قلبها يدق بشدة، حولهما كثيرون، لكنها لا ترى سواه، تنصت إلى صوته وهو يغني لها"حبيب العمر" فتتمايل يمنة ويسرة،ترفع يديها بخفة وتهبط بهما في حركة دائرية، وكأنها تستعين بهما لتهدأ. تنظر إليه بحب، فيبادلها النظرة ذاتها،يعلو صوته وهو يطرب "أشوف بعيونك الدنيا.. وأغني الحب بلسانك.. حياتي معاك حياة ثانية.. أهيم وأسرح في أحضانك." تنتهي الأغنية ويصفق الجمهور. لم يتخيل أحد أن قصة كهذه يمكن لنارها أن تخمد، كان الجميع على يقين أن سامية جمال وفريد الأطرش سيتزوجان عاجلاً أم آجلا. يبدو أن الحب وحده لم يكن كافيا ليتزوج فريد بسامية التي كانت تظن ألا شيء بإمكانه الوقوف أمامها. كان الجميع من حولهما يتسائل "متى يعلنان الزواج"، حتى هي، يخرجان معا، يتناولان الطعام سويا، يسهران معا ،يسافران معا،ويعملان معا. فما الذي يمنع الزواج؟ سؤال قطعه فراق أول بينهما. تحدث شقيق فريد فؤاد معه وسأله مستنكرا"هتتجوز فلاحة"، فقطعت سامية الطريق على أي حديث آخر، وقالت لفريد :" إنت مش عاوز تتجوزني عشان أنا فلاحة؟ بس أنا سامية جمال، وإنت عرفتني وأنا سامية جمال الفنانة المشهورة.". إفترقا للمرة الثانية والأخيرة، بعد واقعة شهيرة، كانت بطلتها فتاة من عائلة أرستقراطية، إصطحبها فريد معه إلى الكازينو الذي ترقص به سامية، رأته" فغمزت له" فأجابها بابتسامة، لكن الفتاة لم تتحمل ذلك المشهد، فقلبت الطاولة التي كانت تجلس عليها إلى جانب فريد ،وقبل أن تغادر سبت سامية أمام الجميع، وهو الأمر الذي ترك جرحا غائرا. قالت سامية :"كل واحد فينا راح لحاله في أول 51، وآخر مرة شفته كان قبل وفاته بشهر ونصف تقريباً. قال لي أنه متضايق عشان مصحفه ضاع منه ومش لاقيه. قال لي إن المصحف ده أنا جبته له سنة 42 ، وكأن حاسس إن في حاجة وحشة هتحصله.". رغم افتراق الطرق، ورغم الحب الذي كان كبيرا ،إحتفظت سامية وفريد باحترام كل منهما للآخر، و بعلاقة طيبة لم يعكر صفوها شيئ. رغم الألم الذي عاشاه،والقصة التي إنتهت قبل أن تبدأ، فراق وصفته سامية بقولها:" مكانش حد فينا له ذنب فيه."