرش ما تريد . فطلب إلى خالها مصطفى صادق أن يدعوا فريداً للغناء في القصر ! أما فريد فقد كان فرحاً بهذا خصوصاً وأن الخال ((الملكي)) قال لفريد :

_ كانت ناريمان فقيرة ولا تستطيع أن تدفع لك أجر الغناء عندها .. أما اليوم فهي ملكة ..

_ أما أنال فلا أريد أجراً .. يكفي أنني موضع تقدير !

وأحس فريد بالخيلاء وهو يرتدي ثيابه ليذهب إلى القصر الملكي ، وكان يعرف أن ثمة عدداً من الفنانين يحومون حول القصر ويرسلون الوسطاء ليرشحوهم للغناء فلا يظفرون إلاّ بالرفض .. ها هو ذا يذهب إلى القصر مدعواً والكرامة في ركابه .. وقد استُقبل بالترحاب ، وأحاطه أهله بتكريم بعيد عن تأنق البروتوكول وعقد الارستقراطية ونظر فيمن حوله فرأى الملك والملكة والأمراء والأميرات .. وأحس اضطراباً ، وهو حين يضطرب تتسلل من نفسه ثقته بنفسه ، وليس عنده من سلاح لاسترداد الثقة إلا أن يمسك العود ! العود سلاحه وقلمه وبطاقته وجواز مروره ! واحتضنه بين يديه .. وكانوا يتحدثون فقال لنفسه سأجبرهم على الصمت ، وضبط الأوتار وحديثهم لا ينقطع .. وبدأ يعزف على العود .. وللعود بين يدي فريد أنين وتوسلات .. وفيه رقص وتموجات سعادة ، ثم يعود للأنين فيلمس القلب ويعقد اللسان . وران الصمت على الجميع .. وتبادلوا نظرات الإعجاب وفريد ينتقل من مقطوعة إلى مقطوعة ، ومن معنى إلى معنى وكل ما ترسله الأوتار يغوص إلى كل القلوب المحيطة به ! لطالما سمعوه يغني ولكنهم عمرهم ما سمعوه في تقاسيمه الفريدة ، وما كاد ينتهي بعد نصف ساعة من عزف متصل حتى صفقوا له وأطروه فنه وتركوه للراحة لدقائق وبدأت الطلبات تنهال عليه ، فقدم طلبات الملكة على من عداها ثم أرضى كل من يعشق أغنية من أغانيه ! وغادر القصر الملكي مع الفجر وهو راض سعيد !

وذهب بعد ذلك مرات كثيرة ! مرة كان في قصر خالها في شارع الهرم وانقطع تيار الكهرباء وساد الظلام ، وتناثرت الشموع في أرجاء الحديقة التي كانت المصابيح الكهربائية تتدلى من أشجارها كعناقيد العنب، فلم تفلح الشموع في الإضاءة ، وأمر فاروق بأن تتجه مصابيح السيارات إلى داخل الحديقة وتضاء كلها ! وعلى أضواء مصابيح السيارات غنى فريد حتى مطلع الفجر !

وبدأت أسرة ناريمان تفتقد فريداً كلما غاب عنها أسبوعاً ، ولم يعد الأمر أن يغني ويمضي .. صار صديقاً لهم ، وكانت أمها تحوطه بالحدب والرعاية في وقت كانت لفتة منها تعتبر فضلاً سابغاً ومنة كريمة .. أليست أم الملكة ؟

وأحب فريد حياة الأسرة وهو يرى هذه السعادة في البيوت ، وبدأ يؤمن بأن الحياة فيها من ألوان المتعة غير ما اعتاد ، وفيها من ضروب الوفاء غير ما ألف وتساءل فريد :

_ إلى متى أظل وحيداً بلا من تحيطني بحبها ؟ ولماذا لا أصنع بيتاً وأنجب أولاداً يمرحون ، ويحملون من بعدي اسمي !

وقال فريد لنفسه وكأن يصرف نفسه عن نـزوة عبرت أفق خياله:

_ كلا لست وحيداً وأنا صديق أسرة الملكة ، إنهم الذين يدعونني إلى بيوتهم وقصورهم وعمري ما فرضت نفسي عليهم ، لن أصنع بيتاً لأنني أصنع الألحان ، لا أريد أولاداً فإن صخبهم سيطغى على رنة الوتر فتتبدد الأنغام من نفسي ، كبار الموسيقيين لم يهتموا بإنجاب ذرية للبشرية ، إنما اعتنوا بأن يتركوا لها تراثاً من نبض عبقرياتهم ! أولادي ألحاني فلتبق من بعدي حاملة اسمي ولتذهب قيود الزواج إلى الجحيم !

***

ومضى فريد في حياته الصاخبة ، سهر حتى مطلع الفجر بين الأصدقاء ، أو عند الأسرة الكريمة التي أحبته ، وفي الصباح يدندن على العود بخواطر جديدة وألحان جديدة .. فإذا اشتمل اليوم على سباق فإنه يذهب ليقامر ويمشي بيده على ظهور خيله التي أصبحت التسلية الأولى في حياته .. ورضي بالفراغ عن قناعة.

ولكنه كان يحس في قاعه جيشاناً ! كان يحس أنه يجتاز فتـرة الهدوء التي تسبق العاصفة .. وكان يحس أن قلبه كأرض عطشى .. تشققت ويبست وباتت تتطلع إلى السماء تطلب قطرات الحياة !

***
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شاهنده
فريديّة أصيلة
شاهنده


عدد المساهمات عدد المساهمات : 8608
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 12/06/2010

امير النغم العربي {الفصل السابع} Empty
مُساهمةموضوع: رد: امير النغم العربي {الفصل السابع}   امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime15/10/2016, 23:06

شكرا لحضرتك استاذ وليد علبى على الحديث الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
امير النغم العربي {الفصل السابع}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» امير النغم العربي{الفصل الثاني}
» امير النغم العربي{الفصل الثالث}
» امير النغم العربي {الفصل الرابع}
» امير النغم العربي {الفصل الخامس}
» امير النغم العربي {الفصل السادس}

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان :: نبض الكلمات :: المنتدى العامّ-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» منوعات مختاره للفريد بشكل جديد ( اغنيات فوق بوستات )
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime17/11/2024, 01:22 من طرف مصطفى محمود صقر

» الموسيقار يقيم حفل للجيش السوري
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime17/11/2024, 01:21 من طرف مصطفى محمود صقر

» مجموعة موسيقى الذكريات
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime16/10/2024, 02:07 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» مقال قديم لصابر عبدالوهاب توثيق الدديب القدير سعود عبدالعزيز
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime16/10/2024, 02:05 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» زملاء المهنة ا صباح توتيق الاديب الكبير ابو جمال
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime16/10/2024, 02:02 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» في ذكرى رحيل قيثارة الشرق نوتة موسيقية لاغنية يابدع الورد
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime16/10/2024, 02:00 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» فريدالاطرش الفدائي الكبير توثيق الاستاذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime16/10/2024, 01:57 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» زنكوغراف
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime16/10/2024, 01:55 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» فيلم رسالة من امرأ ة مجهولة
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime16/10/2024, 01:54 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» رحل فريد... وأخذ معه الخير والفرح والصّيف توثيق الاستاذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime16/10/2024, 01:51 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» ميرفت امين تحكي عن كولليس فيلم نغم في حياتي
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime16/10/2024, 01:47 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» امسية في صوفر
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime2/10/2024, 21:59 من طرف وليد علبي

» زنكوغراف
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime2/10/2024, 21:46 من طرف وليد علبي

» غلاف مجلة الكواكب
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime2/10/2024, 21:44 من طرف وليد علبي

» الموسيار وصباح وزوجها جو حمود
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime2/10/2024, 21:40 من طرف وليد علبي

» الموسيقار وموريس شفالية
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime22/9/2024, 21:56 من طرف وليد علبي

» في منزل جميل راتب توثيق الاساذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime22/9/2024, 21:43 من طرف وليد علبي

» بحور الشجن
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime22/9/2024, 21:39 من طرف وليد علبي

» ذكريات اطرشية
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime22/9/2024, 21:36 من طرف وليد علبي

» اخركذبة
امير النغم العربي {الفصل السابع} Icon_minitime22/9/2024, 21:26 من طرف وليد علبي

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
وليد علبي - 37914
امير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل السابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_lcap 
منعم ابوطالب - 16368
امير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل السابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_lcap 
أبو وحيد - 12345
امير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل السابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_lcap 
أشرف الزيات - 9892
امير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل السابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_lcap 
مهدي سعدان - 8706
امير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل السابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_lcap 
شاهنده - 8608
امير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل السابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_lcap 
فاتن فؤاد - 6728
امير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل السابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_lcap 
ليلى الاطرش - 4503
امير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل السابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_lcap 
نعيم المامون - 4503
امير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل السابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_lcap 
زهرالحب - 4400
امير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل السابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_lcap 
Like/Tweet/+1
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
مصطفى محمود صقر
امير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل السابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل السابع} I_vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
عدد زوار المنتدى :.
Champion Catalog



تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط فريد الاطرش على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان على موقع حفض الصفحات