منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Fd-1110
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Fd-1110
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان

أهلاً بك ومرحباً يا زائر فى منتديات الموسيقار الكبير فريد الأطرش
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 امير النغم العربي {الفصل الرابع}

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
وليد علبي
الاداره- كبار الفريدين
  الاداره- كبار الفريدين
وليد علبي


عدد المساهمات عدد المساهمات : 37914
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 01/01/2013

امير النغم العربي {الفصل الرابع} Empty
مُساهمةموضوع: امير النغم العربي {الفصل الرابع}   امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime13/6/2016, 09:30

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تقدمة منى العلي
منتدى درب الياسمين
أمير النغم العربي فريد الاطرش
هو الغائب الحاضر دوما في قلوب محبيه
لحنا خالدا في ذاكرة الملايين وبرغم رحيله منذ اعوام طويلة
لازال صوته الشجي يطربني ويبكيني
 ومن هنا ارجو لكم رحلة جميلة
و قراءة ممتعة مع هذه الفصول

الفصل الرابع-خفقة القلب

اقتباس :

الدنيا ليل ، والأصوات في شارع إدريس راغب ، في حي غمرة ، تحتضر وتتوارى في السكينة ، والأضواء في الحوانيت والنوافذ تتهاوى مصباحاً بعد مصباح ، ولشرطي الليل دبيب لا تخطئه الأذن وهو يراجع إقفال الحوانيت التي أغلقت ليتأكد من أنها محكمة ، ثم يصدر من حنجرته العريضة صوتاً أجش يقول به أنا هنا فترتعد فرائص اللصوص .. ثم تدب في الشارع حركة نشيطة حين تقبل أسرة من دار السينما ومعها الضجيج .. وطفل صغير صحا من النوم وصرخ ، وأمه خفت إليه وقبقابها يطرقع ، وبائع السجائر على قمة الشارع ساهر .. وفريد الأطرش أيضاً ساهر ! مكانه وراء النافذة ، والعود بين يديه ، ومصباح ترتعش ذبالته يحدد مكانه من النافذة فتراه التي يخفق قلبه لرؤيتها !




بنت الجيران كانت .. فالحب عادة ، وإذا اعتادت العين بنت الجيران فإنها لا ترضى عنها في الغرام الأول بديلاً .. وكانت تسكن بيتا من بابه .. بالفيلا أشبه .. دلالة الثراء وعلو المقام ! وقد بدأت القصة بالتأمل الطويل الصامت .. وأمضى فريد شهراً يتمنى أن تنفرج شفتيها عن ابتسامة ، فلما أضاءت الابتسامة حياته كان في عز بديعة .. وسنه الخامسة عشرة .. وهي أوان يخفق القلب أولى خفقاته ! كانت الحياة بما فيها من حرمان وشقاء شديدة الوطأة على نفسه الغضة .. أما هذا الطارق السحري الذي أيقظ قلبه وجعل لنبضه معنى ، أما هذا الوافد الجديد الذي أنعش خياله ، وسرق النوم من عينيه وجعله يمشي وكأنه يطير ويطل من النافذة وكأنه يطل على الجنة ، ويتلقى الابتسامة وكأنه يلقى واحة .. هذا الحب بدأ يهون عليه المتاعب ، فالنهار يقضيه بين مشاغله الكثيرة وهو يستحث الساعات أن تمضي حتى يرى محبوبته ، وهي تنتظره في النافذة وتراه عائداً فيملأ منها عينيه ويقفز درجات البيت قفزاً ليبلغ حجرته ، ويجلس في النافذة قبالتها ، وقد تجلس أمامه ساعة وهي لا تمل ... وضوء المصباح في حجرتها خافت لا يشي بيقظتها ، وقد يعزف على عوده ، فيسري مع الليل نغمه الحزين ، وينسكب في أذنيها أنينه على العود فيحرك حنينها إلى هذا الوحيد المعذب الكادح ! وكانت لها براعتها في تحصيل كل المعلومات عنه .. ولم يكن يقل عنها براعة .. فلما فكر في الخطة التالية ، في اللقاء ، ارتد بعقل يقدر العواقب ، ولا ينساق وراء نزوة القلب ، فقد عرف ، فيما عرف عنها ، أنها من الصعيد ، وأنها من أسرة تجد مفخرة في الشوارب التي تقف عليها الصقور ، فضلاً عن الاستهانة ، كل الاستهانة بالأرواح إذا مس الأذى شرفهم الرفيع ، وآثر فريد السلامة على المغامرة ، وقنع بأن يراها كل ليلة من بعيد لبعيد .. فإذا كان الصباح فإنه يصحو مبكراً ، ويشبع من محياها الوضاء وهي تحتضن حقيبة الكتب بين يديها ، وتندفع من باب البيت إلى عربة المدرسة وعلى شفتيها ابتسامة الصباح ، وفي عينيها نظرة حب !

ثم حقق فريد نجاحاً هائلاً حين استطاع أن يبعث إليها بخطاب ، ووضع يده على قلبه خشية أن يقع الخطاب في يد الأسرة فتكون العاقبة وخيمة ، فلما سطرت إليه عبارات شفت عن حبها طار فرحاً وروى للعود حبه في نغمات ينبوعها القلب من أعماقه !

ولكن أيا مه الحلوة لم تعمر طويلاً ! فقد أحست أمها بأن ثمة ما يشغل ابنتها .. قالت الفتاة مرة في خطاب لها أنها عازفة عن الأكل ، وأنها لا تجد مبرراً لذلك ، فحدجتها أمها بنظرة فيها اتهام وعولت على مراقبتها .. واستطاعت الأم أن تضبطها أكثر من مرة وهي تجلس في الشرفة أو النافذة ، ثم وهي تبتسم لفريد ، وعنفتها الأم وأغلقت نافذة حجرتها بالمسامير وحرمت عليها ارتياد الشرفة ! ولم يبق لفريد غير اللحظات التي تعبر فيها الفتاة شارع إدريس راغب إلى عربة المدرسة ...

وأحس فريد لذعة الحب .. أحس أنه يريد أن يراها كل ساعة وكل دقيقة ، ويحتويها بين عينيه ويحتضنها بأهدابه ، ويوسدها قلبه ويسمعها نبضه الذي من أجلها وحدها يتردد ! أحس أنه يريد أن يقول لها أنها حياته كلها ، وأنها معنى الوجود في عينيه ،وأنها نور الدنيا في مقلتيه ، فماذا يفعل ؟ هل يتقدم إلى أهلها يتزوجها ؟ وكان دون تحقيق هذه المنى حلقات من العقبات إن حطم حلقة فسوف تتصدى له سائر الحلقات وتسد عليه الطريق إليها .. كان فقيراً وكانت غنية ! وكان في الخامسة عشرة فكيف يتخيل أن أهلها يوافقون .. وكان مغنياً _ أو هكذا الأمل _ وأهلها من ذوي الثراء العريض ، فالتكافؤ في المستويات مفقود .. وصرف نفسه عن هذه الفكرة ! وعاش الحب في قلبه من غير أمل ! ...

وكان يوسف بدروس يعرف القصة من ألفها إلى يائها ، فنحن حين نحب نستعذب التفكير بصوت عال .. وقد يسمعنا أحد الأصدقاء ! ولهذا فإن يوسف بدروس عبر عن حب فريد تعبيراً صادقاً حين وضع له أغنية باحب من غير أمل ! تلك الأغنية وغيرها كان يقدمها فريد من ميكروفون الإذاعة ، وهي سبب شهرته السريعة لأنه كان يغنيها بأحاسيس تجتاح حياته ، وحب يملك مشاعره ! كان يغني وهو يتخيل نافذتها المغلقة، وأمها الغليظة القلب ، وأهلها والشر في أعينهم ، وهي ملاك أبيض الجناحين يرفرف فوق كل هذه النصال المسددة إلى قلبه ! كان يغني وكانت تسمعه .. وعيناها تبكيان ، وقلبها يردد البكاء !

ثم تطور الحرمان إلى مزيد من العذاب حين اتخذت الأسرة قراراً نفذته بين يوم وليلة ، فقد انتقلت من شارع إدريس راغب ! وعاد فريد ليلتها فلم يجد شبحها وراء خص النافذة كما اعتاد أن يلقاه منذ أغلقت النافذة ، وأصبح الصباح فلم تقف بالباب عربة المدرسة ، ولا اندفعت كالعصفور من باب بيتها إلى العربة وعلى شفتيها تحية الحب والصباح ! وسأل أمه عن جيرانه فقالت وهي تحس جرحه :

_ ولدي لقد رحلوا ... حملوا عزالهم ومضوا ..

فقال بالتياع وهو يغالب دموعه :

_ إلى أين ؟ يا أمي ؟

فدقت على صدرها بيدها وقالت :

_ وهل لنا أن نسأل كل راحل إلى أين يرحل ؟ لقد انتقلنا منذ وصلنا القاهرة بين ستة بيوت ، فهل سألنا أحد إلى أين نذهب إلا من كان حميماً من الأصدقاء ، وأنت تعلم يا ولدي أن هذه الأسرة تحفظت في علاقاتها مع الجيران فلم تزر ولم تفتح بابها لغير الوافدين عليها من الصعيد ! ..

فريد من فرط ذهوله لم يسمع نصف عبارات أمه .. وإنما مضى إلى يوسف بدروس يروي له الفصل الجديد من قصة حرمانه ، ثم عاد إلى عوده فأنطقه كل نبض قلبه المشبوب بالشوق ، الدامي بالألم ! وفي اليوم التالي قدم إليه يوسف بدروس أغنية جديدة مطلعها (( عمري ما حا أقدر انساكي )) فكانت وعاء أفرغ فيه فريد كل شوقه وهيامه ... نغماً حلواً وإحساساً دافقاً !

وتقطعت الأسباب بين فريد ومحبوبته أسبوعاً كاملاً ، حالفه فيه الأرق حلفاً لم يرحم إجهاده النهار بطوله ولا كفاح أكثر الليل ، وكان يتفرس في كل الوجوه ، ويتأمل كل شرفة ، ويلاحق كل سيارة يطل منها وجه أنثى ! كان يتخيلها تطل من كل طاقة وتسري مع كل هبة نسيم ، ويحمل إليه كل ريح عبيرها ورقتها ! وفي أعقاب الأسبوع تلقى منها خطاباً أفصحت فيه عن حبها .. وكان فريد فرحاً وهو يعرف أنها سكنت شارع الملكة نازلي .. غير بعيد عن المدرسة البطريركية !

هي إذن في طريقه ! فارقص أيها القلب فقد آن لك أن تسترد ما فقدت من سعادة ، ورفرفي أيتها الروح فقد عرفت أين تعيش ، وأين تتنفس ، وأين تقبلين محياها ! وارتدى فريد ثيابه وذهب إلى عنوانها ، ومشى تحت الشرفة فأطلت عليه ، وكان قلبه يتوقف من الفرحة فبكى ! ورأت دموعه فاختفت من الشرفة ، وعادت من جديد مع ابتسامة ، وأخذ أهل الشارع بالهم فرحل فريد !

وفي ذهابه إلى المدرسة وإيابه كان يراها ، عرفت مواعيده فنسقت بينها وبين مواعيدها ! ولكن حتى هذه السعادة لم تعمر في سماء فريد طويلاً ، فمرة أخرى رأت أمها فريداً وهو يتسكع تحت الشرفة !
فانسحب ، وعاد في اليوم التالي ، وقبل أن يصل البيت رأى رجلاً عريض المنكبين ، في عينيه شرر الغضب يخرج من الباب وكأنه يتوقع مقدمه ، ويمضي إليه ، وقصرت المسافة بينه وبين فريد فعرف فيه ثريا يتردد على صالة بديعة .. إذن فلا بد أنه يعرفه ، فهل يفر من أمامه ؟ لم تكن المسافة بينهما تسمح لفريد بأي خطة جديدة ، فقد وجد نفسه ماضياً إليه كما يمضي الفأر إلى مخالب القط ، فلما تواجها استوقف الرجل فريداً وقال له :

_ أنت تعرفني وأنا أعرفك ... دعني إذن أوجه إليك نصيحة تجدد لك عمرك ؟

فتصنع فريد الشجاعة وقال له :

_ ربما أنت تعرفني ولكن لا أعرفك .. ان ...

فقاطع الرجل وفي عينيه حقد وغيظ :

_ أنا خطيب التي من أجلها تجيء إلى هنا !

وبدا أن العبارة هزت كيان فريد ، إنه لم يكن يعلم أنها مخطوبة فكيف أخفت عنه الخبر ؟ أم هل أن الواقف أمامه يختلق هذه القصة ليكون لتهديده وقع أثر ؟ على كل حال أولى به أن يسمع صوت العقل ...

استطرد الرجل قائلاً وهو يضغط على مخارج الحروف مؤكداً عبارته :

_ أنا خطيبها وسنتزوج في أيام .. ابتعد عن طريقها وإلا .. ولذ له أن ينظر لوجه فريد وقد فرش له الطريق إلى التهديد ثم تركه معلقاً ، أما فريد فشغل عن التهديد بالحزن على حبيبته ! لقد عاش حبه من غير أمل ولكنه استمتع به ، استمتع حتى بالحرمان فيه .. طالما يخفق قلبه دائماً يأمل رؤيتها .. حتى هذا القدر الزهيد من السعادة لن يظفر به بعد اليوم ، الوحش الماثل أمامه يضعها في قفص من ذهب ، وسيقيم من نفسه حارساً عليها ، إنه يعرف ما سيقوله له .. سيقول له سأقتلك ، وهو قد قالها فعلاً بالخبر الذي ساقه ، وقد سدد مدية حادة النصل .. لا تراها العين .. سددها إلى قلبه فأدماه ! فالموت عنده ألا يراها .. وألا يعرف أين تكون وأين يراها .. لا حاجة بك أيا الرجل إلى تهديدك .. هذا هو المعنى الذي تسطر على وجه فريد !

بيد أن الرجل أحس قدر الألم الذي غزا قلب فريد ... فأغاظه هذا منه ، كان يتمنى لو لم يهتز فريد للخبر فيشي له عدم الاهتمام بأن ليس ثمة حب بين فريد وفتاته ، أما وقد تألم فليصفعه بالتهديد ، ويلزمه حدود العقل الذي يقدر العواقب لا القلب الذي يحب ولا يبالي شيئاً .. قال له فجأة وهو يهزه من كتفه :

_ وإلا سأقتلك إن تعرضت لها !

وبدا على فريد كما لو كان قد سمع هذه العبارة من قبل ، فقال للرجل باقتضاب حزين :

_ لا يا سيدي .. لن أتعرض لها !

وتركه الرجل وولى .. فقاس فريد قامته إلى قامة الرجل وكأنما يفكر فيما يمكن أن يحدث لو تعاركا على الفتاة ، وخرج من المقارنة بحزن جديد ، فقد كان الرجل عملاقاً قوي العضلات ، وحانت منه التفاتة إلى شرفتها فوجدها هناك ، فتزود من محياها بالنظرة الأخيرة ، واهتزت صورتها أمامه حين سبحت في الدموع عيناه وطأطأ رأسه وأسرع الخطى مبتعداً !

وطويت صفحة الحب العذري الرقيق في حياة فريد ! طويت في حساب اللقاء والابتسامات والخطابات ولكنها تسطرت خلوداً على قلبه .. كان يغني لها ، ويبدع لها .. كان يختلي بعوده في صميم الليل ويخيل إليه أنها تسمعه .. كان يبكي على الأوتار ، كان يغني أحزاناً ، فخالطت كل هذه الأحزان نبرته ودخلت خيوطاً رقيقة في حبال صوته ! وكان يتخيلها كلما وقف أمام الميكروفون فيبدع ويطلق الأكف بالتصفيق ..

ضوسافر عن القاهرة وعاد فسأله يوسف بدروس ، هل نسيتها ؟ فأنكر عليه سؤاله .. فكتب يوسف أغنية
(( رجعت لك يا حبيبي بعد الفراق والعذاب )) ، وطار صيت الأغنية (( أفوت عليك بعد نص الليل )) التي عبرت عن حاله .. أما هي فقد تزوجت ، وانتقلت إلى بيت زوجها ، وفشلت كل وسائله في معرفة عنوانها الجديد ، ثم كف عن البحث عنها ،ولم يكن التهديد بالقتل هو الذي صرفه عن البحث ، إنما كان حرصه على ألا يمسها من هذا كله ما تكره ، تحامل على قلبه ، واحتمل ، وطوى الضلوع على جراح لا تبرأ ، وتنفس ألمه في أغانيه ، ونثر أحزانه في معانيه حين غنى من كل قلبه (( يا نسمة تسري إلى ديار الحبيب احكي له سري وكيف أحيا غريب )) ، فصار مطرب الحب الباكي من أول قصة حب ‍

بهذا اشتهر وهكذا كتب عنه النقاد ، وعلى هذا السلم من المشاعر الراقية ارتقى ، وزادت الإذاعة أجره إلى ثمانية جنيهات ، ولكن أبواباً للرزق تفتحت له ، فقد جاءته شركات الاسطوانات تطلب تسجيل اسطواناته ، وصارت له عند بديعة مصابني مكانة بعد أن دوى صيته في الإذاعة .

ثم فتحت له الأقدار باباً ينفذ منه إلى متعة روحية محققة ، ويجد وراءه شريكة تقف إلى جانبه في الكفاح ، وتكفكف دمعه إن بكى ، وتجفف عرقه إن تفصد جبينه بعرق النضال ! وهي غير بعيدة عنه .. في متناول العين إذا ناداه ، وهي حتماً تطالعه بوجهها الرائق كاللبن الحليب كل صباح .. وتحمل إليه الإفطار وتحمل إليه الحنو والرعاية ! كانت شقيقته اسمهان ..

وقد بدأت أمها تطرب لصوتها وهي تغني في جلسات الخميس ! وكان فريد يدربها على الغناء معه ... وكان وهو يلحن يروي لها اللحن على العود فإذا نسيه في اليوم التالي فإنه يناديها لتذكره به .. وكانت لها ذاكرة موسيقية لا تسقط منها شاردة من نغم أو واردة ! وصوتها مع الأيام ينمو .. وعودها أيضاً ، وقد سمعها كل الذين يترددون على البيت من أصدقائه الفنانين ومنهم زكريا أحمد ، ومنهم داود حسني ومحمد القصبجي، وعقد بينهم الإجماع ذات ليلة .. إذ سمعوها تغني إحدى أغنيات أم كلثوم ، أن صوتها قد نضج إلى حد أنها تستطيع أن تواجه الجماهير ! وفؤاد اعترض .. إنه يحفظ تقاليد جبل الدروز فكيف تتحول شقيقته إلى مغنية في الصالات ، أما فريد والأم فقد صنعا غالبية بصوتيهما ، فرضخ فؤاد للأمر في غير ارتياح ، وبدأ فريد يضع لأسمهان ألحاناً تغنيها .. وفي حفلتها الأولى نجحت نجاحاً لم يتوقعه أحد ... حتى فريد ذاته الذي كان يباهي بها ويتيه ! وشجعه نجاحها على المضي معها على الطريق .. صارت تلازمه في غدوه ورواحه ، ووجد فيها شريكة النهار والليل والطعام والفسحة واللحن ! وسجلت لها الاسطوانات ، وكلها من تلحينه فصار الرزق ورزقين، وبدأت السعادة مع الترف يرفرفان على البيت ، وانتقل إلى جاردن سيتي .. سنة التطور ، ولكي يبعد عن مواطن الشجن والذكريات في ملاعب الصبا .. وبعدت سيرة معبودته الأولى ، ولم يكن نسيها ولكن الأيام بلسم كل الجراح ، فبقيت منها ذكريات تتحول إلى جمل عذبة كلما أمسك العود للحن جديد ! وعجب لنفسه فقد يمضي به أسبوع لا يذكرها فإذا أمسك العود قفز طيفها أمامه وهي بحقيبة الكتب ، وهو في النافذة تحت مصباح ترتعش ذبالته ... هكذا صارت في حياته خزانة وحي ومبعث إلهام .. وصارت أسمهان رفيقه الجديد ، الطيب ، الحنون !

وغنت أسمهان (( نويت أداري آلامي )) .. وكانت الأغنية مطابقة لحاله مع معبودته ، وغنت
(( عليك صلاة الله وسلامه )) ، ثم عادت فغنت (( رجعت لك يا حبيبي )) ، فقيل له هذه أغنية لا تطابق حالك فقال ، ولماذا لا أتصور أحلامي وقد انقلبت إلى حقائق !؟

وفي تلك الأثناء ترك مدحت عاصم الإذاعة .. مدحت عاصم هذا كان يطوق عنق فريد بالفضل ، ولهذا أقام سياجاً بينه وبين فريد ... إذ يريد فريد أن يطالب بالمزيد من الأجر لأن الجنيهات الثمانية لم تعد تليق به ، ولا باسمه ، ومدحت عاصم يقول إن هذه هي لوائح الإذاعة ... فلما ترك مدحت عاصم الإذاعة أخذ معه سياج الحرج ، واقتحم فريد مكتب المدير الجديد ليقول له أن أجره في الإذاعة لم يعد يتناسب مع مكانته في عالم الطرب .. ورفض المدير الجديد أن يزيد الأجر متذرعاً بعرف الإذاعة وتقاليدها ، هنا قال له فريد :

_ إذن سأغني للإذاعة مجاناً !

وغنى فريد مجاناً ، فقد كان يعرف أن الإذاعة أحسن الوسائل للقاء مع جمهوره ، وكان يحس أنه مدين لهذا الجمهور بكل ما يرتع فيه من عز وبحبوحة ثم إن الإذاعة لم تعد وسيلة رزقه الوحيدة .. فلتقم بدورها مكاناً يلتقي على موجات الأثير فيه بجمهوره !

***

وطرقت السينما باب فريد الأطرش وأسمهان !

كان تلحمي وبيضا ينويان إنتاج فيلم (( انتصار الشباب )) ، وقد ذهب المرحوم ميشال بيضا _ صاحب شركة اسطوانات بضافون حينئذ _ إلى فريد ليعرض عليه الفكرة ، وأخذه إلى حسني نجيب مدير ستوديو مصر ، وقبل فريد فبدأ حسني نجيب يتحدث عمن يضع ألحان الفيلم .. . فنظر إليه فريد في دهشة وقال له :

_ أنا طبعاً !

وحسني نجيب لا يعرف المجاملة ، فصاح في فريد :

_ أنت طبعاً ! وماذا يفعل كبار الملحنين عندنا ، ماذا يفعل السنباطي والقصبجي ، وهل تظن أن ستوديو مصر يجازف بالمشاركة في إنفاق بضعة آلاف من الجنيهات على فيلم تضع أنت ألحانه ؟

فأثارت سخرية حسني نجيب غضب فريد الأطرش ، وصعد الدم إلى أذنيه مشحوناً بالغيظ ، وسارع بيضا يشيد بألحان فريد التي سجلها على اسطوانات وكسب منها الألوف ، وبادر تلحمي فضم صوته على صوت بيضا في إطراء فريد ... فهون هذا على فريد ولكنه لم يثنه عن كبـريائه واعتزازه بنفسه ، قال لحسني نجيب :

_ إذا لم أضع ألحان الفيلم فإنني لن أعمل فيه !

قالها وسكت ، وكأنه لا يريد مساومة ، وأعلن الإصرار في عينيه . إن طبع الدرزي العنيد قد سيطر على الموقف ، فقال حسني نجيب يفتح باب المفاوضات :

_ أنت تضع ألحان أغانيك .. أما أغاني أسمهان فعندنا آخرون يضعون ألحانها !

فقال فريد في إصرار وهو يغلق باب المفاوضات بحسم :

_ لا يستطيع ملحن من الذين تقول عنهم أن يفهم صوت أسمهان كما أفهمه .. هم عمالقة لا أنكر ، ولكنني أنكر أن تتخطوني إلى غيري فيما يتعلق بها !

وبدأ الغضب على وجه حسني نجيب ، فنظر إلى أحمد بدرخان مخرج الفيلم ليقول شيئاً ، ولكن أحمد بدرخان آثر الصمت .. وكان يعرف أن بيضا وتلحمي سيتعصبان لفريد من جديد ، فاستقر رأيه على أن يخوض المعركة وحيداً ... وهو حتماً سيهزم فريداً ! أما فريد فقد أحس بوادر الخطر ، وكانت تلك أول فرصة تسنح له ليعمل على الشاشة الجذابة ، وهو مجنون إن ضيعها ! وتذكر كم صحفياً حدثه في الصباح عن دوره ورأيه في قصة الفيلم ، فأدرك أنه الخاسر إن ركب رأسه ، وإن عليه أن يعالج الأمر بالحكمة ! أنه سمع عن حسني نجيب أنه عنيد .. وبين فريد وحسني شعرة إن شدها حسني فليرخها فريد قليلاً .. حتى لا تنقطع ..

قال فريد لحسني نجيب وكأنه يرش الماء البارد على الموقف المحموم :

_ أرجوك يا حسني بك ، أعطني فرصة أثبت لك فيها أنني أستطيع أن أقدم لك ألحاناً ناجحة ، لي ولشقيقتي.. فإذا لم تعجبك ألحاني فأعهد بها إلى من ترى من الملحنين .

حسني نجيب سريع الغضب ، وطبع سريع الغضب أن يكون سريع الرضا ، وقد انفرجت أساريره عن ابتسامة طاردت كل فلول الأزمة ، وقال لفريد معاتباً وضاحكاً في آن واحد :

_ أنت رجل بلا ضمير .. ستحكم على نفسك بالفشل .. بألحانك ، فما ذنب شقيقتك .. لتحكم عليها بالفشل ؟

وخشى تلحمي أن تكون الفكاهة قاسية ، فخفف من وقعها قائلاً :

_ حسني بك يداعبك يا فريد .. ما دام انتقل إلى مرحلة الدعابة فإن معنى هذا أنه وافق ، ونحن شركاء في الفيلم ، ونحن نثق بك .. مبروك .. هيا وابدأ العمل .

وأمن حسني نجيب على كلام تلحمي الذي ردده بيضا في عبارة أخرى ، وخرج فريد وهو يحس طنيناً في أذنيه، وقال لنفسه :

_ أنا وضعت رقبتي بيدي تحت المقصلة ! سأحكم على نفسي بالإعدام الفني إن أنا فشلت ! إن موقف التحدي مع حسني نجيب شيء خطير وينبغي أن أنجح في الامتحان !

ثم تذكر نفسه في موقفين نجح فيهما في الامتحان بعد التحدي ... في المدرسة البطريركية ، حين مانعت في أن تقدمه لامتحان الشهادة الابتدائية فنجح وكان ترتيبه الأول ، وفي معهد الموسيقى حين حكمت عليه اللجنة بالرسوب والفصل فأثبت لها وهو يمتحن لميكروفون الإذاعة أنها جانبت العدل في قرارها ! وقال فريد لنفسه :

_ بل وفي هذا الامتحان سأنجح أيضاً !

وتلقى كلمات الأغاني فانصرف إلى التلحين بكل جوارحه ، ووضع ألحان ((ياللي هواك شاغل بالي)) و (( يا ليالي البشر يا أحلى الليالي )) و (( إيدك في إيدي تسير والمولى راعيها )) و أوبريت ((ليالي الأندلس)) أول عمل فني ضخم يوضع في فيلم سينمائي ، ثم قدم جديداً في الجمل الموسيقية والآلات الموسيقية في اسكتش (( الشروق والغروب )) هذا كله إلى تأثر بالمصرية الصميمة في اللحن ، مع ذخيرة لبنانية سورية بدوية .. كانت كل هذه كرات الخيط الضخمة التي ينسج منها ألحانه ، وكان يغمسها في قلبه .. وفي قلبه أحاسيس جياشة بحب احتضر ، وحبيب ولت أيامه ، وحين غنت أسمهان بصوتها الذهبي العذب ظنها الناس آلات الموسيقى لا حنجرة من تعتبر بادئة على طريق الفن ، وسبقت أسمهان عمرها بمجدها السريع ، ووضعتها ألحان فريد في الصف الأول من المحاولة الأولى !

وأخلص فريد في عمله في الفيلم مع أسمهان إخلاصاً جعله موضع الإطراء والإعجاب من كل الذين عملوا معه ، فلما أنجز الفيلم ، دعي ليراه في حفلة عرض خاصة في الاستديو ! إن الطباخ الذي يعد طبق الطعام الشهي لا يأكله إن تركوه يأكله .. إنه يشبع منه وهو يعده ثم لا يجد فيه جديداً ، إذا استوى أمامه على المائدة .. وقد كان هذا شعور فريد الأطرش حين شاهد الفيلم .. أحس أنه سخيف ليس ثمة ما يضحك فيه ، ولا ثمة ما يطرب .. ولم يصارح بمشاعره أحداً ، ولكنه خرج من الاستديو وهو كسيف البال كسير الخاطر .. وكان موعد عرض الفيلم على الجمهور اليوم التالي ، فلم يهدأ وتمثلت له في الحلم صورة حسني نجيب وهو يقول له (( أنت رجل بلا ضمير )) وقال لنفسه وهو بين النوم واليقظة (( أنا حقاً بلا ضمير .. سأسقط وأشد معي أختي إلى نفس الهاوية ، كان ينبغي أن أتركها لحظ أسعد .. إن أنانيتي وغروري وكبريائي ستحطم كل
شيء )) .

وأخذ الأرق من ليله أكثر مما أخذ النوم ، وفي الصباح لم يتناول طعام الإفطار وهرول إلى السينما وتلكأ حتى أطفئت الأنوار فتسلل إلى مقعد في الظلام ! وبدأ الفيلم فاحتبست أنفاسه وأحس وجيب قلبه وكأنه صرير عجلات قطار ، وقام يتمشى ليقاوم الملل ، وعجب الناس يضحكون أو يقولون آهة الاستحسان فحسبهم مجانين ! وعندما شارف الفيلم على النهاية ترك أسمهان في مقعدها بعد أن قال لها أنه سيختفي في حجرة آلات العرض .. وعجبت أسمهان لتصرفه ولكنها كانت تعرف أنه إذا قال شيئاً فلا بد أن يفعله ! وانتهى الفيلم فدوى التصفيق من كل أرجاء السينما ، وبحث الجمهور عن الأبطال فوجد أسمهان أما فريد فقد تناهى إليه التصفيق وهو في الحجرة العليا على أنه زئير غضب .. فلما قال له المهندس الذي يدير الفيلم
(( مبروك )) سأله في فضول .. وهل صفق الجمهور ؟ فأجاب الرجل :

_ أخرج إلى جمهورك يا أستاذ فريد .. إنه يبحث عنك !

أما أسمهان فقد أشارت للجمهور إلى حيث يختفي فريد ! فقفز عدد من ذوي العضلات إلى الحجرة العليا ليجدوا فريداً قابعاً على مقعد .. وارتبك في أول الأمر ثم ابتسم ابتسامة باهتة ، فلما هتفوا له تشجع وشكرهم .. وحين وقف على مقعده اختطفوه اختطافاً وحملوه على الأعنق !

وغامت عيناه بدموعها ! وتخيل صورتين وهو يغمض جفنيه لتمتص أهدابه دموعه أو تفرقها .. تخيل صورة معبودته الأولى .. وتخيل صورة حسني نجيب جمع بينهما أنه يريد أن يريهما نجاحه .. فهذه صاحبة الفضل فيه بالوحي والإلهام ، وذاك صاحب الفضل بالتحدي والإثارة ! وعندما مضى الجمهور بفريد فوق الأكتاف خارج دار السينما كان الباب المنخفض يعترض رأس فريد فسمع صوتاً يصيح به في جزع :

_ فريد ... فريد ... وطي دماغك من الباب !

ونظر فريد فوجد في شرفة حجرة مدير السينما حسني نجيب !

ها قد تحقق نصف المنى ! ونظر فريد إلى حسني نجيب وقال له :

_ الآن تخاف على دماغي ...

ثم أدار عينيه في الجماهير لعله أن يرى حبيبته .. ولكنه كان واهماً ..أما العزاء عنده فهو أنه يعرف أنها تسمعه ! فإذا جاءت يوماً فإنه سيغني لها أغنية نجحت وصفق لها الجمهور (( يا فرحتي يوم ما تجيني .. بعد الخصام وتصالحيني )).

***
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شاهنده
فريديّة أصيلة
شاهنده


عدد المساهمات عدد المساهمات : 8608
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 12/06/2010

امير النغم العربي {الفصل الرابع} Empty
مُساهمةموضوع: رد: امير النغم العربي {الفصل الرابع}   امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime15/10/2016, 23:09

كل الشكر لحضرتك استاذ وليد علبى على هذا الحديث الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
امير النغم العربي {الفصل الرابع}
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» امير النغم العربي{الفصل الثاني}
» امير النغم العربي{الفصل الثالث}
» امير النغم العربي {الفصل الخامس}
» امير النغم العربي {الفصل السادس}
» امير النغم العربي {الفصل السابع}

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان :: نبض الكلمات :: المنتدى العامّ-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» منوعات مختاره للفريد بشكل جديد ( اغنيات فوق بوستات )
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime17/11/2024, 01:22 من طرف مصطفى محمود صقر

» الموسيقار يقيم حفل للجيش السوري
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime17/11/2024, 01:21 من طرف مصطفى محمود صقر

» مجموعة موسيقى الذكريات
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime16/10/2024, 02:07 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» مقال قديم لصابر عبدالوهاب توثيق الدديب القدير سعود عبدالعزيز
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime16/10/2024, 02:05 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» زملاء المهنة ا صباح توتيق الاديب الكبير ابو جمال
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime16/10/2024, 02:02 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» في ذكرى رحيل قيثارة الشرق نوتة موسيقية لاغنية يابدع الورد
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime16/10/2024, 02:00 من طرف عبدالحميد حسن فتح الله

» فريدالاطرش الفدائي الكبير توثيق الاستاذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime16/10/2024, 01:57 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» زنكوغراف
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime16/10/2024, 01:55 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» فيلم رسالة من امرأ ة مجهولة
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime16/10/2024, 01:54 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» رحل فريد... وأخذ معه الخير والفرح والصّيف توثيق الاستاذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime16/10/2024, 01:51 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» ميرفت امين تحكي عن كولليس فيلم نغم في حياتي
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime16/10/2024, 01:47 من طرف انتصار السيد ابو شمعه

» امسية في صوفر
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime2/10/2024, 21:59 من طرف وليد علبي

» زنكوغراف
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime2/10/2024, 21:46 من طرف وليد علبي

» غلاف مجلة الكواكب
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime2/10/2024, 21:44 من طرف وليد علبي

» الموسيار وصباح وزوجها جو حمود
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime2/10/2024, 21:40 من طرف وليد علبي

» الموسيقار وموريس شفالية
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime22/9/2024, 21:56 من طرف وليد علبي

» في منزل جميل راتب توثيق الاساذ القدير نعيم المامون
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime22/9/2024, 21:43 من طرف وليد علبي

» بحور الشجن
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime22/9/2024, 21:39 من طرف وليد علبي

» ذكريات اطرشية
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime22/9/2024, 21:36 من طرف وليد علبي

» اخركذبة
امير النغم العربي {الفصل الرابع} Icon_minitime22/9/2024, 21:26 من طرف وليد علبي

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
وليد علبي - 37914
امير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_lcap 
منعم ابوطالب - 16368
امير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_lcap 
أبو وحيد - 12345
امير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_lcap 
أشرف الزيات - 9892
امير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_lcap 
مهدي سعدان - 8706
امير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_lcap 
شاهنده - 8608
امير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_lcap 
فاتن فؤاد - 6728
امير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_lcap 
ليلى الاطرش - 4503
امير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_lcap 
نعيم المامون - 4503
امير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_lcap 
زهرالحب - 4400
امير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_lcap 
Like/Tweet/+1
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
مصطفى محمود صقر
امير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_rcapامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_voting_barامير النغم العربي {الفصل الرابع} I_vote_lcap 
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
عدد زوار المنتدى :.
Champion Catalog



تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط فريد الاطرش على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان على موقع حفض الصفحات